نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي محاضرة بعنوان "دور المرأة المحوري في المهن الشعبية...تربية البقر أنموذجا " للأستاذ عبدالله عمران وأدار الحوار الأستاذ السيد جعفر. واستهل جعفر الأمسية بحديثه حول المهن الشعبية القديمة العديدة التي شاركت فيها المرأة الرجل بخصوصية تفصلها عن مجتمع الرجال ومنها بيع الباجلة، الحجامة، الخياطة، المشاطة، المطوعة، الاعتناء بالحيوانات، احياء مناسبات الأفراح، النسيج، صناعة منتجات النخيل، والحواجة.

وذكر عمران أن الهدف الرئيسي من هذا البحث كان تسليط الضوء على مهنة تربية الأبقار كمهنة شعبية سائدة منذ القدم وعلى الخصوص في البيوت منذ القرن الماضي وإمكانية الاستفادة من هذه المهنة في وضعنا الحالي. وفي خضم حديثه وضح عمران المعاملة الرقيقة التي تحضي بها الأبقار البحرينية من قبل المربيين البحرينيين فالمربي لا يسمح أن تهان أبقاره بالقول أو الفعل كما لا يسمح بأن تمتطى ظهروها وتعالج فور مرضها وتدفع عنها الصدقات ويحزن عليها الجميع عن وفاتها.

وأضاف المحاضر أن من أهمية الأبقار وتكريمها بدأ من ذكرها في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد ذكر في خضم حديثه عدد من القصص القديمة التي تداولها الأفراد فيما بينهم عن بعض مربي الأبقار الذين تفانوا في خدمة أبقارهم والرعاية بها وتم عرض بعض الصور التذكارية على الحضور توضح طريقة استخراج الحليب من البقر وطريقة تغذيتها بما يناسبها من أعلاف، وفيما يخص سلالة الأبقار الرئيسية وضح عمران أن الأبقار تنحدر من سلالتين رئيسيتين وهي السلالة الأوروبية التي تنتمي إليها معظم الأبقار العالمية والسلالة الهندية التي تنتمي اليها السلالات الاستوائية وشبه الاستوائية وهناك أبقار خليط بين تلك السلالات. كما عدد من مواصفات الأبقار المحلية حيث تتصف بجمال أجسادها والوانها ،وطيب مذاق لحمها ورائحتها الزكية ،وحليبها اللذيذ ونسبة الدهون العالية ،وقدرتها على مجابهة الظروف المناخية الصعبة. وأضاف أن الأبقار عندما كانت تعيش حياة التوحش كانت تتناسل في أوقات محددة من كل سنة وعندما استؤنست تحولت بعد عدة أجيال إلى حيوانات تتكاثر على مدار السنة

وفي ختام حديثه تطرق عمران إلى أن الذاكرة الشعبية تفاعلت كثيرا مع الأبقار مما أنتج العديد من الأمثال الشعبية والعبارات الدارجة والمعتقدات وغيرها من تراثنا الشعبي الجميل ومنها : مقولة "الثور ما يعرف عنتر" ويضرب لمن لا يعرف قيمة الطرف الأخر، ومقولة " إذا ضامك الزمان تعلق بأذيال البقر".