ثمّن وزراء سابقون بمصر، زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى مملكة البحرين ولقاءه بأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مؤكدين لـ»الوطن» أن العلاقات البحرينية - المصرية فريدة ومتميزة في كافة المجالات، وأن البحرين الدولة العربية الوحيدة التي تجمعها علاقات مع مصر لم تشبها شائبة ولم يعكر صفوها موقف واحد على مدار آلاف السنين.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى مملكة البحرين ولقائه بأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، موضحاً أن العلاقات البحرينية - المصرية دائماً تتسم بالثبات والاستقرار وأن هناك تطابقاً في السياسيات الخارجية تجاه معظم القضايا الإقليمية وتشاوراً دائماً نحوها بما ينعكس على استقرار المنطقة العربية برمتها.
ولفت، إلى أن الأوضاع المحلية والإقليمية تتطلب قدراً كبيراً من التشاور والتنسيق المشترك بين القيادة السياسية في البلدان العربية للتغلّب على التحديات الراهنة في المنطقة، لافتاً إلى أن الزيارة في هذا التوقيت لها مغزى كبيراً يتعلّق بوضع استراتيجية موحدة قبيل القمة الأمريكية العربية المرتقبة بالرياض وأن البحرين ومصر هما عمق استراتيجي مهم في وضع التصورات لحلحلة القضايا الإقليمية المزمنة لما لهما من خبرة وباع طويل في العمل السياسي الدولي.
بدوره، أكد رئيس جمعية الصداقة المصرية البحرينية، ووزير المجالس النيابية والشؤون القانونية بجمهورية مصر العربية الأسبق، ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولي الدكتور مفيد شهاب، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى البحرين تأتي تأكيداً للعلاقات التاريخية الوطيدة التي جمعت البلدين الشقيقين دوماً وهي علاقات فريدة ومتميزة للغاية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتقدم نموذجاً فيما يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتعاون المشترك بين مختلف الدول والشعوب.
وأضاف أنه على الرغم من أن الدول العربية ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وقيام جامعة الدول العربية تعبيراً عن وحدة هذه الأمة وقيام مجلس التعاون الخليجي الذي جاء ليؤكد خصوصية العلاقة بين دول التعاون، تشهد العلاقات بينها صعوداً وهبوطاً حسب الظروف الداخلية لكل قطر عربي بما لم يجعلها طوال السبعين عاماً الماضية بالصورة التي كان يجب أن تكون عليها من حيث الانتماء القومي ومن حيث تفعيل مجالات التعاون المشترك، إلا أن العلاقات المصرية البحرينية على وجه الخصوص لا تدخل في إطار هذا الوصف العام للعلاقات العربية كونها تفرّدت وتميّزت بأنها لم تشهد أبداً أي خلاف لا في المواقف ولا في التوجهات بل على العكس أنها شهدت دائماً توافقاً في الرؤى والمواقف.
وأعرب شهاب عن تطلعه بأن تكون الزيارة والتي سبقتها زيارة ملك البلاد المعظم إلى القاهرة خطوة جديدة قوية في سجل العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكداً أن «البحرين ومصر بلد واحد ومصير مشترك وأن المواطن المصري لا يشعر بغربة في بلده الثاني مملكة البحرين، كذلك المواطن البحريني بالنسبة لمصر فهو دائماً يعتبرها بلده الثاني».
ووصف السفير السابق أشرف حربي، العلاقات البحرينية المصرية بالتاريخية وأنها لها أسس وقواعد ليس فقط على المستوى السياسي لكن تشمل جميع المستويات الأخرى سواء على الجانب الاقتصادي أو الثقافي أو صعيد المجالات العلمية أو الفنية.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس المصري للبحرين، تأتي في فترة مهمة للغاية وهي في إطار جولة يقوم بها الرئيس المصري في المنطقة للتنسيق حيال العديد من الملفات والتحديات التي تمر بها المنطقة.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي أهميتها من قرب انعقاد القمة العربية الأمريكية بالرياض، وأهمية تنسيق المواقف والقضايا التي تهم المنطقة بين البلدين الشقيقين، معرباً عن أمله في أن «تضع الزيارة خطة أمام الشعوب العربية تعزز من العمل العربي المشترك وتظهر قوة دولنا العربية بأنها دول متحدة وتوجه قضاياها بتفاهمات مشتركة ورؤى متطابقة».