على هامش المؤتمر العالمي التاسع لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية..أكد عدد من المشاركين في المؤتمر العالمي التاسع لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية "SDMX"، والذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط، أهمية تجمع نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء في مملكة البحرين، وبينوا أهمية عنوان المؤتمر "تمكين مجتمع البيانات" وما يحمله من آفاق مستقبلية لتطور العمل في هذا القطاع.وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) ، إن المؤتمر العالمي التاسع لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية "SDMX"، الذي يقام بحضور مجموعة من المنظمات الدولية، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وبدعم من الإسكوا وبنك إيطاليا يهدف الى جذب مجموعة واسعة من المختصين جامعي الإحصاءات الرسمية والمستخدمين من الوكالات الوطنية والإقليمية والدولية والأوساط الأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص، مشيرين الى أن المؤتمر حدث عالمي نصف سنوي لمجتمع الإحصاء في جميع أنحاء العالم يضمن تبادل ومناقشة أحدث التطورات في مجال البيانات الإحصائية والوصفية، والتي تمكن من الاستفادة من أحدث التقنيات والأدوات التي تساهم في تعزيز التعاون والمعرفة.وأوضح السيد بيرت كروس، مدير الإحصاءات وكبير الإحصائيين في صندوق النقد الدولي، الأهمية المتزايدة للبيانات وطرق مشاركتها مع الآخرين على المستوى العالمي، وعبر عن سعادته بمشاركة أكثر من 100 دولة في هذا المؤتمر الهام والنوعي، إذ يجتمعون في البحرين لمشاركة خبراتهم في مجال البيانات وتطبيقاتها والتي تمكن من اختيار التطبيقات الأكثر مناسبة لتنفيذها أو البناء عليها، وقال السيد بيرت إن من أهم الأمور التي يجب الحديث عنها هي طريقة وضع معايير للبيانات، فهي عادة ما تنتج من أكثر من شخص وأكثر من جهة لذا وجب إيجاد معايير دولية تسهل فهم البيانات وتكون طريقة مشتركة يمكن تحليلها بشكل صحيح.وأكد السيد بيرت أهمية الشفافية عند تحليل البيانات، موضحا أن وجود نوعين من البيانات الأول يعتبر بيانات اعتيادية ، أما النوع الثاني فهي بيانات وصفية، وأكد ضرورة إيجاد فهم واضح لهذين النوعين، وضبط تعريفهما، فالبيانات عادة تنتج من أكثر من صانع لها، وهي بيانات عامة قد تختص بالشأن الصناعي أو الصحي وغيرها من المجالات، ولكن ما يحدث اليوم في ظل التطورات المتزايدة والمتسارعة هو توفير هذه البيانات وفق قواعد متفق عليها عالميا، ومتعارف عليها من العاملين في هذا القطاع تمكن من الاطلاع عليها عبر المنصات البيانية المختلفة.وأوضح السيد بيرت أن البيانات الوصفية يمكن أن تتوفر بشكل كبير، وهي موجودة عند الكثير من الدول، ويمكن استخدامها وتحليلها لايجاد استنتاجات ودراسات تطور القطاعات، ولفت إلى أهمية وجود معايير دولية لهذه البيانات تضمن الاستفادة منها، والتي تتمثل في إيجاد طريقة واحدة في الإعداد والإستنتاج، وهذه البيانات يمكن الاستفادة منها بين الدول، وأشار إلى تطور وتعدد طرق الاستفادة من البيانات في العالم، ورأى أن تأثير جائحة كوفيد 19 أوجب الاستفادة من البيانات وتبادلها بين الدول ، فالحكومات تأثرت في القطاع الطبي والاقتصادي وغيرها من القطاعات، كما تم إيقاف بعض الخدمات الأساسية في بعضها، من هنا وجب إحداث التكامل في البيانات وجمعها والحفاظ عليها، وهذا التكامل لا يكون على مستوى الدولة فقط بل على مستوى الدول أجمع، فالمشاركة في البيانات يتيح فرصة تسخيرها في كل المجالات من أجل التطوير وتبادل الخبرات والحوارات التنموية المختلفة.وأبدى السيد بيرت سعادته بتنظيم البحرين لهذا المؤتمر الهام ، مثنياً على مستوى التنظيم والترحيب، وختم بتوضيح أن مشاركة البيانات يستلزم قدرا كبيرا من الشفافية في التعاطي مع الأمور، إذ ثمة حاجة إلى تغيير الفهم العام لهذه البيانات والتي ستسهم في التطوير والتنمية، ولفت إلى حق كل دولة في الاحتفاظ بخصوصيتها في بعض الأمور، ولكن في العموم هناك في المقابل كم كبير من المعلومات التي يمكن مشاركتها والبناء عليها، في ظل وجود قاعدة بيانات يسهم الذكاء الاصطناعي في تحليلها وعرضها بطريقة شاملة وعلمية ودقيقة، كما يمكن تحويلها إلى بيانات وتحليلات والربط فيما بينها، تضمن إيجاد سياسات موحدة تسهل الفهم وتسهل تبادل الخبرات.ومن جانبه أوضح الدكتور فهد الدوسري، رئيس الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية أن استضافة هذا المؤتمر في منطقة الخليج العربي يبرز ما قامت به الدول الخليجية في هذا المجال، وتوجهها إلى الاستثمار الكبير في القطاع الاحصائي، والذي يؤدي بدوره إلى دعم علاقات الشراكة مع المنظمات الدولية والمكاتب الاحصائية العالمية، وقال إن المنطقة تشهد تقدما كبيرا ولافتا في المجال الاحصائي.وهنأ الدكتور فهد الدوسري مملكة البحرين على استضافتها لهذا الحدث المهم، والذي يعتبر إضافة لمملكة البحرين وللمنطقة العربية أيضا، وقال إن هذا النظام سوف يساعد المكاتب الاحصائية والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات، والاستفادة من تجارب المكاتب الاحصائية المشاركة.ولفت إلى أن البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي مكنا من إيجاد أدوات ابتكارية وإبداعية، أتاحت للمكاتب الاحصائية فرصة تطوير خدماتها، فالمؤتمر يضمن التعرف على التجارب الجديدة، و كيفية الحصول على البيانات و نشرها والاستفادة منها.إلى ذلك قالت السيدة دعاء سلطان محمد سلمان نائب الرئيس التنفيذي للإحصاء والسجل السكاني في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية ، إن أهمية هذا الحدث الهام تنبثق من أهمية موضوع البيانات وتطوير سبل التعاطي معها، إذ تساعد البيانات على الدراسة العميقة وتمكن من إيجاد الخطط الاستراتيجية ومن ثم تسهل من عملية اتخاذ القرار الحكومي المناسب في أي موضوع .وبينت السيدة دعاء أن هذا المؤتمر يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، ويمثل احتضان المملكة له في نسخته التاسعة دليلا وتوثيقا لإيمان حكومة مملكة البحرين بدور البيانات، فهي أساس التخطيط واتخاذ القرار الصحيح العلمي والمدروس، فالبحرين لا تعمل بمعزل عن التجارب الدولية، وهي تتشارك وتحرص على تأدية جميع التزاماتها على المستوى الاقليمي والدولي، فالمؤتمر يمثل حدثا مهما للغاية ساهم في تنظيمه 8 منظمات دولية منها صندوق النقد الدولي وبنك التسويات الدولي ومنظمة التعاون الاقتصاد والتنمية ، وهي منظمات مرتبطة باقتصادات الدول، وتأمل في بناء شراكات متميزة في العمل المستقبلي في هذا القطاع.وبينت السيدة دعاء أن تبادل البيانات الإحصائية والوصفية ، يعتبر مطلبا أساسيا في ظل زيادة حجم البيانات وتنوعها وتشعبها، فمثل هذه النظم تسهل عملية الترتيب والتنسيق، وهي أداة لتبادل البيانات بين الجهات المختلفة على المستوى المحلي أو العالمي، وقد انبثقت من تجارب خبراء لسنوات طويلة في مجال العمل الاحصائي، تتطلب فهما لطبيعة البيانات وتوصيفها، فالرقم وحده لا يكفي، لذلك لابد من أن يعقبه بتوصيف، وهو ما يشكل علامة فارقة في البيانات الوصفية.وأخيرا قالت السيدة نورة السعدون مديرة الاحصاءات الاقتصادية بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية إن هذا المؤتمر يعتبر الأول من نوعه، إذ تستضيفه مملكة البحرين لأول مرة على مستوى الإقليم وهو يعزز من مكانة مملكة البحرين، مبينة ً أن هذا المؤتمر يبحث المستوى الاحصائي ويعزز من التعاون والتبادل بين مختلف المنظمات المشاركة فيه.وأشادت السيدة السعدون بتميز مملكة البحرين في تحقيق قفزة كبيرة في العمل الاحصائي، وإدراج العمليات الاحصائية بطريقة رقمية تخدم الاقتصاد وعالم المال، وبينت أن هذا المؤتمر سيمكن من بناء علاقات جيدة مع مختلف المنظمات الدولية، ومن ثم التمكن من استضافة المزيد من المؤتمرات النوعية في هذا المجال، وبناء العلاقات التشاركية، وقالت إن وجود أكثر من 300 مشارك حضوريا وأكثر من 200 مشارك عبر الاتصال المرئي يمثلون مختلف المنظمات العالمية والأجهزة الاحصائية والشركات العامة في هذا المجال في مؤتمر عالمي مهم تحتضنه مملكة البحرين أمر يستحق التقدير الكبير.وختمت السيدة السعدون بتوضيح أهمية انتقال المعلومات والبيانات إلى النظام الاحصائي الذي يضمن إنتاج مؤشرات دقيقة، فهي عملية انتقال للمعلومة من الجهة المزودة للمعلومة ومختلف الجهات من القطاع العام أو الخاص، وبالتالي تحويلها لنظام احصائي مهم في المجتمع الاحصائي، والتي تمثل نظما تحاكي ما هو متبع في الدول المتقدمة وفي المنظمات الدولية، ثم أثنت على امتلاك البحرين لجاهزية عالية في السجلات الادارية واستخدامها في البيانات الاحصائية، فهناك جهات حكومية كثيرة مشاركة في السجلات الادارية تمكن من بناء قاعدة معلومات شاملة ومتكاملة تسهم في رقي الخدمات المقدمة للمواطنين ، وتثري الجانب المعلوماتي، وتضمن تقديم تجربة ناجحة في تنظيم المؤتمرات الدولية وفق أعلى معايير الأنظمة العالمية.الجدير بالذكر أنه تم إطلاق النسخة الأولى من هذا المؤتمر عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمت استضافة النسخه اللاحقة منه من قبل فرنسا، ثم الولايات المتحدة، وتايلند، وأثيوبيا والمجر. كما تم تنظيمه في نسخته الثامنة في المكسيك عن بعد وذلك تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومات خلال جائحة كورونا.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90