اختتمت المؤسسة البحرينية للحوار مساء يوم أمس الأحد لقاءاتها الحوارية في برنامجها الرمضاني (بصمات بحرينية 2) الذي بثته عبر منصة إنستغرام لايف، وكان مع الفائز بالمركز الأول على مستوى مملكة البحرين في مسابقة تحدي القراءة العربية الطالب علي رضا العريبي. وأدار اللقاء عضو المؤسسة السيد صالح مهدي.

الهوايات والأهداف

وأشار الطالب العريبي ذو الخمسة عشر ربيعًا إلى أن هواياته تتلخص في القراءة والخطابة وصناعة المحتوى وصناعة الأنظمة، مؤكدًا أنه لا يعتبر الإنجازات التي حققها غايات في حد ذاتها، بل وسائل لتحقيق غايات أخرى تعبر عن الأهداف الشخصية الرئيسية له والتي تتوافق مع المبادئ التي يحملها.

وأوضح أن وضع الأهداف هو أمر مهم في حياة الإنسان؛ لأن الإنسان يعيش لأجل المعنى كما تقول النظريات النفسية، متحدثًا عن كيفية وضع تلك الأهداف ذات المعاني بأنها يجب أن تستند إلى مرجعية معينة هي بالنسبة إلينا كمسلمين القواعد العامة المستوحاة من ديننا الحنيف.

وكشف أن هدفه في مرحلته العمرية الحالية هو عملية البحث المستمرة لتحصيل التجارب الثرية المختلفة؛ بحيث يكون المعنى الذي يبحث عنه لا يتعلق بمجال معين وإنما يرتبط بالحياة كلها، وهو ما يحقق الحياة السعيدة ذات المعنى الذي يبحث عنه.

النشأة والدراسة

وذكر العريبي أنه وُلد خارج البحرين إبان دراسة والده في الخارج وجاء إلى البحرين بعد بلوغه خمس سنوات، كاشفًا أنه تغذى منذ نشأته على الانتماء إلى البحرين ومحبتها مما جعله يمتلئ بمشاعر الوطنية قبل مجيئه لموطنه، لذلك كان شعوره لا يوصف عند قدومه للبلاد.

وتحدث عن دخوله المعهد الديني الجعفري وكيف كان ذلك تحديًا كبيرًا بالنسبة له نظرًا للإقبال على المعهد وخضوع طالبي الانتساب إليه إلى اختبارات ومقابلات، مما جعله في ضغط شديد حفزه على الاجتهاد مما أثمر قبوله في المعهد.

بعد ذلك تحدث عن تجربته في المرحلة الابتدائية، مشيدًا بالعملية التربوية والاهتمام الكبير الذي يوليه المعهد الديني الجعفري بأبنائه، وما تقدمه إدارة المعهد ومعلموه من دعم ومتابعة لا يوصفان حتى خارج أوقات العمل. لافتًا إلى تعلقه الشديد منذ البداية بمادة العلوم، ثم شغفه في الصف الرابع الابتدائي باللغة العربية وبالإعراب تحديدًا الذي يبحث في ديناميكية عمل اللغة.

المسابقات المدرسية والتمثيل

واستعرض الطالب العريبي تجربته في المسابقات المدرسية وما حققه فيها من نجاحات، ودخوله تجربة التمثيل في المدرسة ثم مع مؤسسة حكايا التي قدمت سلسلة من المسلسلات المرئية للأطفال، التي وصفها بأنها أعمال تربوية تخاطب الأطفال وتعالج قضاياهم بلغة متوازنة ليست طفولية جدًّا ولا كبيرة جدًّا.

تحدي القراءة

ثم تحدث عن دخوله مسابقة تحدي القراءة العربية، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة واهتمام أساتذته في المعهد كان لها دور كبير في صقل شخصيته وزرع الثقة في نفسه وتوجيه طاقاته الكامنة التوجيه الصحيح. لافتًا إلى أن التصفيات الأخيرة كانت شديدةً جدًّا وفي ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا.

وعن لحظة إعلانه فائزًا بالمركز الأول في المسابقة، قال: أنا شخص عاطفي جدًّا، لذلك أول ما سمعت عن أول ما سمعت نتيجة المسابقة بكيت وداخلتني مشاعر مختلطة من الفخر والاعتزاز والمفاجأة والسعادة.

وأوضح أنها كانت تجربته الثانية في هذه المسابقة، ولم يكن يتوقع فوزه فيها، بل كان يخطط لجعلها تجربة ثانية يعمل من خلالها على تحقيق الفوز في التجربة الثالثة. وعلق على فوزه بالقول: إنها لحظة ستبقى مخلدة في ذاكرتي دومًا. مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنها جعلته ينفتح على الأدب العالمي من أوسع أبوابه بعد أن كان تركيزه ينصب على أدب الطفل.

الرسالة الأخيرة

واختتم العريبي حديثه برسالة وجهها لأقرانه بضرورة العمل على زيادة الوعي لديهم؛ لأننا نعيش في عالم كبير معقد جدًّا، وأن الأنظمة التعليمية وحدها لا تكفي لتهيئتهم لمواجهة هذا العالم الكبير، داعيًا في الوقت نفسه إلى تحصيل الحكمة التي تشكِّل قراراتنا في الحياة، مؤكدًا أن السلاح الأمثل لتحقيق ذلك هو القراءة، والوقوف على التجارب الصغيرة الملهمة، وقبول التحدي دومًا.