فقط أمس كتبنا عن هذا «الهوس الإيراني المريض» تجاه البحرين، وكيف أن خدم خامنئي من مسؤولين في النظام وأتباع وأزلام وعملاء وخونة، يضعون البحرين كقضية أولى لهم، حتى سرعان ما خرج علينا أحد كبار المحرضين «حسين شريعتمداري»، مستشار خامنئي ورئيس تحرير صحيفة «كيهان» ليدلي بتصريحات يستهدف فيها البحرين وأهلها بشكل مباشر.

في محاضرة بالذكرى التاسعة والثلاثين لثورة الخميني بمدينة نهاوند، قال شريعتمداري: «مملكة البحرين إيرانية، وحتى شعب المملكة يعتبر إيرانياً». وأضاف: «البحرين تابعة لإيران، والشعب البحريني يعتبرون أنفسهم جزءاً لا ينفصل من إيران». وأكد: «البحرين محافظة فارسية تابعة لإيران، وتم فصلها عن إيران بسبب خيانة الشاه».

ومضى ليقول: «منذ عدة سنوات السلطات في البحرين غير قادرة على إيقاف ثورة الشعب البحريني لأنهم إيرانيون»، وأضاف: «كتبت سابقاً أن البحرين لنا، وحدثت ضجة كبيرة حينها، وأصدر مفتو آل سعود فتوى لقتلي».

هذا الكلام وحده يكفي حتى يتبين للعالم حجم الاستهداف الإيراني للبحرين، وحجم «الهوس المريض» التي يعتري خامنئي وخدمه، والذي يدفعهم لوضع المخططات وتجنيد الخونة والعملاء وتدريبهم وتمويلهم بالسلاح والمال.

طبعاً ردنا على هذا «الدعي» الإيراني واضح وصريح، البحرين أرض عربية خليجية، حكامها آل خليفة الكرام، وأهلها مخلصون لترابها ولقيادتها، حتى من هم من أصول فارسية ولاء الغالبية الساحقة منهم للبحرين، البلد التي احتضنت أجدادهم وولد نسلهم فيها وعاشوا من خيراتها، وكثير منهم قبائل عربية نزحت لسواحل فارس العربية ثم عادت، والدليل التصويت الذي جرى ووضع حداً لأحلام وأطماع الشاه الإيراني، هو تصويت وقف فيه أهل البحرين بمختلف تلاوينهم مع قيادتهم، ورفضوا أن يسلم تراب هذا الوطن الغالي لمستعمر يريد أن يعيد أمجاد الفرس والمجوس.

لكن الأحلام والأطماع الإيرانية الصفوية لا تتوقف، البحرين «قاهرة» إيران، وهذه هي الحقيقة المرة التي يتوجب عليهم تجرعها كل يوم، وبالنظر لعدد محاولاتهم وفشل انقلاباتهم يتضح حجم الغضب والقهر الذي يعتريهم.

يحصل هذا في وقت تتحرك فيه «الذيول الميتة» لإيران بداخل البحرين، ونعني بها جمعية «الوفاق» الإيرانية الولاء والانتماء، عبر بيانات وتصريحات أصدرتها مؤخراً في إطار مساعيها لإحياء ذكرى الانقلاب الفاشل في فبراير.

أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان الدكتور العلامة المتنور والمعتدل السيد علي الحسيني كتب في حسابه بـ»تويتر» أنه «رغم حظر جمعية الوفاق قانونياً بسبب تواصلها مع إيران المعادية للبحرين وخطرها على أمن البحرين وسلوكها المشبوه، عادت الوفاق لمهمة التحريض على مملكة البحرين لضرب الأمن والاستقرار ومهمتها تشويه صورة البحرين خارجياً بأمر من مشغليها في إيران».

الوفاق أصدرت بياناً نشرته لها، طبعاً «المواقع الإيرانية»، فيه إحدى عشر نقطة، وكان الهدف منه هو الاستمرار في ممارسة «التحريض» ضد النظام البحريني، ومحاولة إحياء ذكرى دوار الانقلاب الفاشل قبل سبع سنوات.

وبالربط بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين وبيانات الوفاق يتضح تماماً النسق المتماشي والمنسجم، بالتالي من مازال يحاول أن يقنع العالم بأن الوفاق تمثل طيفاً بحرينياً خالصاً، فهو واهم، هذه الجمعية لديها ولي فقيه معتمد من خامنئي نفسه، بعض الشباب المحسوبين عليها ذهبوا يوماً ليقفوا في حضرة المرشد الإيراني ويخاطبوه بجملة «سيدي ومولاي». البحرين قادرة على التصدي لهذا الاستهداف الإيراني الصريح، سواء من مسؤولي خامنئي أو من عملاء الداخل.

يبقى القول بأن فبراير يحمل ذكرى ميثاق العمل الوطني البحريني بنسبة تصويته الساحقة، هذه هي المناسبة الوطنية الوحيدة في هذا التاريخ، وما دونها ليست سوى ذكرى لخيانة وطن وانقلاب مدعوم من إيران، حطمته إرادة الشعب البحريني المخلص الموالي لبلاده المتعاضد مع قيادته الشرعية.

عاشت البحرين بقيادتها وشعبها، بعروبتها وخليجيتها، وخسئ خامنئي بموظفيه وأعوانه وعملائه.