خلصت دراسة حديثة أجراها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع الجهات المختصة إلى أن المياه الإقليمية لمملكة البحرين تحتضن مجموعات للأطوم تعد الأكبر في العالم من حيث العدد والكثافة. قام بتنفيذ هذه الدراسة فريق بحث بحريني متخصص بإشراف الدكتور عبدالقادر خميس في البيئة البحرية بدعم من خبراء دوليين، وامتدت لأكثر من ثلاثة أعوام متضمنة مسوحات جوية وبحرية مكثفة وظفت خلالها صور الأقمار الصناعية وتقنيات حديثة لرصد حالة مهاد الحشائش البحرية التي تمثل الغذاء الرئيس للأطوم .
ويتوجه المركز الإقليمي بالشكر إلى كل من وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني والمجلس الأعلى للبيئة على التعاون في إنجاح الدراسة.
وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أن هذه الدراسة جاءت ضمن سياق المساعي الحثيثة التي يبذلها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لإبراز مقومات الإرث الطبيعي والثقافي التي تنفرد به مملكة البحرين على الصعيد العالمي، منوهة إلى الحاجة الماسة لتضافر الجهود الرسمية والشعبية للحفاظ على تجمعات هذه الثدييات المهددة بالانقراض وضمان ديمومتها كمورد طبيعي يمكن استثماره بصورة مستدامة كرافد للاقتصاد الوطني من خلال تشجيع السياحة البيئية المستدامة وتعريف الأجيال الناشئة بالكنوز الطبيعية التي تزخر بها مملكتنا الغالية. وأكدت معاليها بأن المرحلة المقبلة من المشروع ستتمحور حول إجراء دراسات ميدانية مكثفة لاستكشاف مدى تأثر هذه المجموعات الضخمة من الأطوم بالأنشطة البشرية، والتي على إثر نتائجها سيعكف الخبراء الوطنيون والدوليون على صياغة خطوط استرشادية مستفيضة تأطر تدابير الحفاظ عليها وضمان عدم تأثرها بأنشطة السياحة البيئية المقترحة.
وأوضحت الدراسة بأن مملكة البحرين ما زالت تحتضن أكبر مجموعات للأطوم وأكثرها كثافة عددية في العالم، وذلك منذ العام 1986م حين تم رصدها لأول مرة بشمال غرب جزر حوار. وفي هذا السياق، فقد نجح فريق البحث في رصد مجموعة لبقر البحر في المياه الإقليمية لمملكة البحرين بلغ تعدادها قرابة 700 فرداً وهي بذلك تعتبر أضخم مجموعة من الأطوم تسجل حتى الآن في العالم .
تجدر الإشارة إلى أن الأطوم عبارة عن ثدييات بحرية عاشبة تستوطن المياه الدافئة للمحيطين الهادي والهندي، ويحتضن الخليج العربي ثاني أكبر قطيع في العالم من بعد أستراليا لهذه الحيوانات المهددة بالانقراض. تدعى الأطوم كذلك ببقر البحر وبقر الصيد وعرائس البحر وحوريات البحر، وهي في الغالب ثدييات غير اجتماعية، لكنها في حالات نادرة تتجمع بكثافة عالية مشكلة مجموعات ضخمة تتألف من بضع مئات من الأفراد.