نظمته جامعة البحرين على مدى يومين وبحث نحو 50 ورقة علمية..
دعا "المؤتمر الدولي حول الحفاظ على التراث: الأساليب المبتكرة والرقمية" إلى استكشاف الأساليب المبتكرة التي تتبنى الحلول الرقمية لحماية وتعزيز التراث الثقافي الغني، مؤكداً أهمية وضع الخطط والسياسات الداعمة لاستدامة التراث بكل أنواعه.
وعقدت جامعة البحرين المؤتمر - الذي ناقش على مدى اليومين نحو 50 ورقة علمية – يومي 18 و19 يونيو 2023م بمشاركة العديد من الخبراء والمهتمين بالحفاظ على التراث الثقافي والإنساني وتعزيزهما.
وأكد رئيس جامعة البحرين الدكتور فؤاد محمد الأنصاري، أن الحفاظ على التراث بات تحدياً عالمياً حاسماً، يزداد يوماً بعد يوم بسبب التقدم السريع في التكنولوجيا والترابط المتنامي بين أجزاء العالم.
وشدد د. الأنصاري - في كلمة له خلال المؤتمر - على أهمية التكيف واحتضان الابتكار واستكشاف الحلول الرقمية التي يمكن أن تحمي الجوانب المادية وغير المادية للتراث. وأشار إلى التزام جامعة البحرين بالتعاون العلمي وتبادل المعرفة لتعزيز بيئة الأفكار الرائدة في مجال حفظ التراث والابتكار فيه، معرباً عن تقديره لجهود الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في مجال التنمية المستدامة والحفاظ على الثقافة والتراث.
ونظمت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي المؤتمر بالتعاون مع كلية الهندسة في الجامعة، بدعم من منظمة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) فرع البحرين على مدى يومين عبر تقنية الاتصال المرئي.
ومن جهتها، لفتت عميدة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة البحرين الدكتورة عذراء سيد عباس الموسوي إلى "تطور العالم بسرعة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي، وتصاعد أهمية الحفاظ على تراثنا المادي وغير المادي في ظل هذه المعطيات"، مشيرة إلى أن "المؤتمر يعد منصة للعلماء والخبراء من مختلف المجالات للالتقاء واستكشاف الأساليب المبتكرة التي تتبنى الحلول الرقمية لحماية وتعزيز التراث الثقافي الغني".
وتابعت في كلمة خلال المؤتمر "في عصر التحول الرقمي، لدينا فرصة غير مسبوقة لاستخدام التكنولوجيا كمحفز للتغيير"، لافتة إلى أن "المنصات الرقمية والمتاحف الافتراضية والتعليم الإلكتروني توفر أدوات مبتكرة لجعل التراث في متناول جمهور أوسع".
وذكرت د. الموسوي بأن المؤتمر استعرض أربعة مسارات متميزة تتعمق في الأساليب المبتكرة والرقمية للحفاظ على التراث. وقالت: "يقدم كل مسار منظورًا فريدًا يغطي موضوعات مثل: التراث المادي، والحفاظ على التراث، والتراث اللامادي، وحلول إدارية مبتكرة للتراث الثقافي"، مؤكدة أن "المناقشات من شأنها توسيع فرص التعاون فيما يرتبط باستدامة التراث".
ومن ناحيتها، نوهت عميدة كلية الهندسة في الجامعة الدكتورة الشيخة هيفاء بنت إبراهيم آل خليفة بخبرات المشاركين في المؤتمر، وتجاربهم المختلفة في الحفاظ على التراث.
وأكدت الحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات في تنمية الوعي بأهمية التراث، وحفظه وتعاهده لدى مختلف القطاعات، لاسيما الطلبة، لافتة إلى ضرورة خلق الشراكات المحلية والإقليمية والعالمية، ومواصلة النقاش المستفيض بين مختلف الأوساط للعمل جنباً إلى جنب في تطوير استراتيجيات وسياسات داعمة لاستدامة التراث الوطني والإنساني.
وأشادت د. هيفاء بنت إبراهيم بالمؤتمر ونتائجه بوصفه منصة بحثية تسلط الضوء على التراث والثقافة في شكلهما المادي، بما في ذلك العمارة، والفنون الجميلة، والأزياء، والتصميم، والأشكال غير الملموسة، مثل: الفولكلور، والموسيقى، والحكايات الشعبية، بالإضافة إلى التراث الرقمي وقصص النجاح في سياق التراث.
وناقش الحدث - خلال يوميه - عدة أوراق علمية، من بينها: المحافظة على التراث عبر الواقع الافتراضي وتجارب المحاكاة، وقراءة الشكل العمراني والتراث المكاني، والأمن السيبراني في السياحة التراثية "تحليل استخدام الطائرات بدون طيار"، والحفاظ على التراث الثقافي في إندونيسيا، ونمذجة المبان التراثية، والتكنولوجيا المالية في السياحة والتراث المستدام.