سلطت فعالية متخصصة في جامعة البحرين الضوء على التطورات الإيجابية للتعديلات القانونية المتعلقة بندب الخبراء في المحاكم، التي من أهمها: إعطاء الحق للخصوم في ندب الخبير بشكل مباشر، وإرفاق الأوراق الثبوتية في الدعاوى مشفوعة بتقريره.وأشارت الفعالية - التي نظمها قسم القانون الخاص في الكلية - إلى فوائد إيجابية عدة للتعديلات المتصلة بالخبرة القضائية، من أهمها: تسريع آليات التقاضي، وإتاحة الفرصة للخصوم لاختيار الخبير، سواء داخل البحرين أم خارجها.ووسمت الندوة - التي حضرها عميد كلية الحقوق بالجامعة الدكتور صلاح محمد أحمد، ورئيسة قسم القانون الخاص الدكتورة وفاء يعقوب جناحي، وجمع من الأساتذة والطلبة – بعنوان: المستجد في الخبرة القضائية بين النص والتطبيق.ورصدت الفعالية - التي أدارها عضو هيئة التدريس في كلية الحقوق الدكتور الهيثم عمر سليم - المستجدات والتطورات في التشريعات المتعلقة بالخبير الذي يستعين به القضاة لتوضيح المسائل الفنية.وقدم د. سليم استعراضاً بشأن الخبرة القضائية، مشيراً إلى أنها الرأي الفني اللازم لإثبات مسألة تحتاج إلى معرفة فنية أو علمية متخصصة، مستعرضاً طبيعة الخبرة وأهميتها وحجيتها، والتطور التاريخي للخبرة القضائية في البحرين، وصولاً إلى تعديلات الخبرة القضائية في العام 2021م، التي أحدثت أثراً ملموساً على إجراءات التقاضي.وتحدث القاضي في المحكمة المدنية الكبرى راشد خالد الكعبي، عن التطورات المتصلة بالخبرة القضائية، موضحاً بأن الخبرة - وفقاً للتعديلات - أصبحت حقاً للخصوم بشكل مباشر وتلقائي، فمن حق صاحب الدعوى أن يستعين بالخبير، ويُضمِّن تقريره الأوراق الثبوتية حال رفع الدعوى، وكذلك من حق المدعى عليه الاستعانة بالخبير في تقديم دفوعه، من دون انتظار أن تندب المحكمة خبيراً بحسب تقديراتها، وذلك بشرط مراعاة جدول المواعيد.وأشار الكعبي إلى أن القانون في السابق كان يُلجئ الأطراف إلى جدول الخبراء المعنيين، بينما صار الآن من حقهم اللجوء لأي خبير، على أن تلتزم المحكمة بتمكينه عن طريق تقديم طلب إلكتروني، بواسطة بوابة الحكومة الإلكترونية.ومن ناحيته، استعرض خبير التزوير والتزييف في إدارة الأدلة الجنائية وليد عبداللطيف سليس، تجربته بوصفه أحد الخبراء في مجاله الذين تستعين بهم المحكمة في الكثير من الحالات، مثل: إنكار التوقيع، أو الختم، وما شابه ذلك.ولفت سليس إلى أن الخبير يتم تأهيله بعناية من خلال الحرص على إشراكه في العديد من الدورات التخصصية، التي تساعده على جمع الأدلة وتحليلها، مشيراً إلى حساسية مهنة خبير التزوير، فلا يوجد خبراء في هذا المجال خارج المنظومة الأمنية.