ياسمينا صلاح
رثت جامعة الخليج العربي رئيسها السابق الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي رحمه الله في وقفة الوفاء التي نظمتها أمس، في مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي والأمراض الوراثية، وحضرها أبناء الفقيد وعدد من أفراد الأسرة، وعدد من الوزراء والدبلوماسيين وقيادات التعليم العالي في دول الخليج العربي والبحرين، إذ تم افتتاح معرض يجسد مسيرة الدكتور العوهلي وإنجازاته، وتدشين كتاب يستعرض ملامح من عطاءاته المخلصة للجامعة والبحرين وأهلها.وبدأ رئيس جامعة الخليج العربي د. سعد بن سعود
آل فهيد في كلمته بسؤال: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟، في إشارة للخلق الكريم وللمحاسن والمحامد التي كان يتمتع بها الدكتور العوهلي رحمه الله.
وقال: «ترك لنا كريم الأصل نموذج حي للإنسان الوفي لربه ولدينه ووطنه ووالديه وإخوته وأساتذته وزملائه، أشاع المحبة فأحبه أهل السماء وأهل الأرض، وها هي محبة الناس الذين هم شهود الله في أرضه تدل على رفعة مقامه في الدنيا والآخرة».
وأضاف: «سطر منتسبو الجامعة محبتهم وتقديرهم لرئيسهم المغفور له إن شاء الله في صور عديدة عبرت عن وفائهم ونبلهم وتقديرهم للعوهلي رحمه الله، فقد ترك وراءه مناقب طيب ونبل، تستحق الاحتفاء والوفاء، واليوم نشهد إحدى هذه الصور بإقامة هذه المناسبة الوفية التي تجمع أهالي ومحبي المغفور له بإذن الله وكلنا نلهج بالدعاء، ونستذكر بتقدير بالغ رئيسنا السابق ونذكره بكل اعتزاز وإشادة وثناء مستحق».
وعن تولي الفقيد الراحل زمام القيادة في الجامعة قال: «حمل الأمانة محافظا على المكانة المتميزة للجامعة محليا وإقليميا ودوليا، وكرس جهده في استقطاب ورفد مؤسساتها الطبية والعلمية بالكوادر المتخصصة والمؤهلة وفق أعلى المستويات، وحرص دوما أن تواكب الجامعة أبرز التطورات العصرية الحديثة، واستحداث البرامج الأكاديمية المتميزة، التي أكدت ما كان يمتاز به من نظرةٍ ثاقبةٍ نحو المستقبل ومتطلباته المتسارعة».
من جانبه، قال الدكتور يزيد بن عبد الرحمن العوهلي، بالنيابة عن أسرة الفقيد: «أقدم الشكر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، على مواساتهم لنا وقبلها تقديم الرعاية اللازمة لأخي المرحوم خالد، ولجميع أهل البحرين من مسؤولين ومواطنين ومقيمين».
وأكد أن الجامعة في عهده، كان لها التأثير الإيجابي على الجامعات الأخرى إذ ركز فقيدنا على تحقيق منحة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية كمدينة طبية جامعية ملحقة بجامعة الخليج العربي، وإنشاء العيادات الجامعية تمهيداً لانطلاق عمل المدينة الطبية، بالإضافة إلى دعم وتحفيز النشاط البحثي، كما كان للجامعة مساهمات مجتمعية متعددة، وساهمت في عهده في تطوير القطاع الصحي والأنشطة المجتمعية باختلافها، فكان محلاً للثقة التي وضعها جلالة ملك البحرين وصاحب السمو ولي عهده، فتم تعينه عضواً في مجلس التعليم العالي وعضوا في المجلس الأعلى للصحة، وعضوا في المجلس البحريني للدراسات والتخصصات الصحية. وقال: «إنّ سيرته رحمه الله مثل يحتذى، وتاريخه من صفات وعمل وإنجاز لمصدر فخر واعتزاز لأسرته وخاصة لابنيه وابنتيه الذي لم تشغله أعماله والتزاماته عن رعايتهم وتنشئتهم التنشئة الصالحة كي يحققوا لأنفسهم وأسرهم ووطنهم ومجتمعاتهم ما يتجاوز ذلك، فمع فقدهم ترك لهم إرثاً من الذكر الطيب يفتخرون به ويجعلونه نُصب أعينهم يهتدون به ويحذون حذوه ويسيرون على منواله». ويعد الراحل الدكتور العوهلي هو الرئيس الخامس لجامعة الخليج العربي الذي شغل منصب الرئيس منذ العام 2009، وكان رحمه الله من رجال العلم الصادقين الذين قدموا الكثير من الإنجازات القيمة للجامعة وأسهم بخبرته الغنية في بناء لبنات متينة للتعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون.
وتولى العوهلي رئاسة الجامعة لأكثر من 14 عاماً عمل فيها بكل إخلاص وتفانٍ واقتدار، مسجلاً عدداً كبيراً من النجاحات العلمية والأكاديمية على رأسها مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الطبية، وتدشين البرامج الأكاديمية المبتكرة والنادرة في مختلف التخصصات الطبية والتربوية والتقنية، إلى جانب حفاظه -رحمه الله- على مكانة الجامعة الأكاديمية والعلمية على المستوى الخليجي والإقليمي والدولي، ورسم الاستراتيجيات المتقدمة للتميز والابتكار من أجل التصدي للقضايا والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مما جعل من جامعة الخليج العربي نموذجا متقدما للجامعات المعتمدة.
وشغل الدكتور العوهلي عدداً من المناصب العليا، إذ كان معيداً في كلية الهندسة في «جامعة الملك سعود»، وعضو الهيئة التدريسية لكلية العمارة والتخطيط في «جامعة الملك سعود»، ووكيل الكلية ذاتها، ومستشار متعاون لـ«مكتب البيئة مخططون ومعماريون ومهندسون»، ومستشار للمكتب ذاته، ومستشار في وكالة تخطيط المدن في «وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية»، وهو عضو مجلس أمناء «جائزة يوسف بن أحمد كانو»، كما عمل مستشاراً في «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض»، ومستشاراً متعاوناً في «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية»، ومستشاراً في «وزارة التخطيط»، و«أمانة مدينة الرياض»، ومستشار المكتب التنفيذي السعودي في «البنك الدولي» في واشنطن.
وحصل الدكتور العوهلي -رحمه الله- على دكتوراه في التخطيط والتنمية عام 1992 من «جامعة كاليفورنيا بيركلي» في الولايات المتحدة الأمريكية، وماجستير في التصميم الحضري عام 4891 من «جامعة هارفارد» في الولايات المتحدة الأمريكية، وبكالوريوس في الهندسة المعمارية قسم العمارة في عام 0891 من «جامعة الملك سعود» بالرياض.