عباس المغني - تصوير: سهيل الوزير
الرئيس التنفيذي: أكثر من 1500 موظف يعمل بالشركة
أكد الرئيس التنفيذي لشركة خدمات مطار البحرين «باس» المهندس محمد خليل، أن الشركة تمكنت من ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في قطاع خدمات الطيران، كونها تمتلك سجلاً حافلاً من الاعترافات والاعتمادات الدولية التي لعبت دوراً محورياً في بروز «باس» كاسم موثوق به في عالم الخدمات، حيث ساهمت باستقطاب شركات الطيران العالمية للبحرين، مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد الوطني.
وتحدث في ندوة «مراحل التطور في قطاع الطيران: تحديات وإنجازات» نظمها معهد البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية الطاقة عن أهم ملامح التحديات والإنجازات من منظور مشغل العمليات الأرضية في مطار البحرين الدولي، كوني الرئيس التنفيذي لخدمات مطار البحرين مزود خدمات المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي لأكثر من 4 عقود.
وقال: «عبر الزمن، تعرض قطاع الطيران للكثير من التغيرات والتوقعات ومتطلبات المطارات الحديثة بشكل كبير وبالتحديد خلال القرن الـ22 حيث يواجه مشغلو المطارات مجموعة متنوعة من التحديات، منها تغيير الأسواق وتغيير احتياجات عملائهم وغيرها. ولتلبية هذه المتطلبات والتوقعات، لا بد من وضع استراتيجيات وخطط واستثمارات في مجلات جديدة لم تكن ذات اهتمام من قبل. كما يجب على المطارات والعاملين في هذا القطاع العثور على إجابات وحلول جديدة ومتغيرة».
وأضاف: «للحديث تحديداً عن التحديات والإنجازات التي تواجه قطاع الطيران ليس فقط في مملكة البحرين إنما على مستوى العالم، أستعرض معكم أربعة تحديات رئيسية في وجهة نظري الشخصية تواجه إدارة ومشغلي المطارات بالإضافة إلى أهم الإنجازات التي حققتها الشركة لتخطي هذه التحديات:
التحدي الأول هو التحول الرقمي: حدثت تغييرات كبيرة في حال رقمنة عمليات المطار في العقد الماضي. ومع ذلك، لايزال هناك طريق طويل لنقطعه للحصول على حلول رقمية وتطبيقات لدمج جميع البيانات الموجودة في آلية تشغيل المطار في موقع بيانات كبير واحد، بحيث يسهل توضيحها وتفسيرها في أسرع وقت ممكن بحيث يزيد من كفاءة العمليات والخدمة المقدمة لإضافة قيمة نوعية إلى تقارير العمليات اليومية. كذلك من الضروري تقييم كيف يمكن للتقنيات الجديدة أن تفيد المطارات وكيف يمكن دمج هذه التقنيات بسلاسة في عمليات المطارات بحيث يتم ضمان مستوى عالٍ من السلامة والأمن وتجربة المسافرين. ومن المتوقع أن يزداد استخدام التكنولوجيات التي تمكن العمليات الرقمية والتي لا تحتاج لتدخل يدوي أو تعمل عن طريق عمليات عدم التلامس Contact Less، على وجه الخصوص.
ومن الأمثلة، تسجيل الوصول الذاتي وتسليم الحقائب وبوابات الصعود الذاتي، وكذلك المدفوعات عبر الهاتف المحمول. وفي الوقت نفسه، يجب عدم إهمال حماية البيانات، بل يجب أن تظل دائماً موضع تركيز - خاصة عندما يقوم مزود الخدمة بمشاركة البيانات بشكل مستمر أثناء عمليات المطار لتعزيز مستويات الكفاءة.
ولا يخفى فإن شركة خدمات مطار البحرين تولي اهتماماً كبيراً في هذا المجال، فنحن لسنا غرباء عن اعتماد الرقمنة والتكنولوجيا في عمليات شركتنا. وقد كان هذا مجالا رئيسيا للاستثمار بالنسبة للشركة. ولطالما كان التحديث المستمر لأنظمة الشركة أولوية مطلقة بالنسبة لنا. لدينا بالفعل عدد من المشاريع الجارية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والأنظمة أثناء حديثنا. يتم الآن تنفيذ عمليات رقمنة المعلومات للشركة من خلال العمل مع بعض أكبر مزودي خدمات التكنولوجيا والرقمنة الدوليين والتي من شأنها أن تمكنا لأداء عملنا في مطار البحرين الدولي من تحقيق الكفاءة في مختلف المجالات التشغيلية داخليا وخارجيا وتحسين إدارة المناولة الأرضية.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر، لقد قمنا باستبدال كامل لنظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) للشركة من خلال الشراكة مع شركة التكنولوجيا العالمية SAP لتحويل أنظمة الشركة وعملياتها رقميا. إن اعتماد نظام SAP ERP جديد سيوفر للشركة رؤية كاملة في الوقت الفعلي لعملياتنا.
وبفضل مشروعنا للتحول الرقمي مع SAP، سندمج عملياتنا وإدارة مواردنا ومشترياتنا بسلاسة لتوفير خدمات أرضية لا مثيل لها وتجارب سفر مثالية للمسافرين. كما وظفنا مجموعة من التقنيات المبتكرة والحلول السحابية تشمل باقة تطبيقات الأعمال S/4HANA للتحليلات الفورية وباقة إدارة رأس المال البشري SuccessFactors، إضافة إلى تطبيق Ariba لعمليات المشتريات والتوريد الإلكترونية، ومن خلال اعتمادنا على هذه الأنظمة الجديد سنتمكن في «باس» من تقديم أعلى مستويات الجودة في مختلف المجالات التشغيلية على الصعيدين الداخلي والخارجي وتطوير إدارة المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي. وسيمكن هذا المشروع من اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، وتحسين التكاليف، ودعم تطوير الكوادر البحرينية. وبناء على ذلك، سنكون قادرين على العمل بأقصى درجات الأمان والموثوقية والأداء، مما يجعل قطاع الطيران في البحرين أكثر مرونة.
وتشمل مشاريع الرقمنة والتكنولوجيا الهامة الأخرى نظاماً جديداً لإدارة الموارد من شأنه أن يسهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة في عملياتنا والطريقة التي ندير بها مواردنا البشرية داخل مبنى المسافرين وساحة المطار.
لقد عقدنا مؤخرا شراكة مع شركة SITA العملاقة لتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ نظام RMS جديد يعتبر من الجيل التالي من نظام إدارة الموارد يساهم في تحسين أنشطة التخطيط وإدارة الأفراد بشكل كبير بينما نتخلص تدريجيا من العمليات اليدوية والورقية. وسيعمل النظام على تحسين إدارة مواردنا ومساعدتنا في تحسين التخطيط والكفاءة التشغيلية وإدارة الموظفين وخدمة العملاء لإدارة المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي.
والتحدي الثاني دفع عجلة الاستدامة: ومن الأمور المهمة التي تواجه قطاع الطيران والمطارات، على وجه الخصوص، أن تصبح مستدامة وأكثر صداقة للبيئة. كما تسعى اليوم جميع المطارات لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في الحياد الكربوني. هذا هو المفتاح لضمان بقاء الطيران وسيلة نقل مفضلة للناس في جميع أنحاء العالم.تتطلب الأهداف المناخية زيادة العمل من المطارات وجميع الشركاء من خلال تحول إلى الطاقات المتجددة والمرافق والمركبات المحايدة للكربون.
تعد معدات الدعم الأرضي GSE في باس أحد المجالات التي يتم فيها تحقيق خطوات كبيرة والتي نود فيها خفض المعدات في أسطولنا التي تعمل بالديزل والبنزين بنسبة 75%، على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما تم فعلياً كذلك استبدال جميع قاطرات السحب towing tugs التي تعمل بالديزل، بكلفة قدرت بمليون دينار بحريني.
أما التحدث الثاني هو جذب القوى العاملة: تعد بيئة العمل أيضاً تحدياً ذا صلة. تعتبر المطارات إحدى جهات العمل الكثيفة بالعمالة والموظفين، على الأقل في بعض الأقسام مثل الخدمات الأرضية والجمارك وخدمات الشحن والتموين. فهناك تحدٍّ لإمكانية توظيف القدرات المناسبة والمؤهلة للقيام بواجبها ناهيك عن تحدٍّ آخر وهو بقاء الموظف على رأس العمل مع وجود مغريات وظيفية أخرى. وهنا يبقى التحدي في كيفية جذب المواهب والقدرات المناسبة، وكيف يمكن تدريب الموظفين بكفاءة عالية لضمان التشغيل المستمر والنمو المستقر.
سوق العمل اليوم شديد التنافسية والشفافية، فيحتاج القائمون على تشغيل المطارات والشركات العاملية فيه إلى استراتيجيات موثوقة لجعل المطار مكان عمل جاذب للمواهب وإلى جانب التعويض (الراتب) المجزي، يشمل ذلك أيضاً جوانب مثل بيئة وثقافة الشركة، وإمكانيات التطوير الشخصي، والأمن الوظيفي، والتوازن الصحي بين العمل والحياة.
وعلى ذلك، نحن نفخر بكوننا أحد أكبر أرباب العمل في البحرين، حيث يعمل بالشركة اليوم أكثر من 1500 موظف، بمعدل بحرية يبلغ 80% من إجمالي عدد موظفينا. كما تلتزم باس بتطبيق أعلى القيم والمبادئ الأخلاقية والمعنوية التي تمثلها أخلاقياتنا الشخصية والمهنية.
نحن نبني علاقاتنا مع موظفينا وعملائنا والمجتمع على أساس الاحترام والثقة المتبادلين. حيث تلعب كوادرنا البشرية دوراً أساسياً في تقديم خدمات ممتازة. يواصل فريقنا في تحسين المعايير في جميع العمليات، حيث نخلق قيمة مضافة ونحقق أهدافاً محددة ونعزز أعلى معايير الجودة والصحة والسلامة والأمن.
نحن نؤمن بالتميز المهني ونسعى جاهدين لتحقيق ذلك من خلال تزويد موظفينا بفرص التدريب لتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة. نحن نمكن موظفينا من خلال منحهم الفرص لتحدي أنفسهم واكتساب الخبرات العملية.
في باس حريصين على توفير بيئة عمل صحية حيث يتم تحفيز جميع الموظفين للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، دون قيود. ثم نخلق مساحة يشعرون فيها بالتقدير لجهودهم.
تؤمن شركة خدمات مطار البحرين بالاستثمار في أغلى أصولها - الكوادر البشرية، حيث تم تأسيس قسم التعلم والتطوير بأهداف محددة تتمحور حول تحقيق التميز المهني وإثراء الخبرات. وتركز الإدارة على تقديم التدريب الفعّال وخلق القيمة عن طريق تطوير المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة، وتعزيز أعلى معايير الصحة والسلامة والأمن بين القوى العاملة بأكملها.
ومنذ العام 2015، تم تدريب 8000 موظف والتحق المتقدمون الخارجيون ببرامج المركز لاكتساب المعرفة والخبرة والشهادات في مجال المناولة الأرضية، والتي تشمل التعلم الإلكتروني والتدريب النظري والعملي. بينما شهد العام 2020 مشاركة 7878 موظفاً في 850 دورة تدريبية افتراضية عُقِدَت خلال جائحة كورونا.
فيما التحدي الرابع هو تجربة العملاء والمسافرين: إن صناعة الطيران تعنى بتقديم الخدمات على وجه الخصوص. كما يعتمد نجاحها بشكل كبير على مدى رضا المسافرين والعملاء. السبب في أن راحة الركاب تشكل جوهر التحديات التي تواجهها صناعة الطيران هو أنه لا يمكن إرضاء جميع الركاب على حد سواء. في مرحلة ما، قد يكون قسم من العملاء غير راضين دائما. ومع ذلك، هذا هو ما دفع شركات الطيران إلى ضمان خدمة العملاء وأكثر من ذلك.
توضح استطلاعات آراء العملاء وملاحظاتهم دائماً أنه ليس لدى جميع الركاب تجارب سفر رائعة. على سبيل المثال، يصور استطلاع الاتحاد الدولي للنقل الجوي العالمي للمسافرين لعام 2017 أن حوالي 56% فقط من عملاء أمريكا الشمالية كانوا سعداء بتجربة سفرهم الأخيرة. وتحقيقاً لهذه الغاية، هناك دائماً مساحة لتحسين راحة العملاء، والتي ستواصل شركات الطيران القتال عليها.
وكوننا مزود الخدمات الأرضية في مطار البحرين الدولي فتعتبر شركات الطيران هو العميل الأول لنا والمسافر هو العميل الثاني. ولكي نحرص على تقديم تجربة سفر مثالية في المطار قمنا بتأسيس إدارة جديدة تعنى بتجربة العملاء. حيث تقوم هذه الإدارة بالتواصل مع جميع العملاء وأصحاب المصلحة لضمان تقديم خدمات ذات جودة بالإضافة إلى إجراء عمليات التقييم والتطوير مع باقي إداراتنا في المطار. كما تقوم أيضاً بإدارة الشكاوى والمقترحات وذلك في سبيل إرضاء العملاء والحصول على خدمات تتناسب مع متطلبات العصر الجديد.
وختاماً، تؤكد شركة خدمات مطار البحرين عزمها استكمال مسيرتها الممتدة على مدى 45 عاماً، متسلحين بالإصرار والعزيمة اللازمة لإثراء سجل إنجازاتنا، والسعي نحو تحقيق الرؤية الاقتصادية 2030، والمساهمة بتطوير قطاع الطيران في مملكة البحرين. كما أننا نتطلع لأن نكون شركة رائدة في توفير خدمات المناولة الأرضية بمستويات عالمية، وأن نمضي قُدماً بتقديم قيمة متزايدة لعملائنا وكوادرنا البشرية والمساهمين والمجتمع ككل».
الرئيس التنفيذي: أكثر من 1500 موظف يعمل بالشركة
أكد الرئيس التنفيذي لشركة خدمات مطار البحرين «باس» المهندس محمد خليل، أن الشركة تمكنت من ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في قطاع خدمات الطيران، كونها تمتلك سجلاً حافلاً من الاعترافات والاعتمادات الدولية التي لعبت دوراً محورياً في بروز «باس» كاسم موثوق به في عالم الخدمات، حيث ساهمت باستقطاب شركات الطيران العالمية للبحرين، مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد الوطني.
وتحدث في ندوة «مراحل التطور في قطاع الطيران: تحديات وإنجازات» نظمها معهد البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية الطاقة عن أهم ملامح التحديات والإنجازات من منظور مشغل العمليات الأرضية في مطار البحرين الدولي، كوني الرئيس التنفيذي لخدمات مطار البحرين مزود خدمات المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي لأكثر من 4 عقود.
وقال: «عبر الزمن، تعرض قطاع الطيران للكثير من التغيرات والتوقعات ومتطلبات المطارات الحديثة بشكل كبير وبالتحديد خلال القرن الـ22 حيث يواجه مشغلو المطارات مجموعة متنوعة من التحديات، منها تغيير الأسواق وتغيير احتياجات عملائهم وغيرها. ولتلبية هذه المتطلبات والتوقعات، لا بد من وضع استراتيجيات وخطط واستثمارات في مجلات جديدة لم تكن ذات اهتمام من قبل. كما يجب على المطارات والعاملين في هذا القطاع العثور على إجابات وحلول جديدة ومتغيرة».
وأضاف: «للحديث تحديداً عن التحديات والإنجازات التي تواجه قطاع الطيران ليس فقط في مملكة البحرين إنما على مستوى العالم، أستعرض معكم أربعة تحديات رئيسية في وجهة نظري الشخصية تواجه إدارة ومشغلي المطارات بالإضافة إلى أهم الإنجازات التي حققتها الشركة لتخطي هذه التحديات:
التحدي الأول هو التحول الرقمي: حدثت تغييرات كبيرة في حال رقمنة عمليات المطار في العقد الماضي. ومع ذلك، لايزال هناك طريق طويل لنقطعه للحصول على حلول رقمية وتطبيقات لدمج جميع البيانات الموجودة في آلية تشغيل المطار في موقع بيانات كبير واحد، بحيث يسهل توضيحها وتفسيرها في أسرع وقت ممكن بحيث يزيد من كفاءة العمليات والخدمة المقدمة لإضافة قيمة نوعية إلى تقارير العمليات اليومية. كذلك من الضروري تقييم كيف يمكن للتقنيات الجديدة أن تفيد المطارات وكيف يمكن دمج هذه التقنيات بسلاسة في عمليات المطارات بحيث يتم ضمان مستوى عالٍ من السلامة والأمن وتجربة المسافرين. ومن المتوقع أن يزداد استخدام التكنولوجيات التي تمكن العمليات الرقمية والتي لا تحتاج لتدخل يدوي أو تعمل عن طريق عمليات عدم التلامس Contact Less، على وجه الخصوص.
ومن الأمثلة، تسجيل الوصول الذاتي وتسليم الحقائب وبوابات الصعود الذاتي، وكذلك المدفوعات عبر الهاتف المحمول. وفي الوقت نفسه، يجب عدم إهمال حماية البيانات، بل يجب أن تظل دائماً موضع تركيز - خاصة عندما يقوم مزود الخدمة بمشاركة البيانات بشكل مستمر أثناء عمليات المطار لتعزيز مستويات الكفاءة.
ولا يخفى فإن شركة خدمات مطار البحرين تولي اهتماماً كبيراً في هذا المجال، فنحن لسنا غرباء عن اعتماد الرقمنة والتكنولوجيا في عمليات شركتنا. وقد كان هذا مجالا رئيسيا للاستثمار بالنسبة للشركة. ولطالما كان التحديث المستمر لأنظمة الشركة أولوية مطلقة بالنسبة لنا. لدينا بالفعل عدد من المشاريع الجارية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والأنظمة أثناء حديثنا. يتم الآن تنفيذ عمليات رقمنة المعلومات للشركة من خلال العمل مع بعض أكبر مزودي خدمات التكنولوجيا والرقمنة الدوليين والتي من شأنها أن تمكنا لأداء عملنا في مطار البحرين الدولي من تحقيق الكفاءة في مختلف المجالات التشغيلية داخليا وخارجيا وتحسين إدارة المناولة الأرضية.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر، لقد قمنا باستبدال كامل لنظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) للشركة من خلال الشراكة مع شركة التكنولوجيا العالمية SAP لتحويل أنظمة الشركة وعملياتها رقميا. إن اعتماد نظام SAP ERP جديد سيوفر للشركة رؤية كاملة في الوقت الفعلي لعملياتنا.
وبفضل مشروعنا للتحول الرقمي مع SAP، سندمج عملياتنا وإدارة مواردنا ومشترياتنا بسلاسة لتوفير خدمات أرضية لا مثيل لها وتجارب سفر مثالية للمسافرين. كما وظفنا مجموعة من التقنيات المبتكرة والحلول السحابية تشمل باقة تطبيقات الأعمال S/4HANA للتحليلات الفورية وباقة إدارة رأس المال البشري SuccessFactors، إضافة إلى تطبيق Ariba لعمليات المشتريات والتوريد الإلكترونية، ومن خلال اعتمادنا على هذه الأنظمة الجديد سنتمكن في «باس» من تقديم أعلى مستويات الجودة في مختلف المجالات التشغيلية على الصعيدين الداخلي والخارجي وتطوير إدارة المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي. وسيمكن هذا المشروع من اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، وتحسين التكاليف، ودعم تطوير الكوادر البحرينية. وبناء على ذلك، سنكون قادرين على العمل بأقصى درجات الأمان والموثوقية والأداء، مما يجعل قطاع الطيران في البحرين أكثر مرونة.
وتشمل مشاريع الرقمنة والتكنولوجيا الهامة الأخرى نظاماً جديداً لإدارة الموارد من شأنه أن يسهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة في عملياتنا والطريقة التي ندير بها مواردنا البشرية داخل مبنى المسافرين وساحة المطار.
لقد عقدنا مؤخرا شراكة مع شركة SITA العملاقة لتكنولوجيا المعلومات لتنفيذ نظام RMS جديد يعتبر من الجيل التالي من نظام إدارة الموارد يساهم في تحسين أنشطة التخطيط وإدارة الأفراد بشكل كبير بينما نتخلص تدريجيا من العمليات اليدوية والورقية. وسيعمل النظام على تحسين إدارة مواردنا ومساعدتنا في تحسين التخطيط والكفاءة التشغيلية وإدارة الموظفين وخدمة العملاء لإدارة المناولة الأرضية في مطار البحرين الدولي.
والتحدي الثاني دفع عجلة الاستدامة: ومن الأمور المهمة التي تواجه قطاع الطيران والمطارات، على وجه الخصوص، أن تصبح مستدامة وأكثر صداقة للبيئة. كما تسعى اليوم جميع المطارات لتحقيق الهدف الطموح المتمثل في الحياد الكربوني. هذا هو المفتاح لضمان بقاء الطيران وسيلة نقل مفضلة للناس في جميع أنحاء العالم.تتطلب الأهداف المناخية زيادة العمل من المطارات وجميع الشركاء من خلال تحول إلى الطاقات المتجددة والمرافق والمركبات المحايدة للكربون.
تعد معدات الدعم الأرضي GSE في باس أحد المجالات التي يتم فيها تحقيق خطوات كبيرة والتي نود فيها خفض المعدات في أسطولنا التي تعمل بالديزل والبنزين بنسبة 75%، على مدى السنوات الخمس المقبلة، كما تم فعلياً كذلك استبدال جميع قاطرات السحب towing tugs التي تعمل بالديزل، بكلفة قدرت بمليون دينار بحريني.
أما التحدث الثاني هو جذب القوى العاملة: تعد بيئة العمل أيضاً تحدياً ذا صلة. تعتبر المطارات إحدى جهات العمل الكثيفة بالعمالة والموظفين، على الأقل في بعض الأقسام مثل الخدمات الأرضية والجمارك وخدمات الشحن والتموين. فهناك تحدٍّ لإمكانية توظيف القدرات المناسبة والمؤهلة للقيام بواجبها ناهيك عن تحدٍّ آخر وهو بقاء الموظف على رأس العمل مع وجود مغريات وظيفية أخرى. وهنا يبقى التحدي في كيفية جذب المواهب والقدرات المناسبة، وكيف يمكن تدريب الموظفين بكفاءة عالية لضمان التشغيل المستمر والنمو المستقر.
سوق العمل اليوم شديد التنافسية والشفافية، فيحتاج القائمون على تشغيل المطارات والشركات العاملية فيه إلى استراتيجيات موثوقة لجعل المطار مكان عمل جاذب للمواهب وإلى جانب التعويض (الراتب) المجزي، يشمل ذلك أيضاً جوانب مثل بيئة وثقافة الشركة، وإمكانيات التطوير الشخصي، والأمن الوظيفي، والتوازن الصحي بين العمل والحياة.
وعلى ذلك، نحن نفخر بكوننا أحد أكبر أرباب العمل في البحرين، حيث يعمل بالشركة اليوم أكثر من 1500 موظف، بمعدل بحرية يبلغ 80% من إجمالي عدد موظفينا. كما تلتزم باس بتطبيق أعلى القيم والمبادئ الأخلاقية والمعنوية التي تمثلها أخلاقياتنا الشخصية والمهنية.
نحن نبني علاقاتنا مع موظفينا وعملائنا والمجتمع على أساس الاحترام والثقة المتبادلين. حيث تلعب كوادرنا البشرية دوراً أساسياً في تقديم خدمات ممتازة. يواصل فريقنا في تحسين المعايير في جميع العمليات، حيث نخلق قيمة مضافة ونحقق أهدافاً محددة ونعزز أعلى معايير الجودة والصحة والسلامة والأمن.
نحن نؤمن بالتميز المهني ونسعى جاهدين لتحقيق ذلك من خلال تزويد موظفينا بفرص التدريب لتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة. نحن نمكن موظفينا من خلال منحهم الفرص لتحدي أنفسهم واكتساب الخبرات العملية.
في باس حريصين على توفير بيئة عمل صحية حيث يتم تحفيز جميع الموظفين للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة، دون قيود. ثم نخلق مساحة يشعرون فيها بالتقدير لجهودهم.
تؤمن شركة خدمات مطار البحرين بالاستثمار في أغلى أصولها - الكوادر البشرية، حيث تم تأسيس قسم التعلم والتطوير بأهداف محددة تتمحور حول تحقيق التميز المهني وإثراء الخبرات. وتركز الإدارة على تقديم التدريب الفعّال وخلق القيمة عن طريق تطوير المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة، وتعزيز أعلى معايير الصحة والسلامة والأمن بين القوى العاملة بأكملها.
ومنذ العام 2015، تم تدريب 8000 موظف والتحق المتقدمون الخارجيون ببرامج المركز لاكتساب المعرفة والخبرة والشهادات في مجال المناولة الأرضية، والتي تشمل التعلم الإلكتروني والتدريب النظري والعملي. بينما شهد العام 2020 مشاركة 7878 موظفاً في 850 دورة تدريبية افتراضية عُقِدَت خلال جائحة كورونا.
فيما التحدي الرابع هو تجربة العملاء والمسافرين: إن صناعة الطيران تعنى بتقديم الخدمات على وجه الخصوص. كما يعتمد نجاحها بشكل كبير على مدى رضا المسافرين والعملاء. السبب في أن راحة الركاب تشكل جوهر التحديات التي تواجهها صناعة الطيران هو أنه لا يمكن إرضاء جميع الركاب على حد سواء. في مرحلة ما، قد يكون قسم من العملاء غير راضين دائما. ومع ذلك، هذا هو ما دفع شركات الطيران إلى ضمان خدمة العملاء وأكثر من ذلك.
توضح استطلاعات آراء العملاء وملاحظاتهم دائماً أنه ليس لدى جميع الركاب تجارب سفر رائعة. على سبيل المثال، يصور استطلاع الاتحاد الدولي للنقل الجوي العالمي للمسافرين لعام 2017 أن حوالي 56% فقط من عملاء أمريكا الشمالية كانوا سعداء بتجربة سفرهم الأخيرة. وتحقيقاً لهذه الغاية، هناك دائماً مساحة لتحسين راحة العملاء، والتي ستواصل شركات الطيران القتال عليها.
وكوننا مزود الخدمات الأرضية في مطار البحرين الدولي فتعتبر شركات الطيران هو العميل الأول لنا والمسافر هو العميل الثاني. ولكي نحرص على تقديم تجربة سفر مثالية في المطار قمنا بتأسيس إدارة جديدة تعنى بتجربة العملاء. حيث تقوم هذه الإدارة بالتواصل مع جميع العملاء وأصحاب المصلحة لضمان تقديم خدمات ذات جودة بالإضافة إلى إجراء عمليات التقييم والتطوير مع باقي إداراتنا في المطار. كما تقوم أيضاً بإدارة الشكاوى والمقترحات وذلك في سبيل إرضاء العملاء والحصول على خدمات تتناسب مع متطلبات العصر الجديد.
وختاماً، تؤكد شركة خدمات مطار البحرين عزمها استكمال مسيرتها الممتدة على مدى 45 عاماً، متسلحين بالإصرار والعزيمة اللازمة لإثراء سجل إنجازاتنا، والسعي نحو تحقيق الرؤية الاقتصادية 2030، والمساهمة بتطوير قطاع الطيران في مملكة البحرين. كما أننا نتطلع لأن نكون شركة رائدة في توفير خدمات المناولة الأرضية بمستويات عالمية، وأن نمضي قُدماً بتقديم قيمة متزايدة لعملائنا وكوادرنا البشرية والمساهمين والمجتمع ككل».