خالد السعدون
خالد السعدون
ليُعلَمْ ابتداءً أنَّ الحُكمَ على الشيءِ فَرعٌ عن تصوُّرِهِ، وأمَّا مَنْ شهِدَهُ ورآهُ، أو سَبَرَهُ وخَبَرَهُ، فهو أقومُ شهادةً إن كانَ صادِقاً فيها، وهذه الشَّهادَةُ تصدُقُ فيما لا حَصْرَ له مِنَ الأشياءِ ولا عَدَّ، وكذا فليُعلَمْ أنَّ سُنَّةَ الله فيمن يخدم النَّاسَ ووطنَهُ وأهلَهُ، أنْ يُسخِّرَ اللهُ سُبحانه وتعالى له...
وإذا كان الحق تبارك وتعالى يسبح نفسه حين الكلام في عائشة! أفما يكون توقيرها وأخواتها أمهات المؤمنين سبباً للنصر والتمكين؟! بلى وربي بلى، وعندئذ يعلم بعض الحكمة في تعقيب نصر الله على القرظيين بشأن أهم المؤمنين وهو شأن أمهاتهم أمهات المؤمنين. وكذا فهن لما كن أمهات المؤمنين أجمعين من المتقدمين والمتأخرين، فذكرهن مع نبي الأمة...
أما بعد، فبينما كنت أتعاهد سورة الأحزاب لئلا أنساها، فممرت بما أنزل الله في شأن يهود قريظة، حين جاء الأحزاب بقضهم وقضيضهم، وأسيادهم وساقتهم، ووبشت قريش أوباشها وأحابيشها، فلما رأت قريظة الأحزاب محيطين بالمدينة ومحدقين، من فوقها ومن أسفل منها استبشرت بوعد الشيطان فنقضت العهد مع الناقضين فغدرت، وتحزبت مع الأحزاب لإسقاط دولة...