افتتح السيد محمد بن ثامر الكعبي وزير المواصلات والاتصالات اجتماع المجموعة العربية للتعاون الفضائي الذي عقد اليوم بقاعدة الصخير الجوية.

وأكد الوزير التوجه لتأسيس قطاع فضائي وطني مستدام، حيث ستسهم التوصيات والقرارات الصادرة من هذا الاجتماع في خدمة قطاع الفضاء العربي وتعزيز وجوده على المستوى العالمي.

ونقل الوزير خلال كلمته الافتتاحية للمشاركين في الاجتماع تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتحيات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

وقال إن مملكة البحرين تسعد باستضافتها للاجتماع الثامن للمجموعة العربية للتعاون الفضائي والذي يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ويحقق تطلعات شعوب الدول الأعضاء لتحقيق التكامل بين الدول العربية في مختلف القطاعات ومنها قطاع الفضاء.

وأوضح الوزير أن هذا الاجتماع يعقد على هامش النسخة الخامسة من معرض البحرين الدولي للطيران والذي ينطلق غدا تحت رعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حيث تنظم مملكة البحرين هذا المعرض كل عامين وتشارك فيه كبريات شركات قطاعي الطيران والفضاء مشيرا الى ان هذه النسخة من المعرض تشهد مشاركة واسعة من شركات ووكالات الفضاء من الدول الشقيقة والصديقة ويأتي على رأسها الهيئة السعودية للفضاء ووكالة الأمارات للفضاء ووكالة الفضاء المصرية.

ثم توجه الوزير بدعوة الحضور لمراسم افتتاح المعرض والمشاركة في فعالياته ومن أبرزها انطلاق النسخة الأولى من منتدى الفضاء والذي سيعقد في اليوم الثاني من أيام المعرض ليناقش عددا من المحاور الهامة والمتعلقة بتطور قطاع الفضاء على المستويين العام والخاص.

ومن جانبه قال الدكتور شريف صدقي رئيس وكالة الفضاء المصرية، إن هذا الاجتماع يؤكد وجود تعاون عربي كبير في مجال قطاع الفضاء وصناعات الفضاء وتكنولوجيا الفضاء، إذ ثمة حاجة لإيجاد اتحاد عربي قوي في قطاع الفضاء العالمي ، والعمل من أجل إيجاد حلول تخدم التنمية المستدامة، وتطوير تكنولوجيا عربية في ظل اتحاد فضائي عربي.

وقال د شريف إن مستقبل القطاع هو مستقبل واعد، حيث تأتي مشاركة الدول المختلفة في هذا الاجتماع الذي يقام على أرض مملكة البحرين ليفتح آفاقا كبيرة للتعاون، مؤكدا أهمية تنمية أجيال جديدة من الشباب القادر على تطويع وتطوير تكنولوجيا الفضاء، فكل دولة مشاركة لديها إنجازات ملموسة في قطاع الفضاء، وبتكامل الجهود بين الدول سيكون هناك حتما إنجازات أكبر تعزز بصمة الدول العربية في مجال الفضاء.

ولفت الدكتور شريف إلى أهمية الاتفاقية التي وقعت على هامش الاجتماع والتي جمعت الهيئتان المعنيتان بقطاع الفضاء بين كل من مملكة البحرين وجمهورية مصر، وهي اتفاقية هامة جدا ، تفتح أبواب التعاون المشترك، وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة تتعلق بتطوير أقمار صناعية بتكنولوجيا عربية تحقق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية.

من جانبه أوضح الدكتور محمد العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أن هذا الاجتماع يعتبر الأول الذي يعقد خارج بلد الرئاسة وهو دولة الإمارات العربية المتحدة للمجموعة العربية للتعاون الفضائي، معربا عن فخره بمشاركة مملكة البحرين مع باقي دول الخليج في تأسيس هذه المجموعة، وهو يمثل خطوة جديرة بالاشادة لكون مملكة البحرين بدأت في أخذ مكانها بين الدول واحتضانها لمثل هذه الفعاليات النوعية والمهمة.

وقال د العسيري إن إقامة هذا الاجتماع على هامش معرض الطيران يؤكد دور الهيئة في خدمة قطاع الفضاء في المملكة، كما ويحقق توجهات القيادة الحكيمة في أن تكون مملكة البحرين في ريادة الدول التي تعمل في قطاع الفضاء، ولفت إلى أن الاتفاقية المبرمة اليوم مع وكالة الفضاء المصرية ستسهم في توسيع التكامل العربي في قطاع الفضاء ، وتعزيز التعاون بين الوكالات العربية.

وأكد د العسيري توجه الهيئة لتحقيق المزيد من الانجازات حيث يعمل فريق البحرين على بناء حمولات تركب على أقمار صناعية، وبناء حمولة تنقل على متن مسبار لتهبط على سطح القمر، إذ تتطلع الهيئة إلى رفع علم مملكة البحرين على أحد المستكشفات التي ستهبط على سطح القمر، ويتم حاليا العمل على استكمال الاجراءات لتحقيق هذا الهدف، فعلى الرغم من قصر عمر الهيئة الذي لم يستكمل الثمان سنوات إلا أن الخطط والمشاريع التي يتم العمل عليها تصل إلى مستوى متقدم جدا من المنافسة والانجاز.

وختم د العسيري بالتأكيد على عنصر الابداع والابتكار عند فريق البحرين للفضاء والذي نال الإشادات الدولية في محافل الفضاء العالمية، فمملكة البحرين ووفقا للسياسة الوطنية التي أقرت عام 2018 من قبل مجلس الوزراء الموقر، ووفق الخطة الاستراتيجية الحالية اهتمت كثيرا ببناء القدرات والتوسع في الاستفادة من علوم وتطبيقات الفضاء في دراسة الأرض، والاسهام بما يلبي احتياجات الجهات الحكومية من خلال البيانات والصور الفضائية لتعزيز الجهود الوطنية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فمملكة البحرين نجحت في تحفيز الكفاءات الوطنية، كما وحصلت على شهادات وجوائز دولية.