للبحرين دروس كثيرة خلال جائحة «كورونا»، دروس تركت أثرها السريع على مستوى العالم، فانهالت الإشادات الدولية تباعاً، من دول ومنظمات، ولا شك أنها ستكتب في سجل المنجزات التي تحققت في هذه المرحلة، للاستفادة منها في المستقبل ضمن أرقى الإجراءات المتخذة لمواجهة الظروف الاستثنائية.

ولعل من الصعب حصر الإنجازات التي حققها الوطن خلال هذه الشهور، نتيجة لعقلية جبارة استطاعت إدارة الأزمة بشكل احترافي، حيث كانت التوقعات حاضرة بأن البحرين ستتمكن من تجاوز العقبات، إلا أن ما تحقق فاق المتوقع، ولم يكن ذلك بالغريب إذا ما أدركنا أن الفريق الوطني يقوده رجل الحنكة والخبرة والحكمة سمو ولي العهد حفظه الله، و«على قدر أهل العزم تأتي العزائم».

نعم، إنها «القيادة» أبرز درس بحريني للعالم في إدارة الأزمات، وأرقى نموذج تصدره المملكة لإظهار جانب من جوانب الريادة الوطنية في ظل عهد جلالة الملك المفدى حفظه الله، مشهد لا تكاد تجده بهذا الزخم والرعاية والاهتمام والمتابعة والتفحص الدقيق لكافة الإجراءات كما نجده من سمو ولي العهد، فينتقل من مركز وطني لآخر، ومن متابعة لاجتماع، ومن عمل ميداني للقاء من أجل خير الوطن وأهله، في ظل مسؤوليات جسيمة أخرى في متابعة الكثير من الملفات الحكومية والوطنية.

وفي كل موقف وخطاب لجلالة الملك حفظه الله منذ بداية الجائحة، تجد الإشادة المعبرة عن مستوى الإنجاز لقيادة سمو ولي العهد للجهود الوطنية لتجاوز الأزمة، واقع مضيء لا ينكره أحد، واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، قيادة يفخر بها كل مواطن ومقيم على أرض مملكة البحرين.

ووجدت أن أبلغ ما قيل عن دور سمو ولي العهد، ما قاله جلالة الملك حفظه الله في خطابه السامي خلال افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الخامس قبل أسبوع واحد، حيث قال جلالته «إنها لفرصة طيبة نجدد فيها مشاعر الفخر بالمستوى المشرف الذي رافق مراحل العمل في مكافحة الجائحة، وقاد عملياتها الشاملة، ابننا العزيز، وولي عهدنا الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فكان محل النفس في حمل هذه المسؤولية الجسيمة، وكما أمرنا ووجهنا»، وذلك قول يقف عنده كل قول.