قالت المحاضرة تهاني توفيق إن الشعور بالرضا النفسي يتمثل في سكينة داخلية تجعلنا نتقبل ما لا نحب من أمور أو أحداث أو أشخاص برحابة صدر وسكون نفسي، لافتة إلى مدى صعوبة ذلك بوصفها أن ذلك يعتبر معادلة صعبة في ظل مواجهة أحداث وأمور غير مرغوبة من الفرد. وأشارت، في محاضرة نظمها نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان «الرضا النفسي بين الفقد والتحقق» تهاني توفيق وأدارتها الندوة سكينة الطواش، إلى سعادتها بتزامن إلقاء الموضوع مع بداية العام الجديد لتوافقه مع الرغبات الشخصية للأفراد بالرغبة في تحقيق أهداف جديدة فتكون هذه المحاضرة كدليل يقودنا نحو النجاح في ذلك مصحوباً برضا نفسي في هذه السنة والسنوات القادمة. وأوضحت أن سبب اختيارها لهذا الموضوع هو تمحور جزء كبير من مشكلات الأفراد بعدم الشعور بالرضا النفسي من خلال ملاحظاتها المتكررة على الأشخاص اللذين تتعامل معهم في مختلف المجتمعات، بالإضافة إلى أهمية الرضا النفسي من حيث تقبل الحياة والاستمرار والاستمتاع فيها.وأضافت أن الشعور بالرضا النفسي ممكن تعريفه كذلك أنه الشعور الناتج عن الإيمان بعدالة قضاء الله وقدره فكلما زاد الإيمان بذلك كلما تقبل الفرد ما يواجهه من أمور غير مرغوبة من أزمات وأحداث بسكينة داخلية وأنه السكينة الداخلية التي تجعلنا نقيم الأمور بحسب اتجاهاتنا وهو يعتبر خليط من المشاعر الإيجابية من حب وتسامح ورضا و تمثل السعادة جزء منها فالرضا النفسي يكون في السراء والضراء ولا يقتصر على المواقف السعيدة من الحياة. وأكدت أن أهمية الشعور بالرضا النفسي تكمن في الرغبة بالاستمتاع بالحياة على الرغم من الضغوط التي يواجهها الفرد في حياته وروتينه اليومي فالسكينة الداخلية تمكن الفرد من التمتع و رؤية الجمال في حياته والتغاضي عن السلبيات التي يمر بها فهذا الشعور يوصل الفرد للهدوء والاستقرار النفسي.وأضافت أن أهميته كذلك تكمن في الوصول للاتزان الوجداني بما يعني عدم خلط المفاهيم والأوراق وإعطاء الأمور حقها من التفاعل والانفعال من دون مبالغة بإعطاء المواقف انفعالات أكبر من قيمتها أو العكس كالخلط بين العلاقات الشخصية والمهنية لدى الكثير من الأشخاص.وبينت أن الشعور بالرضا النفسي يحفز الطاقة الكامنة المختزنة بداخل الفرد لمواجهة المواقف المختلفة.وأضافت أن الشعور بالرضا النفسي يعجل من استعادة التوازن النفسي بعد المرور بالمواقف المحزنة والمؤثرة التي تؤدي لانخفاض معنويات الأفراد وشبهت هذا الشعور بالدرع الواقي اللذي يرتديه الفرد لحمايته من تقلبات الحياة والمواقف والضغوط النفسية.كما أكدت أن الشعور بفقد الرضا النفسي يرتبط بعدة معوقات تمنع الفرد من الوصول إليه وهي مقارنة الفرد نفسه بغيره من الأفراد في المجتمع عند تقييم حياته وتقريع الذات وهو لوم الفرد لنفسه على القرارات الخاطئة في حياته والطموح الغير الواقعي الغير متوازن مع الإمكانيات و التمني بدون الأخذ بالأسباب. وأضافت أن الحرمان النفسي والمادي غير المبرر في الطفولة يخلق أثراً عميقاً في نفس الفرد لا يمكن إزالته فيستحيل الوصول للشعور بالرضا النفسي فيما بعد، كما إن تراكم الضغوط بشكل شديد يمثل كذلك أحد تلك المعوقات. وللتخلص من تلك المعوقات أشارت توفيق إن هناك عدد من الحلول التي من الممكن اتباعها وأحدها هو تجميع عدد من المشاعر للوصول لشعور الرضا النفسي وأحدها الشعور بالامتنان على النعم الموجودة بدل التركيز على المفقود ويتبعها الشعور بالتسامح مع النفس والقناعة والتفريغ الانفعالي بالضحك والبكاء والرياضة والاستماع للموسيقى والقرآن ويتبعهم خفض سقف التوقعات من الآخرين ورؤية الجانب الإيجابي من الحياة.