أيمن شكل
نقل استراتيجي للقدرات القتالية والتكامل المباشر مع القوات على الأرض
نجحت البحرين والإمارات في تحقيق أهدافهما من تمرین «جلمود 3» وهذا النجاح تمثل في الانفتاح العسكري المباشر بين البلدين في حال وجود تهديد إرهابي يهدد مصالح الدولتين في أي منهما، بحيث أوجد التمرين ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها في ختامه تعاوناً مشتركاً يمكن دخول قوات الدولة في التدخل بالتنسيق مع قوات الدولة الأخرى بمجرد وصولهم، والمشاركة مباشرة في العمليات علي الأرض.
ووفر التمرين في نسخته الثالثة قدرات جديدة في التعامل مع الحدث الإرهابي، وذلك من حيث النقل الاستراتيجي بكامل القدرات القتالية والتكامل مع القوات على الأرض، وحقق هدف الإمارات من التمرين في اختبار قدراتها الاستراتيجية للعمل خارج الدولة في مكافحة الإرهاب وقد تحقق ذلك من خلال قوة الاستعادة الخارجية. ومن الجانب الوطني فقد حققت مملكة البحرين الهدف من التمرين بتفعيل التوافق بين المؤسسات المعنية بإدارة الهدف الإرهابي على كافة المستويات «الاستراتيجية والعملياتية وكذلك التعبوية.
ويأتي هذا التعاون بين البلدين في التمرين استمراراً للتمارين المشتركة وضمن منظومة التعاون الخليجي المستمرة منذ سبعينات القرن الماضي، وضمن أواصر الأخوة والروابط التاريخية ووحدة المصير التي تربط الشعبين البحريني والإماراتي، ودول مجلس التعاون الخليجي، وتكلل هذا التعاون المتنامي عبر 5 عقود من الزمن بتوقيع مذكرة التفاهم في مجال مكافحة الإرهاب ختاما لأعمال التمرين.
وانبثقت فـكـرة التمريـن من ظاهرة الإرهاب التي أصبحت أحد أهم العقبات الدولية والتي تسعى مختلف دول العالم لتوحيد جهودها وإمكانياتها لمحاربتها، ومن هنا أدركت دول العالم أن التعاون الدولي لردع هذه الظاهرة هو الحل الأمثل، وعلى ضوء ذلك تضافرت جهود الدول في عدة مجالات لتعقب المنظمات الإرهابية ومنها تتبع طرق التمويل وتكثيف الجهود الاستخبارية والاستعداد القتالي لكبح جماح الإرهابيين بل والعمل من خلال إجراءات استباقية للقضاء عليها قبل تنفيذ مخططاتها التدميرية.
ومن هذا المنطلق اتخذت دول المنطقة عدة تدابير، منها توحيد وتكامل الخطط المعدة لمقاومة المنظمات الإرهابية واختبار هذه الخطط من خلال التمارين على كافة المستويات (الاستراتيجية/ العملياتية/ التعبوية) لصياغة خطة عملية محكمة تضمن تنفيذ الأعمال اللازمة للحد من الأعمال الإرهابية إلى أقل مستوى ممكن.
وتمثل الهدف الرئيس من إجـراء التمرين البحريني الإماراتي المشترك لمكافحة الإرهاب، بتقديمه نموذجاً متكاملاً يجمع ويحاكي واقع تحديات الإرهاب وتطبيق سياسات مكافحته وفقاً لأعلى المعايير بإدارة أزمة مكافحة الإرهاب وبالشراكة مع دول المنطقة في تعزيز الأمن المتبادل والارتقاء بمستوى الأداء والجاهزية.
ويعتبر التمرين البحريني الإماراتي المشترك لمكافحة الإرهاب (جلمود 3 - نوفمبر 2022م) إحدى حلقات التعاون والتنسيق العسكري والأمني بين البلدين وامتداداً طبيعياً لسلسلة التمارين المشتركة التي سبق إجراؤها وتعكس معدل الجاهزية والاستعداد على أرض الواقع.
كما يمثل التمرين اختباراً لقدرات الجهات والمؤسسات المعنية بإدارة أزمة مكافحة الإرهاب في مملكة البحريـن مـن خـلال العمل المشترك مع الأشقاء في دولة الإمارات العربيـة المتحدة وصولاً إلى صياغة اتفاقية ثنائية معتمدة بين البلديـن فـي هـذا المجال.
وبدأ العمل على التمرين بداية من التخطيط والتنسيق لتنفيذ عمل مشترك (استعادة خارجية) بمشاركة الأشقاء والأصدقاء واختبار وتقييـم الإجـراءات بين جميع المؤسسات والجهات المعنية بعمليات مكافحة الإرهاب وصولاً إلى صياغة خطـة معتمدة بين البلدين.
واستطاع جلمود 3 أن يعمل على تعزيز علاقات التعـاون العسكري بين الجانبين (البحريني / الإماراتي) وذلـك مـن خـلال تنفيذ التمارين المشتركة لكافة المؤسسات والجهـات الوطنيـة التـي تعنـي بـإدارة أزمة مكافحة الإرهاب. وكذلك تبادل الخبرات بين الجانبيـن فـي مجـالات (التخطيط - الإدارة - السيطرة - المتابعـة - التنفيذ) خلال مراحـل التدريب المختلفة. والتعـاون والتنسيـق فـي تنفيذ التدريبـات المشتركـة لعمليـات مقاومـة الإرهـاب وإدارة العمليات المرتبطة بها لتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات والخبرات المتوفرة لدى الطرفيـن، ووضع الأسس التي تحكـم العلاقة بين الطرفين ليتسنى لهمـا القيام بواجباتهمـا طبقاً لمجـالات التعـاون المتفق عليـه.
كما حقق التمرين الهدف منه بتوفير التدريب وتقييـم الإجـراءات الدبلوماسية والمشاركة الاستخبارية الخاصـة بدعـم عمليـة الاستعادة الخارجيـة، وتقييم فعالية أنظمة الاتصـالات الإستراتيجية والعملياتية والتعبوية والتدريب على النواحي اللوجستية لقـوة الواجب الوطنيـة لمقاومـة الإرهاب (الجانب الإماراتي). وتوحيد أساليب الوحدات المختصة بمكافحة الإرهـاب في مملكة البحرين بشكل يضمن قدرتها على العمـل المشترك بشكل احترافي متقـن، واختبار عناصر ووحدات مكافحة الإرهاب المختلفة وتقييم مستوياتهم تمهيداً لمعالجتها مستقبلاً، وأيضا تعزيز التعـاون القانونـي بيـن المستشارين القانونييـن (البحريني/ الإماراتي).