قالت إدارية تقنية المعلومات ببوليتكنك البحرين دلال بوحميدة إن الذكاء الاصطناعي بالفعل أثر في التعليم، وخصوصاً خلال فترة جائحة كورونا، في ظل الظروف الصحية والاجتماعية التي فرضتها جائحة كورونا، واضطرت المؤسسات التعليمية إلى اعتماد التعليم عن بُعد باستخدام التقنيات الرقمية، وهنا كان للذكاء الاصطناعي دور مهم في تسهيل هذه الانتقالة وتحقيق استمرارية التعلّم.

وتابعت: مثلما هناك آثار إيجابية هناك أيضاً بعض التحديات التي يثيرها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، أبرزها كلفة هذه التقنيات، ما لا يجعلها في متناول الجميع، ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولات كبيرة في سوق العمل، وسيؤثر في العديد من الوظائف، وخاصة تلك التي تعتمد على الإجراءات المتكررة، ولكن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الإنسان، بل سيفتح أمامه فرصاً جديدة للعمل في مجالات تتطلب مهارات إبداعية أو تحليلية أو اجتماعية، وهذا يتطلب منا جميعاً أن نكون مستعدين للتغيير، وأن نسعى لتطوير قدراتنا ومؤهلاتنا لمواكبة التقدم التكنولوجي.

وبينت وجود عدة طرائق للتعلم والتأهيل في الذكاء الاصطناعي، ويمكن الحصول على شهادات مهنية تغطي مجالات علوم البيانات أو التعلم الآلي، وهذا يؤهله للتمكن من هذا المجال بشكل عملي، ويمكن للشخص الذي يرغب في الاستزادة في الجانب الأكاديمي للذكاء الاصطناعي أن يدرس دراسات عليا في هذا التخصص، بالإضافة إلى أن هناك أشخاصاً كثيرين تعلموا مهارات الذكاء الاصطناعي بشكل ذاتي عبر مصادر متاحة على الإنترنت.

وأكدت أن التطور التكنولوجي في التعليم يتيح فرصاً جديدة للتعليم ويساعد على توفير تجربة تعليمية أفضل وأكثر تفاعلية، ويمكن استخدام التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتعزيز التجربة التعليمية وجعلها أكثر واقعية، ويجب على الجامعيين فهم مفهوم الأخلاقيات والتعامل السليم مع التقنية الحديثة للذكاء الاصطناعي، وكيفية تطبيق هذه المبادئ الأخلاقية في مختلف المجالات، ويجب تدريس هذه المفاهيم لجميع الطلاب في مختلف التخصصات للحفاظ على سلامة المجتمع والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، وضمان عدم الإيذاء للبشرية، ويتحتم على الجامعيين تحمل المسؤولية في استخدام التقنية الحديثة للذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة، والمشاركة في تطويرها بما يحقق الصالح العام ويحافظ على حقوق الإنسان وكرامته.

ونوهت إلى أن الأجيال القادمة هم قادة المستقبل، ويجب تذكيرهم بثلاثة مبادئ أساسية يمكن أن يكون لها تأثيرٌ كبيرٌ في تحقيق طموحاتهم وتطوير قدراتهم، الأول هو السعي المستمر للتعلم والابتكار في عالم العلوم المستقبلية، والاستفادة من الفرص المتاحة والبرامج المبتكرة التي تقدِّمها مملكة البحرين لتنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم، والثاني هو تحليهم بروح القيادة والتفاني في تشكيل وتسريع المستقبل، والمشاركة الفاعلة في المبادرات والفعاليات التي تحقق رؤية البحرين 2030 وتطلق حلولاً مبتكرة للتحديات المستقبلية في مختلف المجالات، والثالث هو تحمُّلهم المسؤولية الأخلاقية في استخدام علوم المستقبل، وخدمة الإنسانية والمساهمة في التنمية المستدامة، ومن خلال ذلك سيكون بإمكان الأجيال الصاعدة بناء مستقبلٍ باهرٍ لأنفسهم ولوطنهم، وتحقيق التقدُّم والازدهار في مجال علوم المستقبل.