تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة الاحتفال الذي أقيم هذا اليوم بمركز عيسى الثقافي لتقديم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة ( 2021 -2022 ) والتي فاز بها طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال الصديقة.
فلدى وصول جلالة العاهل المعظم، كان في الاستقبال، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية.
وفي بداية الاحتفال، عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم تشرف طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت الفائز بالجائزة، وأعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية وأعضاء لجنة التحكيم بالسلام على جلالة الملك المعظم حفظه الله.
وبعد تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، بإلقاء الكلمة السامية التالية، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
فإنه ليطيب لنا أن نلتقي بكم في ختام أعمال الدورة الخامسة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، التي حرصنا على تخصيصها لتكريم السيرة العطرة لصاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، ولتجسد بأهدافها النبيلة نهج قيادته الحكيمة والمتفانية في حمل لواء الخير والسلام بإسم البحرين، وهو من عمل طيلة حياته، على الخطى المباركة لحكام البحرين الكرام، فسجل له تاريخ بلادنا المعاصر أنصع فصول نهضته التنموية والتاريخية.
وتؤكد التجربة العملية لهذه المبادرة العالمية التي تحتضنها مملكة البحرين، بأن خدمة الإنسانية هي ملاذنا الآمن نحو وحدة البشرية واستقرارها . . ومن عمق جوهرها المتسامي تنصهر الفوارق، وتتاح الفرص العادلة، وتخفف الآلام وتهون المصاعب. وما الجهود الاستثنائية لطبيب العيون، الدكتور سندوك رويت، الموقر، من دولة النيبال الصديقة، إلا أحد الأمثلة الحية والمشرقة لدور النوايا الصادقة في تحقيق الرخاء والسلام الإنساني. ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة، أن نبارك له فوزه المستحق نظير أعماله القيمة والمؤثرة التي جعلته الأحق والأجدر بهذا التكريم.
ولا يفوتنا ونحن نحتفي بجهود الفائز الكريم بالجائزة في نسختها الخامسة، أن نعرب عن تقديرنا الكبير للمؤسسات والأفراد المتقدمين لها، وتمنياتنا لمساعيهم الخيرة بالتوفيق والسداد. كما نتوجه ببالغ امتناننا وشكرنا لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم وأمانتها العامة، على جهودهم الواضحة في تجسيد الرسائل النبيلة للجائزة، بتكريم وتقدير "صناع الخير" من أصحاب الأيدي البيضاء، لتكون هذه المبادرة مرجعا ملهما باحتضانها لكل مسعى مخلص يعتني بالأخوة الإنسانية ويرتقي بها
سائلين الله تعالى، لمثل هذه الجهود الكريمة، العون والبركة الدائمة، وداعين بالرحمة الواسعة، لراعي منجزاتنا الإنسانية والحضارية، والد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، يرحمه الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،
الحضور الكرام ،،،
بعظيم التقدير والامتنان، أرفع لجلالتكم حفظكم الله ورعاكم، أسمى آيات الشكر والعرفان على رعاية جلالتكم الكريمة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة 2021 -2022 م ، هذه الجائزة التي تخلد ذكرى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وتجسد ما اتصف به من تواضع وعطف إنساني في ظل ما آمن به وعمل من أجله طيلة حياته ، ولتكون الجائزة جسرا إنسانيا مهما بين مملكة البحرين والعالم، وتجسيدا حقيقيا لتاريخها الثري وحاضرها الغني بالتنوع والتعايش الإنساني، ونموذجا مضيئا لنهجها الحضاري في تفاعلها الخير مع دول العالم وشعوبه.
ولقد جاءت مبرتكم يا صاحب الجلالة بإنشاء هذه الجائزة التي تحمل اسم الراحل الكبير، والتي نحتفل اليوم بانتهاء أعمال دورتها الخامسة وبتفضل جلالتكم بمنحها للفائز بها، تكريما لمن يتفوق في خدمة الإنسانية في المجالات التي أنشئت من أجلها الجائزة.
صاحب الجلالة
الحضور الكرام ،،
إن طيب الذكر لابد له من أن يتزامن مع طيب الأثر ، فلقد تشرفت بالقرب من والعمل مع صاحب القلب الكبير الأمير الإنسان الذي شغله حب عمل الخير والتواصل مع الآخرين ، وجمع القلوب من حوله وأجمعت على محبته ، حيث كان رحمه الله مثالا للقائد الإنسان بشمائله وخصاله وأخلاقه الرفيعة التي أرست علاقة وطيدة وفريدة بينه وبين شعبه الذي كان رخاؤه وازدهاره غاية جهده ، ومنتهى مقصده بناء دولة حديثة وكان له من الله التوفيق، وإن تشريف جلالتكم لي بترؤس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، والعمل على استكشاف الأعمال الجليلة وتكريم القائمين عليها ، يأتي تحقيقا لتلك الرؤى النبيلة الخيرة التي آمن بها وسعى من أجلها لتكون واقعا ملموسا في حياته، وها أنتم يا صاحب الجلالة على نفس النهج تسيرون بتلك المـثل وفي كل المجالات، تأكيدا لنهج جلالتكم في إرساء التسامح والتعايش الإنساني والعمل المشترك لكل ما ينفع البشرية، وهي القيم التي تفخر بها مملكة البحرين.
وإنه لمن دواعي سعادتنا واعتزازنا كمجلس أمناء ما تحققه الجائزة من مكانة على الساحة العالمية وذلك من خلال ما نلمسه من إقبال شديد وما استقبلناه من أعمال إنسانية بلغت 139 عملا من أفراد ومؤسسات تقدموا لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ، وهو ما يؤكد صداها العالمي ومكانتها العالية ودورها الإنساني النبيل، مما دفع مجلس الأمناء ولجنة التحكيم إلى عدم ادخار أي جهد منذ الدورة الرابعة ، لإنجاز المهمة على الوجه الأمثل، والعمل أيضا على تطوير أدوات البحث والاستكشاف في الدورة القادمة للجائزة للتعرف على المزيد ممن يستحقون الدعم والتكريم، والاستفادة من جهود الفائزين في الدورات السابقة لمزيد من التعريف بالجائزة في منتديات ومحافل الإشعاع والتنوير العالمية.
صاحب الجلالة ،،
الحضور الكرام ،،
في ظل رعاية ومتابعة مستمرة من جلالتكم ، واستنادا إلى المرسوم الملكي المؤسس للجائزة والمعايير التي تحكمها ، وابتغاء تحقيق أهدافها الخيرة، وبناء على ما توصلت إليه لجنة التحكيم ، جاء فوز الدكتور سندوك رويت بعد أكثر من عامين من البحث والاستطلاع والعديد من الجهود الميدانية والشفافية المهنية في الاختيار، بما يعكس توفر شروط الاستحقاق بالفائز كي يحمل اسم الجائزة بدورتها الخامسة، فطبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، برع في مجال اختصاصه ، وتنوع عطائه الخيري في بلاده وفي العديد من الدول ، وتمكن بكفاءته العالية من ابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، وقام من منطلق إحساسه وشعوره بالفقراء والمحتاجين بتصنيع وإنتاج العدسات رخيصة الثمن، واستطاع وبإنسانية عالية علاج آلاف المرضى من المصابين بالعمى دون مقابل، وهي أعمال إنسانية رفيعة جديرة بالاقتداء في جميع مجالات العطاء، فكان قرار مجلس الأمناء بفوزه بالجائزة، وها هو اليوم يتشرف بتفضل جلالتكم حفظكم الله ورعاكم بمنحها له، ونهنئه جميعا، متمنين له كل التوفيق في مواصلة العطاء.
وفي الختام ، أود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ولجنة التحكيم والأمانة العامة للجائزة وكل من ساهم وتعاون في إنجاح هذه الدورة وتحقيق مقاصد وأهداف هذه الجائزة الإنسانية التي نفخر بإنشائها ونعتز باستمرارها تخليدا ووفاء لذكرى والد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك، شاهد جلالة الملك المعظم والحضور فيلما وثائقيا تناول سيرة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
ثم ألقى الدكتور فرحان نظامي عضو لجنة التحكيم لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة كلمة هذا نصها :
حضرة صاحب الجلالة المعظم، أصحاب السمو الملكي، أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
إنه من دواعي الفخر والسرور أن يطلب مني أن أتحدث في هذا الاحتفال نيابة عن هيئة المحكمين الدولية لجائزة عيسى الدولية لخدمة الإنسانية. إننا ممتنون لجلالتكم على رعايتكم الكريمة لهذا الاحتفال، ومقدرون للوسائل العديدة التي دعمتم بها هذه الجائزة. إن ممثلكم الخاص، وسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وأمناء الجائزة، والأمين العام قد قاموا جميعا بدور كبير في تسهيل هذه المهمة. إننا ممتنون للغاية لكل المساعدة التي حصلنا عليها في عملنا.
لقد شهد عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ظهور البحرين بصفتها دولة مستقلة حديثة. وعلى مر تلك السنوات الطويلة، حافظ المغفور له على التزام البحرين بالاستقرار والرفاهية، كما قدم الدعم الشخصي والحكومي لبناء القدرات البشرية، وخاصة في مجال التعليم. وقد سار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على ذات النهج النبيل، ودفع بهذه المسيرة إلى الأمام. وهذه الجائزة تحديدا تمثل تذكيرا مهما، وعلامة كبيرة على استمرار نهج المغفور له في الاهتمام بالإمكانيات البشرية للخير والرحمة.
إننا كثيرا ما ننسى، ونغفل عن هذه الإمكانيات، فصخب المنافسة بين الأفراد والمؤسسات والشركات يشغل الجزء الأكبر من أذهاننا، ولكن القدرة على الرحمة تظل دائما في عقلنا الباطن، فهي متضمنة في عدد لا نهائي من الأفعال الصغيرة التي تعكس الاهتمام بحاجات الغير، ومشاركتهم في مصاعبهم، ويتم إحياؤها من خلال الجهود التي نبذلها لتقديم الرعاية التي قد تكون بوسعنا في أي لحظة.
إن هذه الجائزة تذكرنا بطبيعتنا الخيرة، وفي هذا اليوم تحديدا، ونحن نحتفل بالدكتور سندوك رويت، فإننا نحتفل بحياته التي كرسها صاحبها بالكامل لهذه الطبيعة الخيرة، بحيث ألهم الكثيرين، إن عمل دكتور رويت قد مكن كثيرين غيره من تكريس وقتهم ومواهبهم وطاقاتهم للعناية بالآخرين، وحولت النوايا الطيبة الفردية إلى خدمة مؤسساتية، إلى كيان مؤسسي.. ليس هذا فقط، بل إن هذه المؤسسة بتقنياتها الطبية والإدارية قد أصبحت ظاهرة عالمية عابرة للأمم.
إن الدفع نحو تخفيف المعاناة والإعاقة لا يفقد قوته مع توزيعه على الأشخاص والأماكن، بل يزداد قوة بذلك.. وقد كان للدكتور رويت ومؤسسته التي أقامها أثر تعليمي هائل.. وتقديرا لهذا الجهد الفردي في خدمة الإنسانية، فإننا نكرم أيضا المؤسسة ككل – الأموال التي تم جمعها لإنشاء البنية التحتية اللازمة، والتقنيات التي تم ابتكارها وتنفيذها وتطويرها، والفرق المدربة على المهارات اللازمة التي تعمل بنفس الروح لخدمة الإنسانية.
من الصعب التفكير في صورة أفضل لتعكس تأثير الدكتور رويت التعليمي، من منح البصر إلى من كانوا يفقدونه. إننا نرى في هذه الجائزة تخليدا لمسيرة عمر كامل خصصه د. رويت للعلاج الفعال لحالات (إعتام عدسة العين) في حالات لم يكن من الممكن الحصول على هذا العلاج، د. رويت إن إنجازاتك ملهمة بالفعل.
حضرة صاحب الجلالة، إننا جميعا ممتنون للغاية لرعايتكم الكريمة لهذا الاحتفال لتكريم رجل اختار نكران الذات من أجل خدمة الإنسانية. إن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي علامة واضحة، في الفضاء العام، للتذكير بالمثل العليا والقيم النبيلة التي عززها والدكم الراحل باستمرار، والتي قمتم جلالتكم بتبنيها بوفاء كامل.
شكرا لكم.
بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي خاص بمنجزات الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال، الذي تناول أعماله الإنسانية وانجازاته في مجال عمله.
بعدها تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، بتقديم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية إلى طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال الفائز بالجائزة.
ثم ألقى طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال الصديقة الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة كلمة جاء فيها:
صاحب الجلالة، أصحاب السمو والسعادة، السيدات والسادة، أحييكم جميعا.. أحمل لكم تحياتي الحارة والكثير من الحب من شعب نيبال الذين تأثروا بكرم جلالتكم ومملكة البحرين لهذه الجائزة المرموقة.. لقد تأثرنا بكرم الضيافة.
إنني على ثقة تامة بأن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تمثل القيمة الحقيقية لهذا البلد العظيم وشعبه. حيث الحياد والشمولية والمحاولة الجادة لإيجاد عمل إنساني يغير قواعد اللعبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية.
شغفي الدائم بخدمة الإنسانية من خلال علاج ضعف الإبصار الذي لا داعي له بغض النظر عن إمكانية الوصول والقدرة على تحمل تكاليف المرضى مما يساعد على الحد بشكل كبير من الفقر. أشعر الآن أننا تمكنا من لمس قلوب وأرواح الملايين على مستوى العالم من خلال عملنا.
صاحب الجلالة، أصحاب السمو والسعادة..
أشكركم على هذه الجائزة المرموقة نيابة عن ملايين المرضى وعائلاتهم وفريقي وجميع الشعب النيبالي على حسن النية وأطيب التمنيات لهذا التجمع المتميز.. ستزيد هذه الجائزة من مصداقية معهد Tilganga و TKRF تيج كولي و رويث فاوديشن و HCP مشروع هملايا لعلاج أعتام عدسة العين لتوسيع نطاق عملهم على مستوى العالم.
لقد تعهدت أنا وتيج بإجراء نصف مليون عملية جراحية أو أكثر في السنوات الخمس المقبلة خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الجراحة وتحملها.
أنا متأكد من أن هذه الجائزة ستلهم العمل الإنساني الجاد الذي يتم القيام به في أجزاء مختلفة من العالم بغض النظر عن ترابطها السياسي والاجتماعي والجغرافي والاقتصادي.
أود أنا وزوجتي وعائلتي أن أشكركم جميعا على وجودكم هنا وجعله يوما مميزا جدا لي ولعائلتي.
شكرا لكم.
وفي ختام الاحتفال، عزف السلام الملكي، ثم غادر حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مودعا بما استقبل به من حفاوة وترحيب.
فلدى وصول جلالة العاهل المعظم، كان في الاستقبال، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية.
وفي بداية الاحتفال، عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي، ثم تشرف طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت الفائز بالجائزة، وأعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية وأعضاء لجنة التحكيم بالسلام على جلالة الملك المعظم حفظه الله.
وبعد تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، بإلقاء الكلمة السامية التالية، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
فإنه ليطيب لنا أن نلتقي بكم في ختام أعمال الدورة الخامسة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، التي حرصنا على تخصيصها لتكريم السيرة العطرة لصاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، ولتجسد بأهدافها النبيلة نهج قيادته الحكيمة والمتفانية في حمل لواء الخير والسلام بإسم البحرين، وهو من عمل طيلة حياته، على الخطى المباركة لحكام البحرين الكرام، فسجل له تاريخ بلادنا المعاصر أنصع فصول نهضته التنموية والتاريخية.
وتؤكد التجربة العملية لهذه المبادرة العالمية التي تحتضنها مملكة البحرين، بأن خدمة الإنسانية هي ملاذنا الآمن نحو وحدة البشرية واستقرارها . . ومن عمق جوهرها المتسامي تنصهر الفوارق، وتتاح الفرص العادلة، وتخفف الآلام وتهون المصاعب. وما الجهود الاستثنائية لطبيب العيون، الدكتور سندوك رويت، الموقر، من دولة النيبال الصديقة، إلا أحد الأمثلة الحية والمشرقة لدور النوايا الصادقة في تحقيق الرخاء والسلام الإنساني. ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة، أن نبارك له فوزه المستحق نظير أعماله القيمة والمؤثرة التي جعلته الأحق والأجدر بهذا التكريم.
ولا يفوتنا ونحن نحتفي بجهود الفائز الكريم بالجائزة في نسختها الخامسة، أن نعرب عن تقديرنا الكبير للمؤسسات والأفراد المتقدمين لها، وتمنياتنا لمساعيهم الخيرة بالتوفيق والسداد. كما نتوجه ببالغ امتناننا وشكرنا لرئيس وأعضاء مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم وأمانتها العامة، على جهودهم الواضحة في تجسيد الرسائل النبيلة للجائزة، بتكريم وتقدير "صناع الخير" من أصحاب الأيدي البيضاء، لتكون هذه المبادرة مرجعا ملهما باحتضانها لكل مسعى مخلص يعتني بالأخوة الإنسانية ويرتقي بها
سائلين الله تعالى، لمثل هذه الجهود الكريمة، العون والبركة الدائمة، وداعين بالرحمة الواسعة، لراعي منجزاتنا الإنسانية والحضارية، والد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، يرحمه الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما ألقى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،،
الحضور الكرام ،،،
بعظيم التقدير والامتنان، أرفع لجلالتكم حفظكم الله ورعاكم، أسمى آيات الشكر والعرفان على رعاية جلالتكم الكريمة لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة 2021 -2022 م ، هذه الجائزة التي تخلد ذكرى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وتجسد ما اتصف به من تواضع وعطف إنساني في ظل ما آمن به وعمل من أجله طيلة حياته ، ولتكون الجائزة جسرا إنسانيا مهما بين مملكة البحرين والعالم، وتجسيدا حقيقيا لتاريخها الثري وحاضرها الغني بالتنوع والتعايش الإنساني، ونموذجا مضيئا لنهجها الحضاري في تفاعلها الخير مع دول العالم وشعوبه.
ولقد جاءت مبرتكم يا صاحب الجلالة بإنشاء هذه الجائزة التي تحمل اسم الراحل الكبير، والتي نحتفل اليوم بانتهاء أعمال دورتها الخامسة وبتفضل جلالتكم بمنحها للفائز بها، تكريما لمن يتفوق في خدمة الإنسانية في المجالات التي أنشئت من أجلها الجائزة.
صاحب الجلالة
الحضور الكرام ،،
إن طيب الذكر لابد له من أن يتزامن مع طيب الأثر ، فلقد تشرفت بالقرب من والعمل مع صاحب القلب الكبير الأمير الإنسان الذي شغله حب عمل الخير والتواصل مع الآخرين ، وجمع القلوب من حوله وأجمعت على محبته ، حيث كان رحمه الله مثالا للقائد الإنسان بشمائله وخصاله وأخلاقه الرفيعة التي أرست علاقة وطيدة وفريدة بينه وبين شعبه الذي كان رخاؤه وازدهاره غاية جهده ، ومنتهى مقصده بناء دولة حديثة وكان له من الله التوفيق، وإن تشريف جلالتكم لي بترؤس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، والعمل على استكشاف الأعمال الجليلة وتكريم القائمين عليها ، يأتي تحقيقا لتلك الرؤى النبيلة الخيرة التي آمن بها وسعى من أجلها لتكون واقعا ملموسا في حياته، وها أنتم يا صاحب الجلالة على نفس النهج تسيرون بتلك المـثل وفي كل المجالات، تأكيدا لنهج جلالتكم في إرساء التسامح والتعايش الإنساني والعمل المشترك لكل ما ينفع البشرية، وهي القيم التي تفخر بها مملكة البحرين.
وإنه لمن دواعي سعادتنا واعتزازنا كمجلس أمناء ما تحققه الجائزة من مكانة على الساحة العالمية وذلك من خلال ما نلمسه من إقبال شديد وما استقبلناه من أعمال إنسانية بلغت 139 عملا من أفراد ومؤسسات تقدموا لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ، وهو ما يؤكد صداها العالمي ومكانتها العالية ودورها الإنساني النبيل، مما دفع مجلس الأمناء ولجنة التحكيم إلى عدم ادخار أي جهد منذ الدورة الرابعة ، لإنجاز المهمة على الوجه الأمثل، والعمل أيضا على تطوير أدوات البحث والاستكشاف في الدورة القادمة للجائزة للتعرف على المزيد ممن يستحقون الدعم والتكريم، والاستفادة من جهود الفائزين في الدورات السابقة لمزيد من التعريف بالجائزة في منتديات ومحافل الإشعاع والتنوير العالمية.
صاحب الجلالة ،،
الحضور الكرام ،،
في ظل رعاية ومتابعة مستمرة من جلالتكم ، واستنادا إلى المرسوم الملكي المؤسس للجائزة والمعايير التي تحكمها ، وابتغاء تحقيق أهدافها الخيرة، وبناء على ما توصلت إليه لجنة التحكيم ، جاء فوز الدكتور سندوك رويت بعد أكثر من عامين من البحث والاستطلاع والعديد من الجهود الميدانية والشفافية المهنية في الاختيار، بما يعكس توفر شروط الاستحقاق بالفائز كي يحمل اسم الجائزة بدورتها الخامسة، فطبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، برع في مجال اختصاصه ، وتنوع عطائه الخيري في بلاده وفي العديد من الدول ، وتمكن بكفاءته العالية من ابتكار طريقة جديدة لعلاج مرض عتامة العيون، وقام من منطلق إحساسه وشعوره بالفقراء والمحتاجين بتصنيع وإنتاج العدسات رخيصة الثمن، واستطاع وبإنسانية عالية علاج آلاف المرضى من المصابين بالعمى دون مقابل، وهي أعمال إنسانية رفيعة جديرة بالاقتداء في جميع مجالات العطاء، فكان قرار مجلس الأمناء بفوزه بالجائزة، وها هو اليوم يتشرف بتفضل جلالتكم حفظكم الله ورعاكم بمنحها له، ونهنئه جميعا، متمنين له كل التوفيق في مواصلة العطاء.
وفي الختام ، أود أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لأصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ولجنة التحكيم والأمانة العامة للجائزة وكل من ساهم وتعاون في إنجاح هذه الدورة وتحقيق مقاصد وأهداف هذه الجائزة الإنسانية التي نفخر بإنشائها ونعتز باستمرارها تخليدا ووفاء لذكرى والد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك، شاهد جلالة الملك المعظم والحضور فيلما وثائقيا تناول سيرة صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
ثم ألقى الدكتور فرحان نظامي عضو لجنة التحكيم لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة كلمة هذا نصها :
حضرة صاحب الجلالة المعظم، أصحاب السمو الملكي، أصحاب السعادة، السيدات والسادة:
إنه من دواعي الفخر والسرور أن يطلب مني أن أتحدث في هذا الاحتفال نيابة عن هيئة المحكمين الدولية لجائزة عيسى الدولية لخدمة الإنسانية. إننا ممتنون لجلالتكم على رعايتكم الكريمة لهذا الاحتفال، ومقدرون للوسائل العديدة التي دعمتم بها هذه الجائزة. إن ممثلكم الخاص، وسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وأمناء الجائزة، والأمين العام قد قاموا جميعا بدور كبير في تسهيل هذه المهمة. إننا ممتنون للغاية لكل المساعدة التي حصلنا عليها في عملنا.
لقد شهد عهد صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ظهور البحرين بصفتها دولة مستقلة حديثة. وعلى مر تلك السنوات الطويلة، حافظ المغفور له على التزام البحرين بالاستقرار والرفاهية، كما قدم الدعم الشخصي والحكومي لبناء القدرات البشرية، وخاصة في مجال التعليم. وقد سار جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على ذات النهج النبيل، ودفع بهذه المسيرة إلى الأمام. وهذه الجائزة تحديدا تمثل تذكيرا مهما، وعلامة كبيرة على استمرار نهج المغفور له في الاهتمام بالإمكانيات البشرية للخير والرحمة.
إننا كثيرا ما ننسى، ونغفل عن هذه الإمكانيات، فصخب المنافسة بين الأفراد والمؤسسات والشركات يشغل الجزء الأكبر من أذهاننا، ولكن القدرة على الرحمة تظل دائما في عقلنا الباطن، فهي متضمنة في عدد لا نهائي من الأفعال الصغيرة التي تعكس الاهتمام بحاجات الغير، ومشاركتهم في مصاعبهم، ويتم إحياؤها من خلال الجهود التي نبذلها لتقديم الرعاية التي قد تكون بوسعنا في أي لحظة.
إن هذه الجائزة تذكرنا بطبيعتنا الخيرة، وفي هذا اليوم تحديدا، ونحن نحتفل بالدكتور سندوك رويت، فإننا نحتفل بحياته التي كرسها صاحبها بالكامل لهذه الطبيعة الخيرة، بحيث ألهم الكثيرين، إن عمل دكتور رويت قد مكن كثيرين غيره من تكريس وقتهم ومواهبهم وطاقاتهم للعناية بالآخرين، وحولت النوايا الطيبة الفردية إلى خدمة مؤسساتية، إلى كيان مؤسسي.. ليس هذا فقط، بل إن هذه المؤسسة بتقنياتها الطبية والإدارية قد أصبحت ظاهرة عالمية عابرة للأمم.
إن الدفع نحو تخفيف المعاناة والإعاقة لا يفقد قوته مع توزيعه على الأشخاص والأماكن، بل يزداد قوة بذلك.. وقد كان للدكتور رويت ومؤسسته التي أقامها أثر تعليمي هائل.. وتقديرا لهذا الجهد الفردي في خدمة الإنسانية، فإننا نكرم أيضا المؤسسة ككل – الأموال التي تم جمعها لإنشاء البنية التحتية اللازمة، والتقنيات التي تم ابتكارها وتنفيذها وتطويرها، والفرق المدربة على المهارات اللازمة التي تعمل بنفس الروح لخدمة الإنسانية.
من الصعب التفكير في صورة أفضل لتعكس تأثير الدكتور رويت التعليمي، من منح البصر إلى من كانوا يفقدونه. إننا نرى في هذه الجائزة تخليدا لمسيرة عمر كامل خصصه د. رويت للعلاج الفعال لحالات (إعتام عدسة العين) في حالات لم يكن من الممكن الحصول على هذا العلاج، د. رويت إن إنجازاتك ملهمة بالفعل.
حضرة صاحب الجلالة، إننا جميعا ممتنون للغاية لرعايتكم الكريمة لهذا الاحتفال لتكريم رجل اختار نكران الذات من أجل خدمة الإنسانية. إن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي علامة واضحة، في الفضاء العام، للتذكير بالمثل العليا والقيم النبيلة التي عززها والدكم الراحل باستمرار، والتي قمتم جلالتكم بتبنيها بوفاء كامل.
شكرا لكم.
بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي خاص بمنجزات الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال، الذي تناول أعماله الإنسانية وانجازاته في مجال عمله.
بعدها تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم، بتقديم جائزة عيسى لخدمة الإنسانية إلى طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال الفائز بالجائزة.
ثم ألقى طبيب العيون الدكتور ساندوك رويت من جمهورية النيبال الصديقة الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة كلمة جاء فيها:
صاحب الجلالة، أصحاب السمو والسعادة، السيدات والسادة، أحييكم جميعا.. أحمل لكم تحياتي الحارة والكثير من الحب من شعب نيبال الذين تأثروا بكرم جلالتكم ومملكة البحرين لهذه الجائزة المرموقة.. لقد تأثرنا بكرم الضيافة.
إنني على ثقة تامة بأن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تمثل القيمة الحقيقية لهذا البلد العظيم وشعبه. حيث الحياد والشمولية والمحاولة الجادة لإيجاد عمل إنساني يغير قواعد اللعبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية.
شغفي الدائم بخدمة الإنسانية من خلال علاج ضعف الإبصار الذي لا داعي له بغض النظر عن إمكانية الوصول والقدرة على تحمل تكاليف المرضى مما يساعد على الحد بشكل كبير من الفقر. أشعر الآن أننا تمكنا من لمس قلوب وأرواح الملايين على مستوى العالم من خلال عملنا.
صاحب الجلالة، أصحاب السمو والسعادة..
أشكركم على هذه الجائزة المرموقة نيابة عن ملايين المرضى وعائلاتهم وفريقي وجميع الشعب النيبالي على حسن النية وأطيب التمنيات لهذا التجمع المتميز.. ستزيد هذه الجائزة من مصداقية معهد Tilganga و TKRF تيج كولي و رويث فاوديشن و HCP مشروع هملايا لعلاج أعتام عدسة العين لتوسيع نطاق عملهم على مستوى العالم.
لقد تعهدت أنا وتيج بإجراء نصف مليون عملية جراحية أو أكثر في السنوات الخمس المقبلة خاصة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الجراحة وتحملها.
أنا متأكد من أن هذه الجائزة ستلهم العمل الإنساني الجاد الذي يتم القيام به في أجزاء مختلفة من العالم بغض النظر عن ترابطها السياسي والاجتماعي والجغرافي والاقتصادي.
أود أنا وزوجتي وعائلتي أن أشكركم جميعا على وجودكم هنا وجعله يوما مميزا جدا لي ولعائلتي.
شكرا لكم.
وفي ختام الاحتفال، عزف السلام الملكي، ثم غادر حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مودعا بما استقبل به من حفاوة وترحيب.