تقرير - جعفر الديري:
أقرت الأمم المتحدة، اليوم العالمي للتنوع البيئي أو الأحيائي؛اليوم 22 مايو من كل عام؛ كيوم عالمي من أجل التشجيع على قضايا التنوع الأحيائي، احتفاء بذكرى 22 مايو 1992 (قمة الأرض).
وتعد البيئة الطبيعية للبحرين موطنا وموئلا لـ1300 نوع من الأنواع الحية من الطيور والحيوانات المختلفة والنباتات، الى جانب طبيعتها كجزيرة بلغ عدد محميتها الطبيعية ست محميات. فمياهها الإقليمية تحتضن إحدى أكبر المحميات البحرية في العالم، وهي محمية الهيرات الشمالية، بمساحة إجمالية تبلغ 1350 كيلومترا مربعا، وتشمل هير شتيّة، وهير ونجوة بولثامة، وهير بوعمامة، وما تحمله من إرث طبيعي وتاريخي تمثل في مراقد المحار ومغاصات اللؤلؤ التي اشتهرت بها المملكة منذ القدم.
ويسعى المجلس الأعلى للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة و وزارة الثقافة الى جانب عدة شركاء محليين لإتمام متطلبات تسجيل المحمية ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو). هذا وتحوي البحرين، الى جانب محمية الهيرات، كل من محمية العرين، وهي مركز إكثار فطري لفصائل النباتات والحيوانات البرية، ومحمية دوحة عراد الحاضنة لأشجار القرم الساحلية وصغار الأسماك وطيور البحر، ومحمية جزر حوار التي تحتوي على طيور نادرة وكائنات فطرية تحت ظروف ممتازة أدت الى نشوء أكبر مستوطنة إقليمية لغربان البحر السقطرية (اللوه)، ومحمية خليج توبلي الشبيهة بدوحة عراد، ومحمية جزيرة مشتان.
أما من جانب حماية البيئة، فقطعت مملكة البحرين شوطًا كبيراً في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية خلال بضعة عقود، وحرصت المملكة على ان يكون نموها مستداماً ومتوائماً مع النظم البيئية وأن يكون التطور الحاصل في مختلف المجالات ملبياً لالتزامات المملكة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وتسعى المملكة جاهدة لتحقيق أهدافها في مجال حماية البيئة، من خلال المجالات الرئيسية التي أولت المملكة اهتماما خاصاً بها: وهي: الطاقة: اذ أظهرت عدة جهات حكومية إهتماما كبيرا فيما يتعلق بمجال الحفاظ على الطاقة من خلال عدة مبادرات ومنها: إتباع السياسة الخضراء، والحد من اسخدام المواد والمعدات التي تؤثر سلبياً على البيئة، والإستغلال الأمل للموارد البيئية، المياه: بهدف الحفاظ على المياه، شعرت الدولة بحاجة لتأسيس مجلس يختص بتحمل مسؤولية حماية وتطوير والمحافظة على استدامة الموارد المائية، ولهذا تم إنشاء مجلس الموارد المائية المائية التي تختص مهامه وصلاحياته في رسم السياسة المائية، وحماية وتنمية الموارد المائية بما يكفل استدامتها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحسن استغلالها في الأغراض المختلفة، وتنظيم حفر الآبار وتنظيم استخدام المياه الجوفية، وغيرها من الإجراءات الإدارية والتنظيمية.
جودة الهواء: باعتبارها أحد أهم العناصر المؤثرة في مجال حماية البيئة، قامت مملكة البحرين بالرصد المستمر لجودة الهواء عن طريق نظام الرصد محدد باستخدام خمس محطات حديثة متنقلة وزعت على محافظات المملكة الخمس تقوم برصد جودة الهواء على مدار الساعة والتي تقوم بتخزين بياناتها آلياً وبشكل مباشر في الحاسب المركزي للإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية، التنوع البيولوجي: بغرض الحفاظ على الحياة البرية والبحرية في البحرين، خصصت المملكة 6 مناطق كمحميات طبيعية متنوعة، وشلمت هذه المناطق 5 محميات بحرية وهي: جزر حوار، خليج توبلي، دوحة عراد، جزيرة مشتان، هير بولثامة؛ ومحمية برية واحدة وهي محمية العرين.
استخدامات الأراضي والتصحر: تعمل المملكة من خلال وزارة شئون البلديات، وبالتعاون مع وزارات ومؤسسات المملكة على تجهيز المخططات التنفيذية للمخطط الهيكلي الاستراتيجي لمملكة البحرين 2030 بصورة تفصيلية معتمدة على توفير متطلبات التنمية المختلفة بدون المساس بالبيئة والمحافظة على مواردها وتنميتها، المناطق الساحلية: من ضمن العديد من الجهود الحثيثة لحماية المناطق الساحلية، أكدت المملكة على أن تقوم الجهات المعنية بإعداد الدراسات اللازمة لحماية المناطق الساحلية عند التخطيط لأي مشروع، وإبداء الرأي حول الآثار البيئية لهذه المشاريع قبل إقرار تنفيذها من الجهات المختصة، المواد الكيميائية: بهدف معالجة والسيطرة على المواد الكيميائية المستخدمة في المملكة، تم الإعلان عن عدد من القرارات، ومنها: التحكم بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، صيانة المعدات والمباني المحتوية على مادة الاسبستوس، التحكم في استيراد واستخدام المواد الكيميائية المحظورة والمقيدة بشدة، إدارة المـواد الكيميـائية الخطـرة، كما قامت المملكة بتبني النهج الإستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيمائية (SAICM)، النفايات: كجزء من خطة المملكة للحفاظ على البيئة والسيطرة على النفايات، قامت البحرين باعتماد خطة طوارئ وطنية لمكافحة الانسكابات النفطية، وكذلك السيطرة على وإدارة المخلفات الخطرة والمخلفات الخطرة للرعاية الصحية للرعاية الصحية، كما بدأت بتنفيذ مشروع تدوير الأجهزة الإلكترونية (IT Recycling) بهدف الحفاظ على البيئة الذي يتلخص مفهومة في جمع أجهزة الإلكترونية المستعملة بحيث يتم بيع الأجزاء القابلة للاستخدام لمحلات الإلكترونيات بينما يتم بيع الأجزاء غير القابلة للاستخدام لشركات التدوير.
وسبق لمركز البحرين للدراسات والبحوث أن اطلق أول أطلس بحري شامل لمملكة البحين، يعد الأول من نوعه، ومرجعاً رئيساً للمهتمين بالبيئة البحرية في مملكة البحرين، وأشرف مركز جيومتك (الذراع التجاري لمركز البحرين للدراسات والبحوث) على إعداد الأطلس بدعم من شركة استيراد الاستثمارية ودرّة خليج البحرين. وشارك في إعداد الأطلس خبراء بحرينيون وآخرون من بريطانيا وأمريكا واستراليا.
وعرض الأطلس ملامح البيئة البحرية للمملكة والمشكلات المرتبطة بها، ويتكون من 11 فصلاً، يقدّم الفصلان الأول والثاني الأطلس البحري والبيئة البحرية لمملكة البحرين، ويبين هذان الفصلان أهمية هذه البيئة وأساليب تنفيذ المسوحات وطرق الدراسة، كما يلقي الفصلان الضوء على البيئات البحرية في مملكة البحرين. ويتطرق الفصلان إلى ارتباط البحر بأبناء البحرين، إلى جانب شرح كيفية جمع بيانات الأطلس، مع لمحة سريعة عن مكونات البيئة البحرية للمملكة مثل الفشوت والجزر والخلجان.
وتعرّض الفصل الثالث للبيئات البحرية في منطقة المد والجزر Intertidal Habitats ومكونات هذه البيئات وأهميتها وتشمل أشجار القرم والصبخات والمناطق الملحية والطينية والصخرية والرملية ومجتمعات الطحالب الخضراء المزرقّة. وركّز الفصل الرابع من الأطلس على البيئات في المناطق المغمورة Subtidal Habitats وتشمل بيئة النباتات البحرية والطحالب والمرجان ومناطق الهيرات والفشوت. وتم تخصيص الفصل الخامس لجزر حوار. أما الفصل السادس فيهتم بالموارد الحية التي تنتجها البيئة البحرية واستعراض مناطق صيد الأسماء في البيئة البحرية وأهمية هذه الثروة.
وأفرد الأطلس فصله السابع للثديات البحرية وتشمل بقر البحر والدلافين ويقدم هذا الفصل بشكل مفصل نتائج المسح الجوي الذي أجراه مركز البحرين للدراسات والبحوث في العام الماضي على بقر البحر. أما الفصل التاسع فتناول الزواحف البحرية وتشمل السلاحف والثعابين البحرية مع التركيز على السلاحف وأهميتها ودورها في البيئة البحرية. واهتم الفصل التاسع بالطيور البحرية والساحلية مع عرض أنواعها وأهميتها.
وتطرق الفصل العاشر إلى وسائل حماية البيئة البحرية للمملكة ويلخّص هذا الفصل أهم الأفكار التي توصلت إليها الفصول السابقة ويصيغها في نقاط مركّزة تستهدف حماية البيئة البحرية.