اختتمت ندوة "الوعي بالاضطرابات الجينية: التأقلم وطرق الوقاية"، التي نظمها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بالتعاون مع مستشفى الإرسالية الأمريكية، التي عُقدت بمستشفى الملك حمد – الإرسالية الأمريكية في عالي، أعمالها يوم الثلاثاء 23 مايو 2023م، بمشاركة مجموعةٍ من الخبراء والمختصين.
وخلال كلمةٍ افتتاحيةٍ في الندوة أكد الدكتور جورج شريان، رئيس الأطباء والرئيس التنفيذي لمستشفى الإرسالية الأمريكية على أهمية التعاون بين القطاع الطبي والمجتمع البحثي لتحديد أفضل السبل لتعزيز الصحة العامة، من خلال الاسترشاد بالتجارب العالمية المتقدمة وأفضل الممارسات المعتمدة.
وأشاد الدكتور شريان بالدور الريادي الذي يطلع به مركز "دراسات" في طرح القضايا التي تهم المجتمع وخصوصًا في المناحي الصحية لزيادة المساهمة في تبادل المعرفة وتوعية المجتمع، والتعامل مع التحديات كافة، وخصوصًا في مجال الاضطرابات الجينية، وإبراز دور الوقاية منها، ونوه إلى أن الإرث التاريخي لمستشفى الإرسالية الأمريكية الذي تم تأسيسه عام 1903م أي قبل 120 عامًا، يعكس حرصه على تعزيز المسؤولية الاجتماعية وتوسيع شراكاته لبناء على ما حققته مملكة البحرين من منجزاتٍ مبهرةٍ وريادةٍ في القطاع الصحي.
ومن جانبه أشار الدكتور حمد إبراهيم العبدالله، المدير التنفيذي لمركز "دراسات" في كلمةٍ افتتاحية إلى حرص المركز على تكامل جهوده مع القطاعات الصحية المختلفة للتعامل مع التحديات كافة، باعتباره بيتًا للخبرة في مجال الدراسات والبحوث والاستطلاعات.
وأعرب الدكتور العبدالله عن أمله بأن تُسهم هذه الندوة في تسليط الضوء على الموضوعات الحيوية التي تهم المجتمع وتخدم تقدمه وازدهاره، مؤكدًا على جهود مركز "دراسات" على فتح قنوات التعاون مع مختلف المؤسسات المحلية والدولية من خلال الفعاليات المشتركة وتيسير منصات الحوار واستضافة الخبراء المحليين والدوليين، علاوةً على توظيف البحث العلمي للتعامل مع مختلف القضايا.
وسلطت الندوة الضوء على الاضطرابات الجينية وسبل الوقاية منها والتخفيف من آثارها على الفرد والمجتمع خصوصًا متلازمات داون ومارفان وكلاينفلتر، كما وانقسمت أعمالها إلى ثلاث جلساتٍ رئيسة، سلطت الجلسة الأولى الضوء على تقديم وصفٍ لأبرز الاضطرابات الجينية المعروفة، أما الثانية فقد استعرضت التحديات التي تواجه الأفراد عندما يتعلق الأمر بالخصوبة والإنجاب، فيما أبرزت الجلسة الثالثة دور الرعاية الصحية النفسية عند التعامل مع المرضى المصابين بهذه المتلازمات وأحبائهم.
بالإضافة إلى ما تقدم فقد تم في الندوة الإعلان عن نتائج استطلاعٍ للرأي نفذه مركز "دراسات" حول الاضطرابات الجينية، خلصت نتائجه إلى إلمام نصف عيّنة الدراسة بأعراض متلازمة داون، وأن جزءًا يسيرًا منها تُدرك بعض أعراض المتلازمتين الأخريين مارفان وكلاينفلتر، كما أظهرت النتائج أن نحو 6 في المائة من العينة فقط تدرك بعضًا من أعراض متلازمة مارفن التي تشمل طول القامة المفرط وضعف البنية وطول أطراف الأصابع مع مشكلاتٍ في القلب والعينين، وأن 5 في المائة من العينة تدرك أعراض متلازمة كلاينفلتر – التي تشمل الضمور العضلي وهشاشة العظام والعقم.
وأظهر غالبية المشاركين في الاستطلاع معرفتهم بإمكانية تشخيص الإصابة بمتلازمة داون في فحوصات فترة الحمل. كما تم الإعلان في الندوة عن إصدار دراسةٍ جديدةٍ خاصةٍ بالمركز بعنوان "أهمية التوعية بالاضطرابات الجينية: دوان، ومارفان، وكلاينفلتر أنموذجًا"، للباحثة الدكتورة نادية دياب.
وتوافق المشاركون في الندوة على مجموعةٍ من التوصيات، من أبرزها التشجيع على إدراج الفحوصات الجينية ضمن قائمة الفحوصات المخصصة ما قبل الزواج، والتأكيد على أهمية دور وسائل الإعلام في نشر المعرفة والتوعية بالاضطرابات الجينية، وتسليط الضوء على دور الرعاية الصحية النفسية في دعم المصابين بالاضطرابات الجينية وذويهم.
وتُعد هذه الندوة باكورة مجموعةٍ من الأنشطة والفعاليات الدولية المشتركة بين مركز "دراسات" ومستشفى الإرسالية الأمريكية، إضافةً إلى توثيق بدايات الخدمات الصحية الحديثة في البحرين من خلال إصدارٍ مُشترك معتمدًا على وثائق وأرشيف المستشفى.