سيكون مطار البحرين الدولي الجديد، معلماً مهماً من معالم البحرين، وذلك لاحتوائه على جنبات محلية وعالمية في كل شيء. مطار غاية في الجمال والإتقان والبناء والتشييد. لا يهمنا كم كلف هذا المطار الرائع، ولا كم استغرق بناؤه، وإن كنَّا نعلم وعلى الرغم من سحر روعته، إلا أنه لم يكلف الدولة كما كلفت المطارات العملاقة دولها، كما أن الوقت في إكماله يعتبر من أسرع المطارات تشييداً على مستوى المنطقة، خاصة في ظل الأزمة المالية الخانقة وفي ظل الجائحة كذلك.

حين أخذنا وزير المواصلات والاتصالات بكل تواضع لاكتشاف مطار البحرين الجديد، عرفنا بعدها جيداً حرص سعادته شخصياً على ترك بصمات بحرينية في كل زاوية من زوايا المطار، سواء من خلال بعض التصاميم واللوحات والأعمال الفنية، أو عبر الأسواق والحِرف والمطاعم المحلية. والجميل في ذلك كله، هو مساهمة مجموعة كبيرة من الشباب البحريني في تلكم الأعمال، وبحسب الوزير، فإنه كان أكثر حرصاً على أن يكون للتراث البحريني والبصمات البحرينية حضور لافت في مطارنا الدولي.

في المطار الجديد، يبدو كل شيء في غاية الإتقان والروعة. وحين نتحدث عن الإجراءات الخاصة بالمسافرين، فإن كل التسهيلات باتت متاحة في ظل التقنيات الحديثة التي تم إدخالها في خدمات الطيران لكل المسافرين، سواء للمغادرين منهم أو للقادمين كذلك، بل أن غالبية المعاملات ستكون عبر آلات مخصصة للعبور، وهي بطبيعة الحال، لن تكلف المسافر سوى تمرير بطاقته أو تذكرته بحركة واحدة أو بضغطة زر، وستغنينا هذه الأجهزة وقت السفر من الوقوف في طوابير مملة وتقليدية. كما ستسهم هذه التقنية في تسريع حركة العبور بشكل سلس، دون الحاجة لتدخل بشري، إلا للضرورة أو المساعدة.

في مطارنا الجديد، أعطِيتْ كل شركات الطيران مساحة كافية وأكثر لتقديم خدماتها، كما أعطيت ناقلتنا الوطنية «طيران الخليج» منصة كبيرة خاصة بها، وهي عبارة عن مساحة مريحة لكل زبائن هذه الناقلة الوطنية، والتي جُهزت بأحدث وسائل الرفاهية والراحة والتقنيات الحديثة.

مهما تحدثنا خلال هذه الأسطر عن هذا الإنجاز الوطني، فإننا لن نوفي كل المسؤولين والقائمين على مطار البحرين الدولي الجديد، وعلى رأسهم وزير المواصلات والاتصالات سعادة المهندس كمال بن أحمد محمد، حقهم على جهودهم الجبارة حتى يخرج هذا الصرح الوطني بهذه الروعة، ليرتفع به اسم البحرين عالياً.