تشارك مملكة البحرين شقيقتها دولة الكويت احتفالاتها بالذكرى الثانية والستين للعيد الوطني ويوم التحرير الثاني والثلاثين يومي 25 و26 من شهر فبراير، والتي تحظى بمظاهر احتفالية واسعة، رسمياً وشعبياً كونها تجسد عمق ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات أخوية راسخة حمل صفحاتها التاريخ لتبقى حاضرة وماثلة بثبات وقوة.

وتأتي هذه المناسبة الوطنية الغالية للدولة الشقيقة، لتؤكد على ما توليه مملكة البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أيده الله، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من اعتزاز دائم بدولة الكويت، من خلال مشاركتها احتفالاتها بأعيادها الوطنية المجيدة، في ضوء أواصر الأخوة التاريخية والتعاون التكامل في شتى المجالات.

كما أنها تأتي في ظل إنجازات تنموية وحضارية مستدامة، تشهدها دولة الكويت الشقيقة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بدعم من صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد، ودور فعال يتواصل نحو تعزيز العمل الخليجي والعربي المشترك، ودعم التضامن الإسلامي، وترسيخ الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.

إن ما يجمع مملكة البحرين بشقيقتها دولة الكويت من قواسم مشتركة وإنجازات رائدة في قطاعات شتى تعكس ما تتسم به هذه العلاقات من خصوصية متميزة تزداد رسوخا بدعم من قيادتي البلدين الشقيقين وتقدمها كأنموذج في التكامل في مختلف المجالات وحرصهما المشترك نحو استدامة التنمية والتقدم والازدهار، لما فيه خير ونماء وازدهار المنطقة وإرساء قيم التسامح والمحبة بين الشعوب والثقافات والحضارات.

كما أن ما تحمله هذه العلاقات من تاريخ وإرث حضاري مشترك وآفاق رحبة للتعاون الأخوي، حرص كل من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وأخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة حفظهما الله، وبجهود ودعم متواصل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، على تنميتها ورعايتها، يترجم الارتباط الحضاري والتاريخي بينهما و الذي يعتبر من الثوابت الراسخة لهذه العلاقات.

وزادت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين قوة ورسوخا، بفضل حرص قيادتهما على توثيق عرى التعاون المشترك من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين والتي أسهمت كذلك في مد جسور المحبة والتعاون نحو آفاق أرحب في العلاقات الثنائية إلى جانب اللقاءات الأخوية المتواصلة على هامش المشاركات في المحافل والقمم والمؤتمرات الإقليمية والدولية، والتي تعمق بشكل أكبر الارتباط الدبلوماسي بين البلدين الذي يعود إلى سبعينيات القرن الماضي عندما عينت دولة الكويت عام 1971م أول سفير لها لدى مملكة البحرين.

ومن هذا المنطلق التاريخي للعلاقات البحرينية الكويتية وتأكيداً لالتزامهما بالنظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والمواثيق الإقليمية والدولية، وإدراكاً للمتغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم وأهمية التشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، جاء إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين مملكة البحرين ودولة الكويت عام 2002، برئاسة وزيري الخارجية في كلا البلدين، والتي نتج عنها توقيع البلدان عشرات الاتفاقيات وبرامج العمل التنفيذية ومذكرات التفاهم والتعاون المشترك في مختلف المجالات لاسيما الاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والتعليمية والإعلامية والثقافية والسياحية .

وفي عام 2019م، أبرمت غرفة تجارة وصناعة البحرين ونظيرتها غرفة تجارة وصناعة الكويت، مذكرة تفاهم مشترك لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتطوير ميادين العمل المشتركة بما يخدم ويوسع آفاق العلاقات التجارية وتنشيط فرص الاستثمار وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين أصحاب الأعمال والمؤسسات والشركات البحرينية والكويتية، ضمن نطاق التشريعات والأنظمة المعمول بها في البلدين.

إن دولة الكويت في ظل قيادتها الحكيمة، ماضية في طريق التطور والحداثة ومزيد من الاستقرار والرخاء والرفاه، كما نجحت في إرساء سياسة تقوم على الدبلوماسية الهادئة المعتدلة، وأكدت من جديد على قوة تأثير النهج المتوازن القائم على احترام القانون وسيادة الدول والحفاظ على خصوصية العلاقات التي تجمعها بالأشقاء والأصدقاء والتمسك بالثوابت تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية المصيرية.