حسن الستري، تصوير: نايف صالح
والدي كان عصامياً وشجعنا على التعليم
خوف والدي من التيارات السياسية قادني لكلية الفقه بدل الطب
عملي الإعلامي بدأ في إذاعة أبوظبي
عبدالله بن خالد أعطاني المجال للمشاركة في نقاشات «قانونية الحكومة»
بكائي بنشرة الأخبار لاقى صدىً عربياً.. وكُتبت فيه المقالات والقصائد
خلافات إدارة المآتم تستهلك عمل الأوقاف
أحاول تعويض عائلتي عما قصرته بحقهم بالأمس
أكد الأمين العام السابق لمجلس الشورى عبدالجليل الطريف أن المناصب يجب أن لا تؤثر على طبيعة الإنسان، لأنها مهما بلغت سيعود إلى وضعه الطبيعي في يوم من الأيام.
الطريف في لقاء مع «الوطن»، أكد أنه كانت لديه رغبة لدراسة الطب بعد التخرج من الثانوية العامة، ولكن تخوف والده من تأثير التيارات السياسية التي كانت تعصف بالعراق في ستينيات القرن الماضي، قاده إلى مقاعد كلية الفقه بالنجف، ليتخرج منها ويعمل معلماً، ثم موظفاً بسكرتارية المجلس الوطني قبل أن يعمل بوزارة شؤون مجلس الوزراء لأكثر من ربع قرن، ثم يعين عضواً بمجلس الشورى، ثم أميناً عاماً للمجلس.
وتطرق الطريف إلى بداية حياته الإعلامية في إذاعة أبوظبي، ومنها إلى إذاعة البحرين، ثم إلى تلفزيون البحرين، كما تناول الجانب التطوعي له في نادي السنابس والصندوق الخيري والمؤسسة التعاونية، مؤكداً أنه استفاد من علاقته بالوزراء في تطوير خدمات المنطقة.
كان من الأشخاص الذين زاملوا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بالمرحلة الثانوية، كما أن عمله بالكثير من الأماكن الحساسة، أتاح له التعامل المباشر مع الكثير من القامات الوطنية، أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، إضافة إلى أنه من الأشخاص الذين تشرفوا بالسلام على أمير البحرين الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يوم وفاته.
محطات كثيرة تطرق لها عبدالجليل الطريف في «الحوار» الآتي مع «الوطن»:
- حدثنا عن بداية حياتك؟
الطريف: في البداية نرحب بكم، وأتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة الوطن على هذه المبادرة الطيبة، حياتي وطفولتي كحياة أي إنسان بسيط من أبناء البحرين والقرى، تربيت في قرية السنابس وبيتنا ملاصق للبحر، لذلك ارتبطت حياتنا بالبحر، وكنا نجلس هناك باستمرار. وهنا لابد أن أشير بكثير من التقدير للوالد، كان إنساناً عصامياً وتعب على نفسه رغم صعوبة العيش في ذلك الوقت، اتجه للتعليم والدراسة، لذلك كانت البيئة التي تربيت فيها تختلف عن بقية البيوت في ذلك الوقت التي كانت تفتقر لهذه الميزة، فالوالد كان يركز على تربيتنا تربية دينية ويدفعنا للعلم والمعرفة وخدمة وحب الناس.
- كم عدد أخوتك؟
الطريف: لدي الأخوة د.حبيب ومحمد وحسين و5 أخوات، وجميعهم واصلوا دراستهم الجامعية باستثناء واحدة، كنت أكبرهم، تليني أختي المرحومة ليلى، ولم تكن هناك مدارس للبنات بالقرى ذاك الوقت، ولكن الوالد لرغبته في تعليمنا، ألحقها بمدرسة الزهراء بالمنامة رغم صعوبة المواصلات، لكنه رتب مع زملائه وأصدقائه الذين كانوا يعملون بالكهرباء وقتها لتذهب وتأتي معهم.
- ماذا كان يعمل والدك؟
الطريف: والدي التحق بالبداية بشركة بابكو، وهي تعتبر مدرسة متميزة، فمن يعمل بها ينال قدرات علمية طيبة، وعمل طيلة حياته في التدريس، وبعدها أصبح مساعد مدير مدرسة بالسنابس، عرضوا عليه أن يصبح مديراً بمدرسة أخرى، ولكنه تمنى عليهم أن يبقى بذات المكان، كان والدي حريصاً على التزود بالعلم، وكان حريصاً على متابعة دراستي والمذاكرة معي، وهي ميزة لم تكن موجودة في ذلك الوقت، كنا نلعب بالفرجان، ونعيش بالبيت العود، وانتقلنا إلى منطقة تعتبر حديثة، وكونا فريقاً لكرة القدم وأسميناه فريق القمر.
تلقيت الدراسة في مدرسة الخميس الابتدائية، وكان والدي وقتها مدرساً فيها، وكانت تضم الكثير من أبناء القرى، وانتقلت بعدها إلى المدرسة الثانوية الوحيدة بالبحرين، ويومها لم تكن هناك دراسة إعدادية وكانت الأجواء بالثانوية تختلف عن الابتدائية، فقد كان الطلبة من كل مناطق البحرين، اكتسبنا الكثير من الخبرات، وتتلاقح المشاعر بين الطلبة وتتوسع دائرة المعارف. كان جلالة الملك أبرز زملائي، ورغم أنه كان ولياً للعهد وقتها، ولكنه لا يشعرك بوجود أي فارق بينه وبين بقية الطلبة، فقد كان معروفاً عنه منذ صغره بحبه للصغير والكبير والتعاون مع الجميع.
- كانت لديك رغبة بدراسة الطب، ما الذي منعك؟
الطريف: تخرجت من الثانوية ورغبت بدراسة الطب، ويومها كانت الدراسة بالعراق ولبنان ومصر، وسافرت مع الوالد لبغداد وتقدمت لكلية الطب، الذي يومها كان يضخ بالتيارات، وكان متخوفاً من تأثير تلك التيارات علي، ثم طلب مني زيارة الأماكن المقدسة بكربلاء والنجف، ويومها كان لديه علاقات مع علماء الدين البحرينيين الذين كانوا يدرسون بالعراق، وتباحث معهم حول كيفية الالتحاق بكلية الفقه وشجعني على الدراسة فيها وقال لي إنها تكرس فيك الجوانب الدينية، ولم يكن أمامي إلا الاستجابة لرغبته والتحقت بكلية الفقه وصرفت النظر عن الطب.
- هل كانت دراستك منحصرة بالكلية، أم كانت لديك دروس بالحوزة العلمية بالنجف؟
الطريف: كانت دراستي منحصرة في كلية الفقه.
- حدثنا عن حياتك العملية بعد التخرج
الطريف: قدمت بوزارة التربية والتعليم وقبلت معلماً فيها، وعينت مدرساً للغة العربية في مدرسة جدحفص الابتدائية الإعدادية لمدة عامين، وكلفني مدير المدرسة بأن أتولى مسؤولية الإذاعة المدرسية كما كنت أشارك في احتفالات النادي وأحسست أن لدي الملكة الإعلامية، ثم قدمت طلباً للالتحاق بالبعثة التعليمية في أبوظبي، ودرست في مدرسة الغزالي لمدة عامين، وهناك سعيت لأن أدخل ميدان الإذاعة، وعرض علي تقديم مسابقة الطلبة في إذاعة أبوظبي، نجري المسابقات في أبو ظبي وأحياناً نسافر إلى مدينة العين، ومن هناك انطلق عملي الإذاعي.
رجعت إلى البحرين وعُينت في مدرسة النعيم الثانوية، ثم أردت تغيير مسار حياتي وطرقت باب الوظيفة، ونُقلت إلى سكرتارية المجلس الوطني، والتي كانت تتبع أمانة السر، وكنت حينها مسؤولاً عن مضابط الجلسات، وكما تعلم فإن الأعضاء يتحدثون بشكل عفوي ومسؤوليتي تصويب الكلمات وتصحيحها، كانت تؤتى لي المضبطة مفرغة من التسجيل على أوراق بالكربون الأسود الذي تتسخ منه اليد. وبعد حل المجلس الوطني تم توزيع الموظفين على مؤسسات الدولة، وتم اختيار صفوة الموظفين إلى وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء، كان يومها الوزير جواد العريض، وكان المدير العام للوزارة محمد المطوع، وكانا نعم المسؤولين اللذين يحسنان التعامل مع الموظفين، كانت تجربة ثرية استفدت منها الكثير ووسعت دائرة معلوماتي. كنت في قسم اللجان، وكان أحد الأشخاص الطيبين مسؤولاً عن هذا القسم، وصرت أسير عمل اللجان بعده، وكنت قريباً من الوزراء وأحياناً التقي مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، والذي كان مدرسة بخبرته وسعة اطلاعه واهتمامه بالناس.
- كيف كان دخولك العمل الإعلامي بالبحرين ؟
الطريف: تقدمت وأجرى لي الإعلامي الراحل أحمد سليمان رحمه الله اختباراً سريعاً بأن أعطاني ورقة لأقرأها، ثم طلب مني أن أقرأ الموجز وقرأته بدون تحضير.
- وكيف انتقلت من الإذاعة للتلفزيون؟
الطريف: الأخت المرحومة كريمة زيداني كانت تقدم برنامج مساء الخير بتلفزيون البحرين مع مذيع مصري، وبعد أن انتهى عقده، احتاجوا لمذيع ليقدمه، فطلبوا مني أن أشارك بتقديم البرنامج وهذه كانت بداية مشواري بالعمل التلفزيوني. وكان تلفزيون البحرين هو الوحيد، وكانت الناس تتابعه، وكانت العديد من الملاحظات من القراء بالصحافة، ولا زلت احتفظ بتلك القصاصات، كان هناك بعض المشاعر التي لمستها من المشاهدين.
- مع الوظيفتين كانت لديك نشاطات تطوعية، حدثنا عن هذه النشاطات ؟.
الطريف: دخلت هذا المجال من خلال عملي بنادي السنابس، كنت عضواً وتدرجت إلى أن صرت رئيساً له لأكثر من 20 عاماً، الأندية في ذلك الوقت لم يكن نشاطها منحصراً في الرياضي والثقافي، كانت تضطلع بمسؤوليات اجتماعية كبيرة، مخاطبة المسؤولين لتحسين بيئة المجتمع، رصف شوارع وإنشاء مدارس، فكان النادي بؤرة الانطلاق لعمل القضايا التي تخدم الناس.
خلال عملنا وجدنا أن منطقتنا بحاجة إلى إنشاء جمعية استهلاكية وصندوق خيري، كانت على مرحلتين أولهما لتأسيس الصندوق الخيري، والثانية لتأسيس اللجنة التأسيسية بالعمل الخيري، وحصلنا على الموافقة من الجهات الرسمية وأنشأنا الصندوق الخيري وكنت رئيسه، وأنشأنا الجمعية التعاونية بنفس الطريقة وكنت رئيسها أيضاً. بذلنا مجهوداً كبيراً وواجهنا صعوبات، ولكن بعزيمة الأخوة وإصرارهم على خدمة المنطقة أخذ المشروعان طريقهما، وكنت أكرس علاقتي لدعم المشاريع، استخرجنا 3 أراضٍ للنادي والصندوق الخيري والجمعية التعاونية. ومارسنا علاقتنا على جميع المستويات، وكنا نلتقي بجلالة الملك لطرح قضايا المنطقة واحتياجاتها، وكان جلالته داعماً أساسياً لنا في هذا المجال، وحققنا الكثير من الأمور وأبرزها مركز مصادر التعلم بالسنابس، ويستفيد منه الكثير من الناس، والذي كانت ثمرة لأحد لقاءاتنا بجلالة الملك. وأجمل إحساس بالنجاح حين يرى الإنسان نجاح مشاريعه، فالصندوق الخيري يخدم الأهالي والجمعية التعاونية وظفت عدداً من أبناء المنطقة وتم تخصيص بيوت لأهالي القرية.
- ألم تواجه صعوبة بالجمع بين وظيفتين وكل هذه الأنشطة؟
الطريف: الإنسان يمكن أن يتحكم في وقته إذا أحسن الموضوع، كنت مشغولاً طوال الوقت، لدي التزامات بالنسبة للعمل الإذاعي والتلفزيوني، وكنت لصيقاً بالعمل الاجتماعي، وهذه إحدى النقاط الأساسية التي زرعها الوالد فينا، كما أن وزير شؤون مجلس الوزراء آنذاك جواد العريض ومدير الوزارة وقتها محمد المطوع فتحا لي العمل بالإذاعة، وكانا يسهلان لي الاستئذان إذا تطلب العمل صباحاً.
- كنت من الأشخاص الذين التقوا أمير البحرين الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يوم وفاته، حدثتا عن ذلك اليوم؟
الطريف: يجمع الكل على أن صاحب سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أنموذج للقائد الفذ الذي يتميز بمميزات قل نظيرها، أبرزها التسامح والتواضع ومحبة الآخرين، كنا نتشرف بالوقوف للسلام على سموه حين يأتي إلى مجلس الوزراء، والأمر ذاته مع سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله، وفي ذلك اليوم حين خرج من المصعد وهو متجه إلى المكتب، وقف الموظفون للسلام على سموه، وحين وصل لي سألني شلونك، وشلون الدكتور حبيب، سلم عليه وهذه كانت عادته يومياً.
وبعد سويعات سمعنا أن سموه أصيب بوعكة وتمنينا أن تكون بسيطة ولكنه أمر الله، وصدمنا بالخبر المفجع لأن سموه كان أمامنا ولم نشعر بأي تغيير عليه، فسمو الأمير الراحل ترك إرثاً كبيراً في هذا الوطن وهو موضع اعتزاز من الجميع.
- أتذكر أنك بكيت أثناء إذاعتك أحد الأخبار، هل لك أن تروي لنا التفاصيل؟
الطريف: كنت أذيع خبراً عن شن القوات الأمريكية غارات على العراق، كنا نشاهد حجم المأساة التي تحدث، ومهما تكن الأسباب، فالجانب الإنساني هو الذي يطغى خصوصاً في بلد عشت فيه لسنوات، والضحايا مدنيون، وكنا على أبواب العيد، والإنسان مجموعة أحاسيس، لذلك انهمرت دموعي لهذا المشهد ولم أستطع إكمال النشرة، وأكملها أحد الزملاء. وأتذكر يومها أنها لاقت صدىً واسعاً، وكُتبت المقالات الصحفية ونظمت القصائد، أستغرب كيف انتشر الخبر بالبحرين والوطن العربي رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة في ذلك الوقت.
- كيف كان دخولك لمجلس الشورى؟
الطريف: كنت أثناء عملي بشؤون مجلس الوزراء، وكنت مدير اللجان الوزارية، وجاءني هاتف يبلغني بالتعيين، وبعد يومين صدر الأمر الملكي بتعييني، فكان أمراً مفاجئاً، وأحسست أن الموضوع محسوم، ولم أكن لأتردد في خدمة الوطن وقيادته.
- كنت نائباً لرئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس لأربع سنوات، ألم تكن لجنة الخدمات أنسب لك كونك مدرساً وإعلامياً؟
الطريف: وجدت نفسي باللجنة التشريعية، لأنني درست بالكلية بعض الجوانب القانونية، وكنت بالتلفزيون أقدم برنامج استشارات قانونية، وكنت أقابل العديد من المحامين الأكفاء، ومن خلال عملي بمجلس الوزراء أحضر جميع اللجان وخاصة اللجنة القانونية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، وكان رجل علامة وذا خبرة، بل كتاباً واسعاً من المعلومات واستفدت منه كثيراً، وكانت اجتماعاتنا أسبوعية بمكتب سموه، وكانت اللجنة تضم الوزراء جواد العريض والشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة ومحمد المطوع بالإضافة إلى المستشارين القانونيين وتدور النقاشات القانونية واستفدت من هذه الفترة وخاصة في الجوانب القانونية الواسعة، وكان سمو الشيخ عبدالله بن خالد يعطيني المجال لأن أدلي بدلوي أحياناً، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالجانب اللغوي.
لذلك حين ذهبت إلى مجلس الشورى، وجدت اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الشورى أنسب لي.
- تم تكليفك لأن تكون أميناً عاماً بمجلس الشورى لثلاثة فصول، ما الذي تغير عليك بين منصبي العضوية والأمانة العامة
حين كنت عضواً بمجلس الشورى تخلصت من تبعات الوظيفة، وأصبحت مسؤوليتي تختلف تماماً، ولكن حين عدت أميناً عاماً عدت أتذكر الجوانب الإدارية، ولكن الأمور جرت بسلاسة، خصوصاً أن المجلس برئاسة علي الصالح الذي يتميز بالتواضع وبعد النظر والحكمة، استفدت من وجودي بقرب هذه القامة، كنت مسؤولا عن جهاز متكامل وجهاز له خصوصيته، وبفضل توجيهات الرئيس وتعاون الزملاء، وجدت أن اغلب الموظفين متعاونون.
اهم شي ان الانسان لا تؤثر عليه المناصب، لانه بالنهاية سيعود كما كان في وضعه الطبيعي، فلا يغتر بمنصب، حين كنت امينا عاما لم اغير من اسلوب حياتي، كنت متعاونا مع الجميع، وابدي تفهما لاحتياجات الموظفين واسعى لكل ما يوفر لهم الامان الوظيفي.
- بعد التقاعد، تم تعيينك عضواً بمجلس الأوقاف الجعفرية، حدثنا عن هذه المرحلة؟
الطريف: عضوية مجلس الأوقاف شيء لم يكن يدر في خلدي، وكان أحد المفاجآت السارة، وهي عمل خيري وإنساني، ولكن ما يحز بالنفس ما شاهدته في هذه الإدارة من مشاكل متراكمة ومستعصية على الحل في بعض الأحيان، وهي تحد من القدرة على تطوير العمل في هذه الإدارة التي هي بأمس الحاجة لحلحلة مشاكله. خلافات حادة بين المسؤولين بالمآتم تستهلك من الإدارة الكثير لرأب الصدع وإصلاح ذات البين، بالإضافة لما ورثه المجلس الحالي من إشكالات من المجالس السابق، كانت إشكالات بسيطة، ولأنها لم تحل في وقتها، ترتب على تركها تعقيدات كثيرة، الإنسان ينصدم لحجم هذه المشاكل. أما المجلس الحالي يسعى جاهداً ليؤدي ما في ذمته من مسؤولية تجاه مرفق الوقف، لأنه مسؤول عن كثير من الأمور لتحقيق غرض الواقف، مثل هذه الأمور تؤثر لأنها لا تفسح المجال لتحقيق الهدف، مجلس الإدارة الحالي برئاسة يوسف الصالح يبذل جهداً لتصويب المسار ليأخذ الوقف مجراه الطبيعي لتحقيق أهدافه، تجربة تضاف إلى التجارب السابقة وإن كان فيها معاناة ولكنها تهون أمام خدمة دور العبادة، نسأل الله القبول ونعتذر إذا لم نستطع أن نحقق كل التطلعات.
- لاشك أن لديك الآن من الوقت ما لم يكن بالسابق؟
الطريف: لأكن صريحاً، ربما ظلمت عائلتي ولم أعطها حقها في السابق، لدي 3 أولاد و3 بنات، وجميعهم واصلوا دراستهم الجامعية، وبعضهم يحمل الماجستير، فأنا ربيتهم كما رباني والداي، اليوم أحاول أن أقتنص الوقت لأعوض العائلة عن ما حرمتها منها خلال الفترات السابقة.
{{ article.visit_count }}
والدي كان عصامياً وشجعنا على التعليم
خوف والدي من التيارات السياسية قادني لكلية الفقه بدل الطب
عملي الإعلامي بدأ في إذاعة أبوظبي
عبدالله بن خالد أعطاني المجال للمشاركة في نقاشات «قانونية الحكومة»
بكائي بنشرة الأخبار لاقى صدىً عربياً.. وكُتبت فيه المقالات والقصائد
خلافات إدارة المآتم تستهلك عمل الأوقاف
أحاول تعويض عائلتي عما قصرته بحقهم بالأمس
أكد الأمين العام السابق لمجلس الشورى عبدالجليل الطريف أن المناصب يجب أن لا تؤثر على طبيعة الإنسان، لأنها مهما بلغت سيعود إلى وضعه الطبيعي في يوم من الأيام.
الطريف في لقاء مع «الوطن»، أكد أنه كانت لديه رغبة لدراسة الطب بعد التخرج من الثانوية العامة، ولكن تخوف والده من تأثير التيارات السياسية التي كانت تعصف بالعراق في ستينيات القرن الماضي، قاده إلى مقاعد كلية الفقه بالنجف، ليتخرج منها ويعمل معلماً، ثم موظفاً بسكرتارية المجلس الوطني قبل أن يعمل بوزارة شؤون مجلس الوزراء لأكثر من ربع قرن، ثم يعين عضواً بمجلس الشورى، ثم أميناً عاماً للمجلس.
وتطرق الطريف إلى بداية حياته الإعلامية في إذاعة أبوظبي، ومنها إلى إذاعة البحرين، ثم إلى تلفزيون البحرين، كما تناول الجانب التطوعي له في نادي السنابس والصندوق الخيري والمؤسسة التعاونية، مؤكداً أنه استفاد من علاقته بالوزراء في تطوير خدمات المنطقة.
كان من الأشخاص الذين زاملوا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بالمرحلة الثانوية، كما أن عمله بالكثير من الأماكن الحساسة، أتاح له التعامل المباشر مع الكثير من القامات الوطنية، أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، إضافة إلى أنه من الأشخاص الذين تشرفوا بالسلام على أمير البحرين الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يوم وفاته.
محطات كثيرة تطرق لها عبدالجليل الطريف في «الحوار» الآتي مع «الوطن»:
- حدثنا عن بداية حياتك؟
الطريف: في البداية نرحب بكم، وأتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة الوطن على هذه المبادرة الطيبة، حياتي وطفولتي كحياة أي إنسان بسيط من أبناء البحرين والقرى، تربيت في قرية السنابس وبيتنا ملاصق للبحر، لذلك ارتبطت حياتنا بالبحر، وكنا نجلس هناك باستمرار. وهنا لابد أن أشير بكثير من التقدير للوالد، كان إنساناً عصامياً وتعب على نفسه رغم صعوبة العيش في ذلك الوقت، اتجه للتعليم والدراسة، لذلك كانت البيئة التي تربيت فيها تختلف عن بقية البيوت في ذلك الوقت التي كانت تفتقر لهذه الميزة، فالوالد كان يركز على تربيتنا تربية دينية ويدفعنا للعلم والمعرفة وخدمة وحب الناس.
- كم عدد أخوتك؟
الطريف: لدي الأخوة د.حبيب ومحمد وحسين و5 أخوات، وجميعهم واصلوا دراستهم الجامعية باستثناء واحدة، كنت أكبرهم، تليني أختي المرحومة ليلى، ولم تكن هناك مدارس للبنات بالقرى ذاك الوقت، ولكن الوالد لرغبته في تعليمنا، ألحقها بمدرسة الزهراء بالمنامة رغم صعوبة المواصلات، لكنه رتب مع زملائه وأصدقائه الذين كانوا يعملون بالكهرباء وقتها لتذهب وتأتي معهم.
- ماذا كان يعمل والدك؟
الطريف: والدي التحق بالبداية بشركة بابكو، وهي تعتبر مدرسة متميزة، فمن يعمل بها ينال قدرات علمية طيبة، وعمل طيلة حياته في التدريس، وبعدها أصبح مساعد مدير مدرسة بالسنابس، عرضوا عليه أن يصبح مديراً بمدرسة أخرى، ولكنه تمنى عليهم أن يبقى بذات المكان، كان والدي حريصاً على التزود بالعلم، وكان حريصاً على متابعة دراستي والمذاكرة معي، وهي ميزة لم تكن موجودة في ذلك الوقت، كنا نلعب بالفرجان، ونعيش بالبيت العود، وانتقلنا إلى منطقة تعتبر حديثة، وكونا فريقاً لكرة القدم وأسميناه فريق القمر.
تلقيت الدراسة في مدرسة الخميس الابتدائية، وكان والدي وقتها مدرساً فيها، وكانت تضم الكثير من أبناء القرى، وانتقلت بعدها إلى المدرسة الثانوية الوحيدة بالبحرين، ويومها لم تكن هناك دراسة إعدادية وكانت الأجواء بالثانوية تختلف عن الابتدائية، فقد كان الطلبة من كل مناطق البحرين، اكتسبنا الكثير من الخبرات، وتتلاقح المشاعر بين الطلبة وتتوسع دائرة المعارف. كان جلالة الملك أبرز زملائي، ورغم أنه كان ولياً للعهد وقتها، ولكنه لا يشعرك بوجود أي فارق بينه وبين بقية الطلبة، فقد كان معروفاً عنه منذ صغره بحبه للصغير والكبير والتعاون مع الجميع.
- كانت لديك رغبة بدراسة الطب، ما الذي منعك؟
الطريف: تخرجت من الثانوية ورغبت بدراسة الطب، ويومها كانت الدراسة بالعراق ولبنان ومصر، وسافرت مع الوالد لبغداد وتقدمت لكلية الطب، الذي يومها كان يضخ بالتيارات، وكان متخوفاً من تأثير تلك التيارات علي، ثم طلب مني زيارة الأماكن المقدسة بكربلاء والنجف، ويومها كان لديه علاقات مع علماء الدين البحرينيين الذين كانوا يدرسون بالعراق، وتباحث معهم حول كيفية الالتحاق بكلية الفقه وشجعني على الدراسة فيها وقال لي إنها تكرس فيك الجوانب الدينية، ولم يكن أمامي إلا الاستجابة لرغبته والتحقت بكلية الفقه وصرفت النظر عن الطب.
- هل كانت دراستك منحصرة بالكلية، أم كانت لديك دروس بالحوزة العلمية بالنجف؟
الطريف: كانت دراستي منحصرة في كلية الفقه.
- حدثنا عن حياتك العملية بعد التخرج
الطريف: قدمت بوزارة التربية والتعليم وقبلت معلماً فيها، وعينت مدرساً للغة العربية في مدرسة جدحفص الابتدائية الإعدادية لمدة عامين، وكلفني مدير المدرسة بأن أتولى مسؤولية الإذاعة المدرسية كما كنت أشارك في احتفالات النادي وأحسست أن لدي الملكة الإعلامية، ثم قدمت طلباً للالتحاق بالبعثة التعليمية في أبوظبي، ودرست في مدرسة الغزالي لمدة عامين، وهناك سعيت لأن أدخل ميدان الإذاعة، وعرض علي تقديم مسابقة الطلبة في إذاعة أبوظبي، نجري المسابقات في أبو ظبي وأحياناً نسافر إلى مدينة العين، ومن هناك انطلق عملي الإذاعي.
رجعت إلى البحرين وعُينت في مدرسة النعيم الثانوية، ثم أردت تغيير مسار حياتي وطرقت باب الوظيفة، ونُقلت إلى سكرتارية المجلس الوطني، والتي كانت تتبع أمانة السر، وكنت حينها مسؤولاً عن مضابط الجلسات، وكما تعلم فإن الأعضاء يتحدثون بشكل عفوي ومسؤوليتي تصويب الكلمات وتصحيحها، كانت تؤتى لي المضبطة مفرغة من التسجيل على أوراق بالكربون الأسود الذي تتسخ منه اليد. وبعد حل المجلس الوطني تم توزيع الموظفين على مؤسسات الدولة، وتم اختيار صفوة الموظفين إلى وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء، كان يومها الوزير جواد العريض، وكان المدير العام للوزارة محمد المطوع، وكانا نعم المسؤولين اللذين يحسنان التعامل مع الموظفين، كانت تجربة ثرية استفدت منها الكثير ووسعت دائرة معلوماتي. كنت في قسم اللجان، وكان أحد الأشخاص الطيبين مسؤولاً عن هذا القسم، وصرت أسير عمل اللجان بعده، وكنت قريباً من الوزراء وأحياناً التقي مع صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، والذي كان مدرسة بخبرته وسعة اطلاعه واهتمامه بالناس.
- كيف كان دخولك العمل الإعلامي بالبحرين ؟
الطريف: تقدمت وأجرى لي الإعلامي الراحل أحمد سليمان رحمه الله اختباراً سريعاً بأن أعطاني ورقة لأقرأها، ثم طلب مني أن أقرأ الموجز وقرأته بدون تحضير.
- وكيف انتقلت من الإذاعة للتلفزيون؟
الطريف: الأخت المرحومة كريمة زيداني كانت تقدم برنامج مساء الخير بتلفزيون البحرين مع مذيع مصري، وبعد أن انتهى عقده، احتاجوا لمذيع ليقدمه، فطلبوا مني أن أشارك بتقديم البرنامج وهذه كانت بداية مشواري بالعمل التلفزيوني. وكان تلفزيون البحرين هو الوحيد، وكانت الناس تتابعه، وكانت العديد من الملاحظات من القراء بالصحافة، ولا زلت احتفظ بتلك القصاصات، كان هناك بعض المشاعر التي لمستها من المشاهدين.
- مع الوظيفتين كانت لديك نشاطات تطوعية، حدثنا عن هذه النشاطات ؟.
الطريف: دخلت هذا المجال من خلال عملي بنادي السنابس، كنت عضواً وتدرجت إلى أن صرت رئيساً له لأكثر من 20 عاماً، الأندية في ذلك الوقت لم يكن نشاطها منحصراً في الرياضي والثقافي، كانت تضطلع بمسؤوليات اجتماعية كبيرة، مخاطبة المسؤولين لتحسين بيئة المجتمع، رصف شوارع وإنشاء مدارس، فكان النادي بؤرة الانطلاق لعمل القضايا التي تخدم الناس.
خلال عملنا وجدنا أن منطقتنا بحاجة إلى إنشاء جمعية استهلاكية وصندوق خيري، كانت على مرحلتين أولهما لتأسيس الصندوق الخيري، والثانية لتأسيس اللجنة التأسيسية بالعمل الخيري، وحصلنا على الموافقة من الجهات الرسمية وأنشأنا الصندوق الخيري وكنت رئيسه، وأنشأنا الجمعية التعاونية بنفس الطريقة وكنت رئيسها أيضاً. بذلنا مجهوداً كبيراً وواجهنا صعوبات، ولكن بعزيمة الأخوة وإصرارهم على خدمة المنطقة أخذ المشروعان طريقهما، وكنت أكرس علاقتي لدعم المشاريع، استخرجنا 3 أراضٍ للنادي والصندوق الخيري والجمعية التعاونية. ومارسنا علاقتنا على جميع المستويات، وكنا نلتقي بجلالة الملك لطرح قضايا المنطقة واحتياجاتها، وكان جلالته داعماً أساسياً لنا في هذا المجال، وحققنا الكثير من الأمور وأبرزها مركز مصادر التعلم بالسنابس، ويستفيد منه الكثير من الناس، والذي كانت ثمرة لأحد لقاءاتنا بجلالة الملك. وأجمل إحساس بالنجاح حين يرى الإنسان نجاح مشاريعه، فالصندوق الخيري يخدم الأهالي والجمعية التعاونية وظفت عدداً من أبناء المنطقة وتم تخصيص بيوت لأهالي القرية.
- ألم تواجه صعوبة بالجمع بين وظيفتين وكل هذه الأنشطة؟
الطريف: الإنسان يمكن أن يتحكم في وقته إذا أحسن الموضوع، كنت مشغولاً طوال الوقت، لدي التزامات بالنسبة للعمل الإذاعي والتلفزيوني، وكنت لصيقاً بالعمل الاجتماعي، وهذه إحدى النقاط الأساسية التي زرعها الوالد فينا، كما أن وزير شؤون مجلس الوزراء آنذاك جواد العريض ومدير الوزارة وقتها محمد المطوع فتحا لي العمل بالإذاعة، وكانا يسهلان لي الاستئذان إذا تطلب العمل صباحاً.
- كنت من الأشخاص الذين التقوا أمير البحرين الراحل صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة يوم وفاته، حدثتا عن ذلك اليوم؟
الطريف: يجمع الكل على أن صاحب سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أنموذج للقائد الفذ الذي يتميز بمميزات قل نظيرها، أبرزها التسامح والتواضع ومحبة الآخرين، كنا نتشرف بالوقوف للسلام على سموه حين يأتي إلى مجلس الوزراء، والأمر ذاته مع سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله، وفي ذلك اليوم حين خرج من المصعد وهو متجه إلى المكتب، وقف الموظفون للسلام على سموه، وحين وصل لي سألني شلونك، وشلون الدكتور حبيب، سلم عليه وهذه كانت عادته يومياً.
وبعد سويعات سمعنا أن سموه أصيب بوعكة وتمنينا أن تكون بسيطة ولكنه أمر الله، وصدمنا بالخبر المفجع لأن سموه كان أمامنا ولم نشعر بأي تغيير عليه، فسمو الأمير الراحل ترك إرثاً كبيراً في هذا الوطن وهو موضع اعتزاز من الجميع.
- أتذكر أنك بكيت أثناء إذاعتك أحد الأخبار، هل لك أن تروي لنا التفاصيل؟
الطريف: كنت أذيع خبراً عن شن القوات الأمريكية غارات على العراق، كنا نشاهد حجم المأساة التي تحدث، ومهما تكن الأسباب، فالجانب الإنساني هو الذي يطغى خصوصاً في بلد عشت فيه لسنوات، والضحايا مدنيون، وكنا على أبواب العيد، والإنسان مجموعة أحاسيس، لذلك انهمرت دموعي لهذا المشهد ولم أستطع إكمال النشرة، وأكملها أحد الزملاء. وأتذكر يومها أنها لاقت صدىً واسعاً، وكُتبت المقالات الصحفية ونظمت القصائد، أستغرب كيف انتشر الخبر بالبحرين والوطن العربي رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة في ذلك الوقت.
- كيف كان دخولك لمجلس الشورى؟
الطريف: كنت أثناء عملي بشؤون مجلس الوزراء، وكنت مدير اللجان الوزارية، وجاءني هاتف يبلغني بالتعيين، وبعد يومين صدر الأمر الملكي بتعييني، فكان أمراً مفاجئاً، وأحسست أن الموضوع محسوم، ولم أكن لأتردد في خدمة الوطن وقيادته.
- كنت نائباً لرئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس لأربع سنوات، ألم تكن لجنة الخدمات أنسب لك كونك مدرساً وإعلامياً؟
الطريف: وجدت نفسي باللجنة التشريعية، لأنني درست بالكلية بعض الجوانب القانونية، وكنت بالتلفزيون أقدم برنامج استشارات قانونية، وكنت أقابل العديد من المحامين الأكفاء، ومن خلال عملي بمجلس الوزراء أحضر جميع اللجان وخاصة اللجنة القانونية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، وكان رجل علامة وذا خبرة، بل كتاباً واسعاً من المعلومات واستفدت منه كثيراً، وكانت اجتماعاتنا أسبوعية بمكتب سموه، وكانت اللجنة تضم الوزراء جواد العريض والشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة ومحمد المطوع بالإضافة إلى المستشارين القانونيين وتدور النقاشات القانونية واستفدت من هذه الفترة وخاصة في الجوانب القانونية الواسعة، وكان سمو الشيخ عبدالله بن خالد يعطيني المجال لأن أدلي بدلوي أحياناً، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالجانب اللغوي.
لذلك حين ذهبت إلى مجلس الشورى، وجدت اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الشورى أنسب لي.
- تم تكليفك لأن تكون أميناً عاماً بمجلس الشورى لثلاثة فصول، ما الذي تغير عليك بين منصبي العضوية والأمانة العامة
حين كنت عضواً بمجلس الشورى تخلصت من تبعات الوظيفة، وأصبحت مسؤوليتي تختلف تماماً، ولكن حين عدت أميناً عاماً عدت أتذكر الجوانب الإدارية، ولكن الأمور جرت بسلاسة، خصوصاً أن المجلس برئاسة علي الصالح الذي يتميز بالتواضع وبعد النظر والحكمة، استفدت من وجودي بقرب هذه القامة، كنت مسؤولا عن جهاز متكامل وجهاز له خصوصيته، وبفضل توجيهات الرئيس وتعاون الزملاء، وجدت أن اغلب الموظفين متعاونون.
اهم شي ان الانسان لا تؤثر عليه المناصب، لانه بالنهاية سيعود كما كان في وضعه الطبيعي، فلا يغتر بمنصب، حين كنت امينا عاما لم اغير من اسلوب حياتي، كنت متعاونا مع الجميع، وابدي تفهما لاحتياجات الموظفين واسعى لكل ما يوفر لهم الامان الوظيفي.
- بعد التقاعد، تم تعيينك عضواً بمجلس الأوقاف الجعفرية، حدثنا عن هذه المرحلة؟
الطريف: عضوية مجلس الأوقاف شيء لم يكن يدر في خلدي، وكان أحد المفاجآت السارة، وهي عمل خيري وإنساني، ولكن ما يحز بالنفس ما شاهدته في هذه الإدارة من مشاكل متراكمة ومستعصية على الحل في بعض الأحيان، وهي تحد من القدرة على تطوير العمل في هذه الإدارة التي هي بأمس الحاجة لحلحلة مشاكله. خلافات حادة بين المسؤولين بالمآتم تستهلك من الإدارة الكثير لرأب الصدع وإصلاح ذات البين، بالإضافة لما ورثه المجلس الحالي من إشكالات من المجالس السابق، كانت إشكالات بسيطة، ولأنها لم تحل في وقتها، ترتب على تركها تعقيدات كثيرة، الإنسان ينصدم لحجم هذه المشاكل. أما المجلس الحالي يسعى جاهداً ليؤدي ما في ذمته من مسؤولية تجاه مرفق الوقف، لأنه مسؤول عن كثير من الأمور لتحقيق غرض الواقف، مثل هذه الأمور تؤثر لأنها لا تفسح المجال لتحقيق الهدف، مجلس الإدارة الحالي برئاسة يوسف الصالح يبذل جهداً لتصويب المسار ليأخذ الوقف مجراه الطبيعي لتحقيق أهدافه، تجربة تضاف إلى التجارب السابقة وإن كان فيها معاناة ولكنها تهون أمام خدمة دور العبادة، نسأل الله القبول ونعتذر إذا لم نستطع أن نحقق كل التطلعات.
- لاشك أن لديك الآن من الوقت ما لم يكن بالسابق؟
الطريف: لأكن صريحاً، ربما ظلمت عائلتي ولم أعطها حقها في السابق، لدي 3 أولاد و3 بنات، وجميعهم واصلوا دراستهم الجامعية، وبعضهم يحمل الماجستير، فأنا ربيتهم كما رباني والداي، اليوم أحاول أن أقتنص الوقت لأعوض العائلة عن ما حرمتها منها خلال الفترات السابقة.