هالة محمد جابر الأنصاري
حديث الاثنين
في مقالنا الأسبوع الماضي والمنشور على هذه المساحة، تناولنا ظاهرة مقيتة تسمى "تعفن الدماغ" بحسب ما صُنِفت به عالمياً، باعتبارها آفة اجتماعية - ثقافية معدية تستدعي الكثير من التأهب والتيقظ في مواجهتها، وبطرق يجب أن تتفوق بذكائها على ذكاء العالم الافتراضي التي ترمي، بعض منصاته، مخلفاتها في رؤوس كل من لا سيطرة له على عقله. ويا ويل...
آخر ما تريده البشرية، أن يضاف إلى قائمة ما يهدد استقرارها وديمومتها، التعامل مع آفة جديدة من النوع الذي يأخذ بالعقل الإنساني إلى الحجر الصحي، والوباء المقصود هنا هو "عفن الدماغ" أو "تعفن المخ"، والمعتمد كمصطلح من قبل جامعة أوكسفورد في نهاية العام المنصرم، بناء على استفتاء طُرح للمناقشة العامة وقام بتحليله جمع من الخبراء، ليدرج...
وأقصد بالنجومية التي أشار لها عنوان المقال، التفوق في صناعة قصص نجاح استثنائية استطاعت أن تسجل بصماتها وأن تفرض وقع إنجازاتها على محيطها، فتحرك المياه الراكدة من حولها، وتصل بصداها الإيجابي لكل من يتعثر على طريق النجاح وهو يبحث عن بصيص من الأمل لمواصلة دربه أياً كان طموحه.
والقصة المراد الحديث عنها، هي الفوز المستحق لمنتخب...
ها هو شهر ديسمبر على الأبواب.. بمواعيده العزيزة على قلوب أهل البحرين وهم يستقبلون نسائم الفرح بالاستبشار بالغد المشرق، وبالإصرار على وحدة كلمتهم، وتماسك صفوفهم أياً كانت الظروف..وها هي البحرين تتألق، برصيدها الوافر من الإنجازات، في مناسبة اليوبيل الفضي لتولي ملك البلاد المعظم مقاليد الحكم وانطلاقة عهد التجديد والإصلاح.....
يتفق رهطٌ لا بأس به من المهتمين بدراسة تاريخ منطقة الخليج العربي وتتبُّع أثر الحضارات التي ازدهرت على ضفافه، بأن هذا الإقليم المشرقي قد ظُلم ظلماً كبيراً، وهُضم حقه التاريخي ككيان فاعل يرتقي لمستوى الإنتاج الحضاري.. المعترف به اعترافاً كاملاً ضمن الفضاء الأوسع للحضارة الإنسانية العالمية. ومثل هذه العزلة التي مورست على حضارات...
مع انقشاع ضباب الانتخابات الأمريكية بالإعلان عن سيد البيت الأبيض القادم من معركة طويلة بمطباتها العديدة، التي لم تمنعه من الوصول، مرة أخرى، إلى كرسي الرئاسة. والحقيقة، لا أذكر رئيساً أمريكياً يمتلك نفساً طويلاً أو «صبراً استراتيجياً» كالذي يتحلى به الرئيس ترامب في مواجهة خصومه الكثيرين. أقول مع انقشاع الضباب ووضوح الرؤية في...
من السهل أن يتقبل الإنسان الأعراض المرضية، بدنية كانت أو نفسية، عندما يصاب بها شخصياً، أو غيره من البشر، ولكن أن يمرض الوعي العالمي، ويدخل في حالة من اللامبالاة الشبيهة بالموت السريري، فهنا المصاب كبير. فالعالم، وكما نسمع ونرى، يعاني، فوق ما يعانيه من انفصام «سايكوباتي» شنيع لسلوكه الإنساني، نراه مصاباً بحالة غريبة من...
من الأخبار المفرحة التي طلت علينا مؤخراً، وتستحق الكثير من الاهتمام والانتباه، نزولاً في تفاصيلها للاستفادة من تجربتها وأسباب نجاحها في إنجاز وعدها، لتحقق هدفاً كنت أحسبه صعب المنال في عالم الأعمال.. الخبر المفرح هو تسجيل «شركة نسيج للتطوير العقاري» لنسبة بحرنة كاملة. . تخيلوا.. جميع موظفي وموظفات الشركة، من التنفيذيين...
فكرة الدبلوماسية متعددة الأطراف الهادفة إلى إرساء نظام أمن عالمي شامل، ويقوم على الالتزام الكامل بالقانون الدولي للقضاء على كل أشكال الشر على الأرض، هي دون شك، من أعظم النظريات التي اخترعتها البشرية للخروج من أعتى الحروب وأكثرها فتكاً لسلالتها. . وأهم تطبيق لهذه النظرية العصرية، قيام ما سُمّي بـ«عصبة الأمم»، لبدء فصل جديد من...
أحياناً تُقرّر الثقافة، لأسباب عديدة ومتشعبة، أن تتخلّى عن دورها الطبيعي في المحافظة على الملامح الأساسية للشخصية والهوية الوطنية وحماية تضاريسها الحضارية من الضياع، وإذا بحثنا عنها، نجدها راكدة على هامش الفعل الإنساني، كأن تخلق لها عالماً موازياً تنتقي فيه ما يتناسب مع ذوق أو مزاج أو قناعات مشتغليها. . هذه الحالة الهلامية...
كم منا يتذكر أزمة رهائن السفارة الأمريكية -في إيران- التي استمرت لـ444 يوماً، وتزامنت مع قيام الثورة الإيرانية في 1979؟الأزمة التي أشعل شرارتها مجموعة من الطلبة الإيرانيين المتمردين المأسورين بفكرة الثورة المقدّسة، والمتوهمين بأن البطل القادم من الغرب سيؤسس مدينتهم الفاضلة، وسيقضي على الفقر والفساد والاستبداد، وسيعطي، ذات...
لست هنا بمعرض اللطم على قدر الأمة العربية المليء بالمحن والنكبات، وأقساها على الإطلاق الاحتلال الإسرائيلي للوطن الفلسطيني كواقع فُرض على الأمة بالقوة، وبمبررات لا يتقبلها العقل العربي إلى يومنا هذا، إلا أنه ومن باب سد الذرائع المؤدية لهلاك الإنسان والعمران، بادر العرب بتقبل الأمر الواقع، والخروج بما نعرفه اليوم باسم «حل...