سماح علام

أوضحت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن قيمة الاستثمار في الثقافة بلغت 43 مليون دينار من الداعمين للثقافة، مبينة أن العمل الفعلي على أرض الواقع يتجاوز الميزانية الرسمية المخصصة للهيئة. وقالت الشيخة مي إن "العالم يتلقف مشاريع البحرين الثقافية والمعماريّة أكثر من صداها المحلي المطلوب، فمشروع الاستثمار في الثقافة وفر مشاريع نوعية على أرض الواقع ساهمت في إيجاد بنية تحتية قوية للثقافة من جهة، كما وفرت رسوماً أولية لتصاميم مشاريع لقامات معماريّة عالمية تستكمل هذا العمل وتسهم في إحداث التنمية المستدامة من جهة ثانية".

الشيخة مي، شخصية حاربت طويلاً من أجل تبيان أهمية الثقافة ومازالت. انطلقت من عمل "أهلي" متميز ثم تدرجت في العمل الثقافي "الرسمي" من قطاع الثقافة، مروراً بوزارة مستقلة، وصولاً لهيئة، وبين المحطات الثلاث ترى أن فصل السياحة عن الثقافة أحدث خللاً رئيساً في سير عمل الثقافة، فالسياحة والثقافة كل لا يتجزأ -حسب رأيها-. الاستثمار في الثقافة، وتاء الشباب، وربيع الثقافة محطات فارقة في العمل الثقافي، إلا أن الطموح الذي تتبناه الشيخة مي هو وضع كل من المحرق والمنامة وتلال عالي ومجمّع عوالي وجزر حوار وسار وباربار على قائمة التراث العالمي، فهي ترى هذه المواقع تستحق هذه المكانة.



"الوطن"، التقت بالشيخة مي التي حملت الهم الثقافي لمدة 14 عاماً، ورأت في انبثاق ميثاق العمل الوطني بداية لعمل ثقافي مغاير في تاريخ البحرين، إذ قالت "إن الثقافة هي ثمرة العهد الإصلاحي، والأبواب فتحت لنا مع العالم، فهذا التسامح ليس سوى ثمرة من ثمرات الميثاق".

محطات وأبعاد وتحديات العمل الثقافي كان محط نقاش مع وزيرة تملك من الشخصية الثقافية الجدلية الشيء الكثير... فإلى تفاصيل الحوار..

* تغيرت خارطة العمل الثقافي في البحرين، والمشهد الثقافي مختلف تماماً في تفاصيله، فما الذي تحقق وما الطموح؟

الطموح ليس له سقف ولا حدود، نتطلع إلى الأكثر والأجمل، فلدينا الكثير من المشاريع التي رصدناها والتي وفرنا رسومها الأولية وتصاميمها من قبل مهندسين عالميين أمثال الياباني تداو أندو والراحلة زهاء حديد، لتأسيس بنى تحتية للثقافة وللتنمية المستدامة، وتوظيف المواقع للسياحة الثقافية، من هنا نؤكد دائماً على أن مضمون السياحة هي الثقافة، لذلك لا بد من أن نؤسس لبنى تحتية تحتضن وتستوعب هذا العمل وتروّج له بالشكل الصحيح.

الاستثمار في الثقافة؛ مشروع رائد نوعي متفرد، أطلقته منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة من القطاع الأهلي ومن ثم في قطاع الثقافة ليترجم كل هذا الطموح، فمن متحف موقع قلعة البحرين، مروراً بمسجد الخميس، وصولاً لمسرح البحرين الوطني، كلها مشاريع تمت خارج نطاق الميزانية المرصودة للعمل الثقافي الرسمي، وعادة ما يكون الشأن الثقافي ربما أقل الميزانيات المرصودة للبنى التحتية الخاصة به، لا سيما وأن الميزانية تغطي تكاليف التشغيل، ولكننا نتحدث عن مشاريع طموحة، وهنا لا بد من توظيف العلاقات وعمل الاتصالات لمشاركة القطاع الخاص بشكل فاعل.

* إلى أي حد تعتمدون على دعم القطاع الخاص؟

نعول على القطاع الخاص كثيراً، فالتجربة بدأت من العمل الأهلي في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث ثم امتدت إلى الجانب الرسمي، وكل بلد يعتمد على الثقافة ويراهن عليها، على سبيل المثال بعض المتاحف في الخارج تعتمد على دعم القطاع الخاص ولهم حضور قوي في العمل الثقافي.

بدأت هذه الفكرة تتضح أكثر فأكثر. ففي السابق كان العمل الاجتماعي هو الذي يطلب دعم القطاع الخاص ولكننا قدمنا الثقافة أيضاً التي تحتاج إيمان وعمل ودعم القطاع الخاص، فنحن نتحدث عن جانب تنموي وتوظيف المواقع بشكل صحيح، لكي تكون وجهة ثقافية سياحية رائدة تبين وجه البحرين الحضاري الحقيقي بشكل لائق.

* ما حجم الاستثمار في الثقافة اليوم؟

ما تم جمعه حتى الآن 43 مليون دينار، والقادم أكبر وأكثر، ولكننا نريد استدامة ما هو موجود من حيث التأهيل والعمل، فالرهان على استمرارية العمل وضمان التشغيل بما يليق بمكانة الثقافة، فهذا الاستثمار ليس سوى مؤشر لمدى تحضر البلد التي تعرف من مستوى الاهتمام بالثقافة فيها.

العمل الثقافي المتعدد الأوجه

* انطلق عملكم من مركز الشيخ إبراهيم بوصفه مركزاً ثقافياً أهلياً، ووصلتِ إلى قيادة المؤسسة الرسمية للثقافة. ما المنجز بين الدفتين؟

كانت حربي على أهمية الثقافة، انطلقت من تجربة أهلية في مركز الشيخ إبراهيم، هو مركز له كامل الحرية في اتخاذ قراره، ثم كبر وانطلق في فترة قصيرة، وأردت العمل في المؤسسة الرسمية بالروح ذاتها، والتي غادرتها بعد عام ونصف العام من العمل من أجل توضيح اللبس الحاصل بخصوص الثقافة حينها كونها تحت مظلة الإعلام، ثم أعلن جلالة الملك المفدى تأسيس وزارة للثقافة والإعلام، فمن حق البحرين أن يكون حضورها الثقافي ممثلاً بالجهة الرسمية، ولكن تقليص مساحتها في العمل الفعلي وفصل السياحة عن الثقافة، أصبح بالنسبة لي يمثل خللاً رئيساً، في الحضور وفي ميزانية التشغيل.

أتفهم بأن تكون الفنادق والمقاهي ضمن اختصاصات وزارة الصناعة والتجارة ولكن مسمى السياحة وإدارة الحرف ترتبط بالثقافة، فالحرف مرتبطة بتاريخ البحرين، ولدينا تصور لتطوير الفخار، وإدماج الألمنيوم كمادة خام من البحرين مع الحرفة القديمة التي استمرّت، إذا نحن نتحدث عن إبراز العمل بشكل مختلف مع الحفاظ على خصوصية البحرين وثقافتها وتاريخها، وقد تم الترويج لهذا المنتج في باريس ودبي. وفي هذه الأيام نعمل على مصنع للنسيج، وكل هذه الدلالات المرتبطة بالهوية هي مرتبطة في الوقت ذاته بالثقافة.

هنا أطرح تساؤلاً مهماً: كيف نصل للعالم؟ لقد قدمنا مشروع نقل المعارف الذي ذاع صيته إلى العالم، والمفارقة أنه في البحرين لم يجد صداه المستحق كما حدث في الخارج، وهذا ما وجدناه أيضاً مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، فكل الدول العربية أصبحت تطرق بابه، فقد تأسس بدعم من حكومة البحرين، والبحرين تتحمل تكاليفه، وكل الدول تطلب الاستشارة من الخبراء العاملين فيه، في حين أن بعض الجهات في البحرين لا يستفيدون من هذا الحضور. أين الخلل؟ سؤال آخر لا أضع له أجوبة محددة، ولكني أطرحه فقط.

وبالعودة إلى العمل الأهلي الذي انطلقت منه فإننا نشهد اليوم وجود 27 بيتاً تحت مظلة مركز الشيخ إبراهيم، وهو مركز متكامل، وأحد هذه البيوت انطلق ليكمل الجزء الثاني من عمل المركز وهو البحث العلمي، فهناك بيوت تهتم بالثقافة والفن والقراءة وغيرها، لذلك يأتي مركز ابحث ليمدّ جسور التعاون مع مركز سرن العلمي في جنيف. كذلك في المركز الأهلي، وفي كل أسبوع يأتينا ضيف، نقدم له جرعة من المعلومات عن البحرين، ونأخذه في جولة ميدانية يقف من خلالها على تاريخ وإرث وحقيقة هذا البلد الجميل، فكل ضيف هو صوت لنا في الخارج، ويعطي بعداً كبيراً لمملكة زاخرة بالثقافة والفنون.

* هل الثقافة ترف أم حاجة مجتمعية، وهل نعاني من أزمة في فهم حقيقة الثقافة؟

الثقافة حاجة أساسية، وهي رافعة من روافع التنمية المستدامة، وأحاول إعطاءها حقها، فعلى سبيل المثال حكومة شارل ديغول بفرنسا التي هي قلب الثقافة ومصدر النور والإشعاع الثقافي، اعتاد الرئيس أن يكون على يمينه في مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولكن ديغول ارتأى أن يكون على يمينه وزير الثقافة، لحاجته إلى البعد الإنساني والهوية، فإن كانت مهمة وزير الدفاع الحفاظ على الحدود، فمهمة وزير الثقافة الحفاظ على الهوية، فكيف نحافظ على الهوية بدون تمثيل في المؤسسة الرسمية.

سياحة نوعية

* طريق اللؤلؤ.. معلم ثقافي نوعي يكتمل قريباً؛ أين وصل وما الذي سيضيفه؟

مشروع طريق اللؤلؤ اتضحت الرؤية حوله، بل أصبح المجتمع متفهماً لوجوده وجدواه، الآن نجد الأهالي هم الذين يسعون إلينا، وبدل رخص الهدم التي كانت تتم في السابق أصبح هناك رخص ترميم، وخلال عام ونصف العام سوف يكتمل المشروع ويتضح بساحاته وبيوتاته وطرقه ومواقفه، فكل ذلك سيعكس مشروعاً متفرداً يليق بتاريخ وثقل البحرين الحضاري.

طريق اللؤلؤ مشروع سيكون بمثابة الوجهة الثقافية للسياحة النوعية، فمع افتتاح إكسبو دبي في منتصف عام 2020 سيكون المشروع جاهزاً بمرافقه كلها، وسيرتقي بالأحياء التي يمر بها، وسيكون نموذجاً لمشروع ثقافي يبين مكمن التفرد في البحرين ممثلاً "باللؤلؤ"، إذ يضم الموقع 17 مبنى في قلب النسيج الحضري لمدينة المحرق، وجزءاً من ساحل الطرف الجنوبي من جزيرة المحرق حيث كانت تنطلق القوارب لمصائد المحار.

تأتينا اتصالات من حول العالم لترشيح هذا المشروع لجوائز عالمية، ويحزنني ألا يكون صداها بالزخم المطلوب هنا في البحرين، بينما يتلقف العالم مثل هذه المشاريع الغنية بمضمونها التراثي والثقافي. وفي العام القادم نقدم البحرين عبر مشاركتنا في جناح إكسبو دبي لكي نستقطب السياحة النوعية، ونريد للسائح أن يتعرف علينا وأن يعرف خصوصيتنا التي تميزنا عن غيرنا.

تاء الشباب وربيع الثقافة

* ربيع الثقافة وتاء الشباب نموذج لمشاريع مهمة في أبعادها الثقافية، فكيف كان قطاف ثمار هذه المشاريع؟

حين عدت للثقافة مرة أخرى عام 2005، قمنا بالتعاون بين قطاع للثقافة ثم وزارة والآن هيئة، مع مجلس التنمية الاقتصادية، الذي كان شريكاً منذ البداية وله دور كبير في الترويج لربيع الثقافة، ومع مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبين الأطراف الثلاثة جمعت كل ما لدي من ميزانية لعام كامل في النسخة الأولى للمهرجان عام 2006، وعملت أن يستمر المهرجان لمدة شهر زاخر ومكثف في برامجه الثقافية المنتقاة، لينال الزخم الذي ظهر فيه وحقق السمعة والانتشار.

ثمرات هذا المشروع كبيرة، فقد استضفنا في النسخة الأولى لربيع الثقافة الشاعر محمود درويش -رحمه الله- الذي كان لنا حظ استضافته قبل وفاته، وأيضاً مركز الشيخ إبراهيم استضاف خاتمي وهو علم من الأعلام وافتتح بيت الشعر، بيت إبراهيم العريض. هذا البرنامج هو ليس فعالية ترفيهية، بل هو برنامج ثقافي يستقطب جميع القامات الكبيرة ذات الثقل مثل الفنانة الكبيرة فيروز ومغني الأوبرا العالمي دومينغو وغيرهم، فالثقافة مضمون راقٍ، نقدم من خلال ربيع الثقافة باقة من الحفلات والبرامج النوعية، فالثقافة ليست ترفيهاً بل هي مدارك وفكر وثقل مجتمعي يتأصل وينمو أكثر فأكثر، وربيع الثقافة اليوم يضم عناصر بحرينية أيضاً، ونراهن على استمراريته بالتكامل بين الأطراف الثلاثة الذين صنعوا هذا الربيع الثقافي في البحرين.

وماذا عن تاء الشباب الذي احتضن الشباب المبدع؟

أعول دائماً على الشباب، فالشباب هم الطاقة وهم المستقبل، ونحن نعول على الشباب، والراحل محمد البنكي -رحمه الله- الذي أسس هذا المشروع كان الداعم الأول للشباب وفكرة المهرجان كانت منه، وها هو العمل يستمر عاماً بعد عام وللسنة العاشرة على التوالي. لدينا مهندسات وطاقم عمل شبابي متميز جداً، لدينا مهندسة وشاعرة لامعة مثل فاطمة عبدعلي، وكان المرحوم البنكي يقول عنها إنها تملك الحسنيين القلم والهندسة. وأضرب مثلاً آخر في هيئة الثقافة وبالتحديد في بينالي البندقية الذي بدأناه عام 2010 وحزنا كأول دولة عربية بجائزة الأسد الذهبي بفضل المهندسة الشابة نورة السايح التي مازالت في فريقنا، وبفضلها نحصل على حضور عالمي في محافل دولية مهتمة بالهندسة والعمارة مثل جائزة إكسبو ميلانو.

مواقع في طريقها للعالم

* بين المحرق والمنامة.. طموح يضع البحرين على خارطة العالم. فماذا بعد؟

المحرق زاخرة بإرثها، وأهل المحرق يتذوقون ويتفاعلون مع العمل الثقافي بشكل مختلف، فكل الحراك الثقافي احتضنته المحرق بشكل جميل، وأستطيع أن أقول على سبيل المثال أن لدينا بيت القصيبي الذي سيكون باكورة البيوت في فريج الفاضل ويتفرّع عن مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، كما وأننا نريد إدراج المدينة بكاملها على قائمة التراث الإنساني العالمي وفق اشتراطات معينة نعمل عليها الآن. وفي المنامة بيتان هما بيت الشعر وبيت خلف يتبعان المركز أيضاً. ليس هذا وحسب، بل إنني أرى في مدافن عالي موقعاً إضافياً أريده أن يدرج على قائمة التراث العالمي، بعد الأول موقع قلعة البحرين والثاني طريق اللؤلؤ.

* وهل هناك من موقع رابع؟

إننا ندرس إمكانية إدراج مجمّع عوالي السكني والذي يعدّ أوّل مجمّع مؤهّل في الخليج العربي وهو الأوّل ممّن استخدم نظاماً كاملاً للتكييف المركزي، ما يعطيه الاستثناء كي يدرج على لائحة التراث العالمي، ومن ثم جزر حوار فهذه المحمية الطبيعية والثروة الثقافية التي لا مثيل لها، تستحق لأن تكون هي الأخرى على قائمة التراث العالمي، لتلحقها كل من سار وباربار.. طموحنا كبير وعملنا طويل، وأعول كثيراً على من سيكمل المسيرة من بعدي بذات الحب والاهتمام والعطاء والتفاني.

كما إن هناك متحف ومركز أبحاث بمستوطنة سار من تصميم المهندس الياباني العالمي تداو اندو، ومشروع مستقبلي ينتقل إلى خانة الواقع قريباً.

* تحدثتم كثيراً عن إنتاج الثقافة لا استقبالها.. فهل وصلنا إلى ذلك؟

أنا أدعم صناعة الإبداع، وأحزن عندما يكون هناك مواقع يمكن توظيفها، ولكن لا يتحقق ذلك بالشكل المطلوب. البحرين اليوم قادرة على صناعة الثقافة، ولكن نريد المزيد من الدعم لكي نستطيع إحداث فارق أكبر. وعندما نقول صناعة الإبداع فإننا أيضاً نتحدث عن قوة البنية التحتية التي تدعم ذلك. وأستطيع أن أقول إننا في البحرين اليوم لدينا بنية تحتية قوية نعوّل عليها.

* طرح أخيراً تحويل بعض المجالس الأهلية ذات المقتنيات القديمة في المحرق إلى متاحف؟ كيف ترين هذا الأمر؟

المتاحف لها مواصفات عالمية، ولها اشتراطات، فلا نريد استسهال استعمال الاسم، والبيوت هي بيوت يمكن الحفاظ عليها في إطارها، ولكن لا يمكن إطلاق مسمى متحف على أي مشروع. فالمقتنيات الخاصة شأن خاص، وليتهم ينتقون ما يمكن أن يعرض، لأنها هوايات خاصة في الأساس.

الخيل والقصيد

* كيف ترين الاهتمام بالتراث الثقافي المادي وغير المادي؟

التراث المادي لدينا شواهده وهي موجودة، ولكن التراث غير المادي، هو ما يجب الاهتمام به أكثر، وأضرب مثلاً بالخيل والوثائق التي كتبت عنها. فالخيل في البحرين محل عناية ولم يتم اختلاطها مع أجناس أخرى، كما أن هناك أشياء كثيرة يمكن إدماجها على قائمة التراث غير المادي وطرح مواضيع مختلفة، مثل التراث الطبيعي متمثلاً في جزر حوار.

مقار مسارح ثابتة قريباً

* عالجت هيئة الثقافة موضوع مقار المسارح بسرعة وبهدوء دون ضجة. ما هي تفاصيل هذه المعالجة وما هو مستقبل المسارح؟

واجهنا مشكلة وجوب إخلاء المسارح الأهلية لمقارهم في العدلية. وكان لا بد من التدخل السريع، فإذا تعذّر الدعم الرسمي، فنحن نحاول أن نرتّب أولوياتنا، لدينا عدد من الشقق تم شراؤها لطريق اللؤلؤ لم يأتِ أوان توظيفها بعد، تم تخصيصها للمسارح بشكل مؤقت بعد صيانتها، ولكن كل ذلك ليس سوى حل مؤقت، إذ آمل بأن يكون لهم مساحة ومقار تليق بهم في المستقبل، فما أطلع إليه هي مقرات ثابتة لهم في المحرق أو ربما المنامة.

دعم الثقافة.. مسؤولية

* الشيخة مي مختلفة في إيقاع عملها. فما هو طموحكم؟ ومن يقف معكم؟

أنا أستمتع بالمنجز وأرى ثمرات عمل عمره 14 سنة، ثمة بعض الإنجازات، ولدي الكثير ينتظر. لدي مشاريع كثيرة قد يكملها من هم حولي، وفي الجانب الأهلي أراه يكبر، وفي الجانب الرسمي ثمة فريق يعمل، ولكن تحت مظلة سياسة عامة.

من يقف مع الثقافة في البحرين، لست أنا، بل الداعم الأول للثقافة هو حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى قائد البلاد، ومن ثم يأتي كل محب وعاشق للثقافة من شخصيات وصولاً إلى أبسط الحاضرين في الأنشطة، فكلهم داعمون، ولا أريد تسمية أحد، ولكنني محاطة بمحبي الثقافة، والمتفاعلين معها.

* لا تترددين من ترك "كرسي الوزارة". فهل هذه جرأة؟

لا توجد كراسي ومناصب وإنما عملٌ وطني على الدوام، وكلنا نعمل من أجل هذا البلد الجميل.