رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار يؤكد: المعرض يساهم في فهم تاريخ البحرين والمنطقة الممتد لآلاف السنين
فتح معرض "من تايلوس إلى البحرين: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" أبوابه مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022م في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور مديرة متحف اللوفر السيدة لورينس دي كارس والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، إضافة إلى تواجد عدد من مسؤولي القطاع الثقافي العام والخاص الفرنسيّين والإعلاميين.
وفي هذا الصدّد صرّح الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة: "إن دراسة وفهم تاريخ مملكة البحرين الممتد لأكثر من أربعة آلاف عام، ساهم في رسم الصورة الأكبر حول تاريخ المنطقة، وتعد آثارها التي تم اكتشافها خلال العقود الماضية أساساً لفهم العلاقات ما بين حضارات امتدت من وادي السند وحتى بلاد ما بين النهرين"، وأضاف: "لذلك فإن هذا المعرض العالمي بكل ما فيه من قطع أثرية نادرة يروي حكاية حضارات عديدة مرت على البحرين، من دلمون وتايلوس، وعلاقاتها التجارية والسياسية والثقافية مع محيطها الإقليمي والعالمي".
وقال سعادته إن تحقيق هذا المعرض يعود فضله إلى الدعم اللامحدود من الراعي الأول للثقافة، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه وللتوجيهات المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وأشاد سعادته بالشراكة والتعاون الوثيق ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومتحف اللوفر في العاصمة باريس لإنجاح مشروع الإعارة لمدة خمس سنوات، حيث سيتمكن الجمهور العالمي بفضل هذه الفرصة من التعرف عن قرب على جزء مهم من تاريخ البحرين والمنطقة. كما وشكر سعادته كافة المساهمين في المعرض من كوادر هيئة الثقافة ومتحف البحرين الوطني وقسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر.
وقالت السيدة لورينس دي كارس في كلمة لها إنه من دواعي سرورها أن يستضيف متحف اللوفر أكثر من 70 قطعة أثرية من مملكة البحرين كجزء من التعاون ما بين المؤسستين، مؤكدة أنه بفضل مشروع الإعارة الممتد لخمس سنوات سيكون بإمكان زوّار اللوفر الاطلاع على تاريخ الحضارات التي ازدهرت على أرض البحرين.
ونوّهت إلى أن استلام متحف اللوفر للحفريات في موقع أبو صيبع بداية من العام الجاري، هو استمرار للعلاقات الثقافية الوطيدة فيما بين البلدين، مشيرة إلى أن أعمال التنقيب الفرنسية بدأت في موقع قلعة البحرين أواخر سبعينيات القرن الماضي ليؤسس ذلك لتعاون طويل الأمد ما بين المؤسسات المعنية في البحرين وفرنسا.
ويعد هذا المعرض ثمرة الإعارة من متاحف البحرين إلى متحف اللوفر والتي تمتد لخمس سنوات، كما ويعكس التعاون الوثيق ما بين متحف اللوفر وهيئة البحرين للثقافة والآثار في ظل الاتفاقية التي تم توقيعها ما بين المؤسستين كجزء من الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظّم حفظه الله ورعاه إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 2019.
ويقدّم معرض "من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" فرصة الاطلاع والتعرف على ماضي البحرين القديم وإرثها الاستثنائي والمتنوّع من خلال أكثر من 70 قطعة أثرية، من ضمن اتّفاق الإعارة إضافة إلى قطع أخرى من قسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر، وتحكي كلها بشكل متكامل قصة الحضارات المتعاقبة على مملكة البحرين ما بين العصر البرونزي قبل أكثر من 4000 عام وحتى بداية الألفية الأولى بعد الميلاد. وتكشف هذه القطع الكثير حول الممارسات الاجتماعية والعلاقات السياسية والثقافية ما بين سكّان البحرين قديماً والحضارات الأخرى من حولها.
البداية من دلمون أرض الخلود
يبدأ التسلسل الزمني للمعرض من حضارة دلمون المتأخرة التي تعود إلى حوالي 2500 عام قبل الميلاد، حيث يلقي الضوء على العوامل الهامة التي ساهمت في استحواذ هذه الحضارة على أهمية استراتيجية بين الحضارات التي ازدهرت في عُمان، وادي السند وبلاد ما بين النهرين، حيث يصف المعرض دلمون بأنها أصبحت "مستودعاً لمنطقة الخليج وتقاطعاً للبحّارة الراغبين في التجارة" بفضل موقعها الجغرافي المثالي ما بين البلاد الغنية بالمواد الغذائية والمعادن الثمينة.
ويؤكد المعرض كذلك على تميز البحرين بخلجانها المحصّنة وينابيع المياه العذبة الكثيرة المنتشرة في البر والبحر، لتصبح بذلك محطّات تزويد للرحلات ما بين حضارة بلاد الرافدين ووادي السند وماجان في عمان وغيرها.
ويمكّن المعرض الزوّار من التعرف عن قرب على العادات والطقوس الجنائزية التي سادت دلمون المتأخرة، والتي ساهمت في ظهور تلال الدفن الشهيرة والتي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو باسم "مدافن دلمون الأثرية" ويصل عددها اليوم إلى أكثر من 8000 آلاف، إذ تعكس هذه التلال تعدد الطبقات الاجتماعية في دلمون، إضافة إلى احتوائها على دلائل قوية، من قطع فخارية وأحجار وأوعية حجرية، تشير إلى وجود طقوس دفن معقدة في دلمون وعلاقات تجارية مع البلدان المجاورة.
حضارة بلاد الرافدين ودلمون
يلفت المعرض النظر إلى ظهور اسم دلمون في العديد من الوثائق الرسمية والإدارية والنصوص الأسطورية لبلاد الرافدين، حيث تصوّر هذه النصوص دلمون كبلاد خصبة وغنية وتؤكد أنها أصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لحضارة ما بين النهرين ومصدرها للعديد من المواد كالنحاس والخشب الأحمر والقصدير والأحجار الكريمة. ومن أمثلة هذه النصوص التي قدّمها المعرض لوحة أور-نانشي الشهيرة التي تتحدث عن المعابد التي تم بناؤها باستخدام أخشاب من دلمون.
ومن بين القطع الهامة التي يكشف عنها معرض "من تايلوس إلى دلمون"، وعاء الأفعى الذي وجدت منه 50 قطعة في موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي للونيسكو، إذ تؤكد هذه الأوعية تأثر المجتمع في دلمون في فترة لاحقة بثقافة بلاد ما بين النهرين. فمن بعد صعودها القوي، خسرت دلمون استقلالها في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد وسقطت تحت حكم مملكة الكيشيّن البابلية (العراق في العصر الحالي) ويدل على ذلك العدد الكبير من ألواح الكتابة المسمارية التي وجدت في موقع قلعة البحرين. وبعد عدة قرون، وفي الفترة الآشورية الحديثة (القرن التاسع إلى السابع قبل الميلاد)، ظهرت دلمون مجدداً كمملكة صغيرة تدين بولائها لملك الآشوريين ساراجون وكانت تدفع له ضريبة.
البحرين في عصر تايلوس
يقدّم معرض "من تايلوس إلى البحرين: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" عدداً من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في مواقع كالشاخورة وأبوصيبع وسار ومدينة حمد كشواهد القبور، الأوعية الزجاجية، المجوهرات واللؤلؤ، والتي تعطي فكرة حول حقبة تايلوس. ففي أعقاب غزو الإسكندر الأكبر للشرق الأوسط، وقعت البحرين تحت حكم الإمبراطورية السلوقية، حوالي 300 قبل الميلاد. واحتفظت البحرين في تلك الفترة بموقعها في قلب خطوط التجارة الإقليمية وظهرت فيها العملات النقدية واحتفظت بشهرتها كموطن لمصايد اللؤلؤ التي وصلت لآلئها إلى أسواق روما.
ويؤكد هذا المعرض من جديد على متانة العلاقات الثقافية التي تمتّعت بها مملكة البحرين مع الجمهورية الفرنسية، حيث ساهمت البعثية الأثرية الفرنسية في الكشف عن الكنوز الحضارية في المملكة وتقوم البعثة، ومنذ العام 2017، بعمليات تنقيب في هذا موقع أبوصيبع الذي يضم مقبرة من حقبة تايلوس (50 ق.م - 150م) وقد استلم متحف اللوفر دور قيادة هذه العملية في عام 2022. وتشهد عيّنات المرفقات الجنائزية التي وجدت مع الموتى في هذا الموقع، والتي تم تضمين بعضها في الإعارة من متاحف البحرين إلى متحف اللوفر، على فترة من ازدهار كبير شهدته جزيرة البحرين-تايلوس في تلك الحقبة.
وإضافة إلى الأختام الدلمونية، شواهد القبور من عصر تايلوس، يقدّم المعرض قطعاً فريدة من كل متحف البحرين الوطني وقسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر، كاللوحات المسمارية التجارية التي تتحدث عن مكانة دلمون التجارية والسياسية، أوعية الأحجار والفخّار التي تم استخدامها في التجارة وفي الطقوس الجنائزية. إضافة إلى التماثيل الصغيرة الأباريق، الصحون، الكؤوس وأشرطة الفم والعيون الذهبية.
{{ article.visit_count }}
فتح معرض "من تايلوس إلى البحرين: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" أبوابه مساء يوم أمس الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022م في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور مديرة متحف اللوفر السيدة لورينس دي كارس والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، إضافة إلى تواجد عدد من مسؤولي القطاع الثقافي العام والخاص الفرنسيّين والإعلاميين.
وفي هذا الصدّد صرّح الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة: "إن دراسة وفهم تاريخ مملكة البحرين الممتد لأكثر من أربعة آلاف عام، ساهم في رسم الصورة الأكبر حول تاريخ المنطقة، وتعد آثارها التي تم اكتشافها خلال العقود الماضية أساساً لفهم العلاقات ما بين حضارات امتدت من وادي السند وحتى بلاد ما بين النهرين"، وأضاف: "لذلك فإن هذا المعرض العالمي بكل ما فيه من قطع أثرية نادرة يروي حكاية حضارات عديدة مرت على البحرين، من دلمون وتايلوس، وعلاقاتها التجارية والسياسية والثقافية مع محيطها الإقليمي والعالمي".
وقال سعادته إن تحقيق هذا المعرض يعود فضله إلى الدعم اللامحدود من الراعي الأول للثقافة، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه وللتوجيهات المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وأشاد سعادته بالشراكة والتعاون الوثيق ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومتحف اللوفر في العاصمة باريس لإنجاح مشروع الإعارة لمدة خمس سنوات، حيث سيتمكن الجمهور العالمي بفضل هذه الفرصة من التعرف عن قرب على جزء مهم من تاريخ البحرين والمنطقة. كما وشكر سعادته كافة المساهمين في المعرض من كوادر هيئة الثقافة ومتحف البحرين الوطني وقسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر.
وقالت السيدة لورينس دي كارس في كلمة لها إنه من دواعي سرورها أن يستضيف متحف اللوفر أكثر من 70 قطعة أثرية من مملكة البحرين كجزء من التعاون ما بين المؤسستين، مؤكدة أنه بفضل مشروع الإعارة الممتد لخمس سنوات سيكون بإمكان زوّار اللوفر الاطلاع على تاريخ الحضارات التي ازدهرت على أرض البحرين.
ونوّهت إلى أن استلام متحف اللوفر للحفريات في موقع أبو صيبع بداية من العام الجاري، هو استمرار للعلاقات الثقافية الوطيدة فيما بين البلدين، مشيرة إلى أن أعمال التنقيب الفرنسية بدأت في موقع قلعة البحرين أواخر سبعينيات القرن الماضي ليؤسس ذلك لتعاون طويل الأمد ما بين المؤسسات المعنية في البحرين وفرنسا.
ويعد هذا المعرض ثمرة الإعارة من متاحف البحرين إلى متحف اللوفر والتي تمتد لخمس سنوات، كما ويعكس التعاون الوثيق ما بين متحف اللوفر وهيئة البحرين للثقافة والآثار في ظل الاتفاقية التي تم توقيعها ما بين المؤسستين كجزء من الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظّم حفظه الله ورعاه إلى العاصمة الفرنسية باريس عام 2019.
ويقدّم معرض "من دلمون إلى تايلوس: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" فرصة الاطلاع والتعرف على ماضي البحرين القديم وإرثها الاستثنائي والمتنوّع من خلال أكثر من 70 قطعة أثرية، من ضمن اتّفاق الإعارة إضافة إلى قطع أخرى من قسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر، وتحكي كلها بشكل متكامل قصة الحضارات المتعاقبة على مملكة البحرين ما بين العصر البرونزي قبل أكثر من 4000 عام وحتى بداية الألفية الأولى بعد الميلاد. وتكشف هذه القطع الكثير حول الممارسات الاجتماعية والعلاقات السياسية والثقافية ما بين سكّان البحرين قديماً والحضارات الأخرى من حولها.
البداية من دلمون أرض الخلود
يبدأ التسلسل الزمني للمعرض من حضارة دلمون المتأخرة التي تعود إلى حوالي 2500 عام قبل الميلاد، حيث يلقي الضوء على العوامل الهامة التي ساهمت في استحواذ هذه الحضارة على أهمية استراتيجية بين الحضارات التي ازدهرت في عُمان، وادي السند وبلاد ما بين النهرين، حيث يصف المعرض دلمون بأنها أصبحت "مستودعاً لمنطقة الخليج وتقاطعاً للبحّارة الراغبين في التجارة" بفضل موقعها الجغرافي المثالي ما بين البلاد الغنية بالمواد الغذائية والمعادن الثمينة.
ويؤكد المعرض كذلك على تميز البحرين بخلجانها المحصّنة وينابيع المياه العذبة الكثيرة المنتشرة في البر والبحر، لتصبح بذلك محطّات تزويد للرحلات ما بين حضارة بلاد الرافدين ووادي السند وماجان في عمان وغيرها.
ويمكّن المعرض الزوّار من التعرف عن قرب على العادات والطقوس الجنائزية التي سادت دلمون المتأخرة، والتي ساهمت في ظهور تلال الدفن الشهيرة والتي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو باسم "مدافن دلمون الأثرية" ويصل عددها اليوم إلى أكثر من 8000 آلاف، إذ تعكس هذه التلال تعدد الطبقات الاجتماعية في دلمون، إضافة إلى احتوائها على دلائل قوية، من قطع فخارية وأحجار وأوعية حجرية، تشير إلى وجود طقوس دفن معقدة في دلمون وعلاقات تجارية مع البلدان المجاورة.
حضارة بلاد الرافدين ودلمون
يلفت المعرض النظر إلى ظهور اسم دلمون في العديد من الوثائق الرسمية والإدارية والنصوص الأسطورية لبلاد الرافدين، حيث تصوّر هذه النصوص دلمون كبلاد خصبة وغنية وتؤكد أنها أصبحت شريكاً تجارياً رئيسياً لحضارة ما بين النهرين ومصدرها للعديد من المواد كالنحاس والخشب الأحمر والقصدير والأحجار الكريمة. ومن أمثلة هذه النصوص التي قدّمها المعرض لوحة أور-نانشي الشهيرة التي تتحدث عن المعابد التي تم بناؤها باستخدام أخشاب من دلمون.
ومن بين القطع الهامة التي يكشف عنها معرض "من تايلوس إلى دلمون"، وعاء الأفعى الذي وجدت منه 50 قطعة في موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي للونيسكو، إذ تؤكد هذه الأوعية تأثر المجتمع في دلمون في فترة لاحقة بثقافة بلاد ما بين النهرين. فمن بعد صعودها القوي، خسرت دلمون استقلالها في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد وسقطت تحت حكم مملكة الكيشيّن البابلية (العراق في العصر الحالي) ويدل على ذلك العدد الكبير من ألواح الكتابة المسمارية التي وجدت في موقع قلعة البحرين. وبعد عدة قرون، وفي الفترة الآشورية الحديثة (القرن التاسع إلى السابع قبل الميلاد)، ظهرت دلمون مجدداً كمملكة صغيرة تدين بولائها لملك الآشوريين ساراجون وكانت تدفع له ضريبة.
البحرين في عصر تايلوس
يقدّم معرض "من تايلوس إلى البحرين: رحلة أثرية حول مملكة البحرين" عدداً من القطع الأثرية التي تم اكتشافها في مواقع كالشاخورة وأبوصيبع وسار ومدينة حمد كشواهد القبور، الأوعية الزجاجية، المجوهرات واللؤلؤ، والتي تعطي فكرة حول حقبة تايلوس. ففي أعقاب غزو الإسكندر الأكبر للشرق الأوسط، وقعت البحرين تحت حكم الإمبراطورية السلوقية، حوالي 300 قبل الميلاد. واحتفظت البحرين في تلك الفترة بموقعها في قلب خطوط التجارة الإقليمية وظهرت فيها العملات النقدية واحتفظت بشهرتها كموطن لمصايد اللؤلؤ التي وصلت لآلئها إلى أسواق روما.
ويؤكد هذا المعرض من جديد على متانة العلاقات الثقافية التي تمتّعت بها مملكة البحرين مع الجمهورية الفرنسية، حيث ساهمت البعثية الأثرية الفرنسية في الكشف عن الكنوز الحضارية في المملكة وتقوم البعثة، ومنذ العام 2017، بعمليات تنقيب في هذا موقع أبوصيبع الذي يضم مقبرة من حقبة تايلوس (50 ق.م - 150م) وقد استلم متحف اللوفر دور قيادة هذه العملية في عام 2022. وتشهد عيّنات المرفقات الجنائزية التي وجدت مع الموتى في هذا الموقع، والتي تم تضمين بعضها في الإعارة من متاحف البحرين إلى متحف اللوفر، على فترة من ازدهار كبير شهدته جزيرة البحرين-تايلوس في تلك الحقبة.
وإضافة إلى الأختام الدلمونية، شواهد القبور من عصر تايلوس، يقدّم المعرض قطعاً فريدة من كل متحف البحرين الوطني وقسم الشرق الأدنى بمتحف اللوفر، كاللوحات المسمارية التجارية التي تتحدث عن مكانة دلمون التجارية والسياسية، أوعية الأحجار والفخّار التي تم استخدامها في التجارة وفي الطقوس الجنائزية. إضافة إلى التماثيل الصغيرة الأباريق، الصحون، الكؤوس وأشرطة الفم والعيون الذهبية.