أكد أهمية الاستفادة من التجربة البحرينية المتقدمة في مجال الشمول المالي

أكد الرئيس التنفيذي لشركة الابداع للتمويل متناهي الصغر – البحرين أن التغيرات المناخية الكبيرة التي يشهدها العالم مؤخرا جعلت الحاجة لخدمات التمويل الأصغر أكثر إلحاحا في كثير من المناطق، وقال "في منطقتنا العربية على سبيل المثال تسود موجة جفاف شديدة دولة الصومال فتزيد من معاناة أعداد أكبر من السكان، وحاجتهم لترميم أوضاعهم الاقتصادية وسبل معيشتهم من خلال قروض صغيرة ميسرة، ويحدث الأمر ذاته في السودان الذي ضربته موجة فيضانات كبيرة أدت إلى نزوح وضياع أرزاق مئات الآلاف من الأفراد والأسر".

وخلال مشاركته في فعاليات تدشين النسخة الأولى من المنتدى العربي للمناخ والتي أقيمت في جمهورية مصر العربية، دعا د. الغزاوي إلى الاستفادة من تجربة مملكة البحرين في مجال الشمول المالي، والذي يعني أن أكبر عدد ممكن من الأفراد والشركات لديهم إمكانية الوصول إلى منتجات وخدمات مالية مفيدة وبأسعار معقولة تلبي احتياجاتهم من معاملات ومدفوعات ومنتجات ادخار وتسهيلات ائتمانية وقروض وخدمات تأمين، ويتم تقديمها على نحو مسؤول ومستدام.

ولفت في تصريح له على هامش المنتدى إلى إسهامات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية البحرينية العمل المناخي والاستدامة، باعتبارها أحد أهم مرتكزات الاستثمار ذو القيمة المضافة والعوائد متعددة المنافع للمؤسسات والمجتمعات التي تعمل من خلالها، منوها بما تحققه البحرين من خطوات في هذا المجال بما في ذلك صدور قانون شامل للبيئة مؤخرا، والتزام المملكة بالوصول للحياد الكربوني في العام 2060.

ودعا د. الغزاوي الى استحداث معايير تطبقها كافة البنوك في العالم تمتنع بموجبها عن تمويل القطاعات الاكثر إضراراً بالبيئة، بينما تفرض على تلك التي تترك بصمة كربونية مرتفعة رسوماً إضافية تؤول لصناديق خاصة تنشؤها الحكومات للتخفيف من اثار الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

وقال إن الاستدامة والعمل المناخي جزء لا يتجزأ من استراتيجية شركة الإبداع للتمويل متناهي الصغر – البحرين ذات الصلة بتطور صناعة التمويل الأصغر ككل في مملكة البحرين، وجعلها نموذجا يحتذى به وقابلا للتطبيق في باقي دول الخليج العربي، إضافة إلى توطين الممارسات المتقدمة في هذا المجال ودعم المبادرات الشبابية والمشروعات الرائدة والمبتكرة التي تسهم في بناء اقتصاد دائري مستدام، وذلك من خلال تطبيق السياسات الحصيفة لبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" في مجال الشمول المالي.

وأشاد على صعيد ذي صلة بالبرامج المطروحة في جلسات المنتدى خلال النسخة الأولى منه والتي ركزت على البعد الاجتماعي والاقتصادي لأثر التغير المناخي والذي ينعكس بدوره على المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر حيث تعتبر الأكثر تأثرا بالعوامل البيئية في المجتمعات، وينعكس ذلك على دور التمويل لتلك المؤسسات في المستقبل.

هذا ونظمت النسخة الأولى من المنتدى العربي للمناخ والتي أقيمت في مصر تحت شعار: «معا لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي»، بالتعاون بين وزارة البيئة المصرية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند"، وجامعة الدول العربية والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ويأتي هذا المنتدى ضمن التحضيرات الخاصة باستضافة مصر لمؤتمر المناخ للتغيرات المناخية بمدينة شرم الشيخ، وتشارك فيه شركة الابداع للتمويل متناهي الصغر ممثلة عن برنامج أجفند بمملكة البحرين.