لا أدري حقيقة ما هي العلة التي فينا والتي تجعلنا «متواضعين» أكثر من اللازم حين نتعامل مع تاريخنا؟
لدى البحرين ملاحم بطولية تاريخية ومعاصرة لو حكيناها لشبابنا ونقلناها له لثبتنا لدى ذاكرة الشباب البحريني نساءه ورجاله صوراً للفخر والاعتزاز بكونه بحرينياً، لو حكيناها بأسلوب عصري يخترق العقل اختراقاً ويلامس مشاعره الوطنية بأي أسلوب إعلامي مشوق، بتقارير مصورة، أو براوٍ يرويها بطريقة ذكية ومشوقة، وصورنا الراوي وهو يرويها في مواقعها، أو بعمل درامي محكم، لأغنتنا حلقة واحدة عن عشرات الكتب المدرسية عن التربية الوطنية الجامدة، ولاستطاع عمل واحد من تلك الأعمال أن يجعل الشباب البحريني مرتبطاً ومعتزاً وفخوراً بتاريخه، لكننا مع الأسف ألفنا الظل، ونستوحش من الضوء.
قصة تبعية الزبارة للبحرين واحدة فقط من عدة قصص تحكي حقبة زمنية قريبة وليست بعيدة لا تؤكد تبيعة الزبارة للبحرين فحسب، بل تؤكد أن تلك الحقبة من الحكم الخليفي سبق فيها آل خليفة جميع حكام الإمارات المجاورة، حيث أسسوا الحكم والنظم والإدارية والمدنية والقضائية، حين لم يكن هناك أثر في غرب الجزيرة العربية كلها لهذه الدرجة من التطور والتقدم، ولدينا قصص عديدة نروي بها تاريخنا وحتى حاضرنا لو قدر له راوٍ جيد، يترجمها بأي طريقة إعلامية درامية أو تقريرية أو غيرها لعرفنا أجيالنا الحالية ما هو تاريخهم وكيف توفر لهم الآن دولة عربية مستقرة ذات سيادة متطورة حديثة آمنين فيها مطمئنين، لم تصل إليهم إلا بالكثير من التضحيات والثمن الغالي، لكننا نصر على «التواضع» الذي يفسر بغير ذلك، والأدهى أنه يروى من زواية تهين هذا التاريخ وتجرده من قوته ومن مصادر فخره واعتزازه، ثم نلوم شبابنا على جهلهم بتاريخهم.
«أذكر حادثة في إحدى الصحف في نهاية التسعينات حيث تبين جهل القائمين على الجريدة حين ذاك بأسماء جزر حوار لأنهم ناقشوا أسماء الشوارع الجديدة، وتعجبوا من شارع اسمه الحجيات ليتضح أنه اسم إحدى تلك الجزر!»، من بعدها قامت حملة إعلامية لتوضيح تلك الأسماء للأجيال الجديدة.
بالطبع سيتكرر مثل هذا الجهل بواقعنا وتاريخنا وتراثنا وهويتنا إن كنا نصر على هذا «التواضع» المتردد في سرده.
للتو بدأنا وبداية متواضعة كالعادة نروي للأجيال الجديدة قصة البحرين والزبارة، ففي حلقات قصيرة بطريقة الفيديو جرافيك نشرتها صحيفة الوطن تحكي قصة حكم آل خليفة للزبارة وتستعرض من خلالها الوثائق والأدلة على هذه الحقبة التاريخية الحديثة، وهو عمل جميل ومبادرة طيبة لكنها مبادرة بسيطة جداً ضعيفة الإمكانيات ولا لوم عليهم بل بالعكس يشكرون عليها.
ثم في برنامج السارية الرمضاني اليومي كذلك نلاحظ حرصاً على نشر الوعي بتلك الحقائق التاريخية الخاصة بتبعية الزبارة للبحرين من خلال الأسئلة التي وجهت للجمهور حول القلاع والآثار التي بناها آل خليفة في الزبارة.
هذه هي المنصات الإعلامية المتواضعة والبسيطة الوحيدة التي حاولت أن تنبه إلى حقائق تاريخية دامغة، وإن بقينا هكذا لن نتمكن أن نغرس هذا التاريخ في الذاكرة الشعبية بما يستحقه من فخر و اعتزاز، إن بقينا في الظل مترددين من اقتحام الضوء.
لدى البحرين ملاحم بطولية تاريخية ومعاصرة لو حكيناها لشبابنا ونقلناها له لثبتنا لدى ذاكرة الشباب البحريني نساءه ورجاله صوراً للفخر والاعتزاز بكونه بحرينياً، لو حكيناها بأسلوب عصري يخترق العقل اختراقاً ويلامس مشاعره الوطنية بأي أسلوب إعلامي مشوق، بتقارير مصورة، أو براوٍ يرويها بطريقة ذكية ومشوقة، وصورنا الراوي وهو يرويها في مواقعها، أو بعمل درامي محكم، لأغنتنا حلقة واحدة عن عشرات الكتب المدرسية عن التربية الوطنية الجامدة، ولاستطاع عمل واحد من تلك الأعمال أن يجعل الشباب البحريني مرتبطاً ومعتزاً وفخوراً بتاريخه، لكننا مع الأسف ألفنا الظل، ونستوحش من الضوء.
قصة تبعية الزبارة للبحرين واحدة فقط من عدة قصص تحكي حقبة زمنية قريبة وليست بعيدة لا تؤكد تبيعة الزبارة للبحرين فحسب، بل تؤكد أن تلك الحقبة من الحكم الخليفي سبق فيها آل خليفة جميع حكام الإمارات المجاورة، حيث أسسوا الحكم والنظم والإدارية والمدنية والقضائية، حين لم يكن هناك أثر في غرب الجزيرة العربية كلها لهذه الدرجة من التطور والتقدم، ولدينا قصص عديدة نروي بها تاريخنا وحتى حاضرنا لو قدر له راوٍ جيد، يترجمها بأي طريقة إعلامية درامية أو تقريرية أو غيرها لعرفنا أجيالنا الحالية ما هو تاريخهم وكيف توفر لهم الآن دولة عربية مستقرة ذات سيادة متطورة حديثة آمنين فيها مطمئنين، لم تصل إليهم إلا بالكثير من التضحيات والثمن الغالي، لكننا نصر على «التواضع» الذي يفسر بغير ذلك، والأدهى أنه يروى من زواية تهين هذا التاريخ وتجرده من قوته ومن مصادر فخره واعتزازه، ثم نلوم شبابنا على جهلهم بتاريخهم.
«أذكر حادثة في إحدى الصحف في نهاية التسعينات حيث تبين جهل القائمين على الجريدة حين ذاك بأسماء جزر حوار لأنهم ناقشوا أسماء الشوارع الجديدة، وتعجبوا من شارع اسمه الحجيات ليتضح أنه اسم إحدى تلك الجزر!»، من بعدها قامت حملة إعلامية لتوضيح تلك الأسماء للأجيال الجديدة.
بالطبع سيتكرر مثل هذا الجهل بواقعنا وتاريخنا وتراثنا وهويتنا إن كنا نصر على هذا «التواضع» المتردد في سرده.
للتو بدأنا وبداية متواضعة كالعادة نروي للأجيال الجديدة قصة البحرين والزبارة، ففي حلقات قصيرة بطريقة الفيديو جرافيك نشرتها صحيفة الوطن تحكي قصة حكم آل خليفة للزبارة وتستعرض من خلالها الوثائق والأدلة على هذه الحقبة التاريخية الحديثة، وهو عمل جميل ومبادرة طيبة لكنها مبادرة بسيطة جداً ضعيفة الإمكانيات ولا لوم عليهم بل بالعكس يشكرون عليها.
ثم في برنامج السارية الرمضاني اليومي كذلك نلاحظ حرصاً على نشر الوعي بتلك الحقائق التاريخية الخاصة بتبعية الزبارة للبحرين من خلال الأسئلة التي وجهت للجمهور حول القلاع والآثار التي بناها آل خليفة في الزبارة.
هذه هي المنصات الإعلامية المتواضعة والبسيطة الوحيدة التي حاولت أن تنبه إلى حقائق تاريخية دامغة، وإن بقينا هكذا لن نتمكن أن نغرس هذا التاريخ في الذاكرة الشعبية بما يستحقه من فخر و اعتزاز، إن بقينا في الظل مترددين من اقتحام الضوء.