أيمن شكل


ضياعها علامة على اقتراب الساعة..

أكد علماء دين أن الأمانة من أعظم قيم الإسلام وأثقلها على الإنسان، وهي أداء للحقوق، ومسؤولية المحافظة عليها، ولو ضاعت فقد اقتربت الساعة، مشيرين إلى الآيات القرآنية الدالة على ذلك والأحاديث النبوية المؤكدة عليها.

وأوضح الشيخ عبدالناصر عبدالله أن الأمانة قيمة عظيمة من قيم الإسلام وهي من الأمور التي حرص عليها الإسلام ونبه عليها القرآن في مواضع كثيرة واعتبرها قيمة ثقيلة عزت المخلوقات أن توكل بها لكن الله عز وجل أوكلها للإنسان، وأكد أنها من القيم التي يجب أن يراعيها المسلم في كل تفاصيل حياته لا سيما في التعامل مع الخلق لأن الإنسان مؤتمن على منصبه وعمله والتكاليف الشرعية التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، وكذلك مؤتمن على حقوق العباد ومراعاة الله تعالى فيها، وقد حذر رسول الله من خيانة الأمانة تحذيراً شديداً في الحديث الشريف القائل فيه صلى الله عليه وسلم: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ».

ولفت الشيخ عبدالناصر عبدالله إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عد تضييع الأمانة من علامات الساعة ومن أنواع الخلل الذي يحدث في آخر الزمان فيؤذن بقرب قيام الساعة، في حديثه الشريف عن أبي هريرة قال: بينما النبي في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى النبي يحدث، فقال: بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة، رواه البخاري.

من جانبه شدد الشيخ صلاح بوحسن على عظم شأن الأمانة؛ وقال: كيف لا وهي صفة من الصفات الجليلة التي حثنا ديننا الحنيف على التحلي بها؛ وحث جميع المسلمين على فضيلة الأمانة باعتبارها من أشرف الفضائل، وأن العمل عليها شرف وكرامة وصلاح، وهي من الإيمان برب العالمين، ولها عظيم الشأن وعظيم الثواب، وقد حثّنا ديننا الحنيف على تأديتها وتأدية حقوقها، فقد قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: «إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها وَإِذا حَكَمتُم بَينَ النّاسِ أَن تَحكُموا بِالعَدلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَميعًا بَصيرًا».

وأوضح بوحسن أن الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع إلى أهلها، وهي أيضاً ضد الخيانة، وعهد يتعهد به الإنسان أمام ربه جل جلاله؛ وأكد أن ضياع الأمانة وقلة صفتها في المسلم تعتبر من ضعف الإيمان.

وأشار بوحسن إلى أن للأمانة من الخير الكثير على الإسلام كفرد ومجتمع، مؤكداً أنها ذات حمل ثقيل على كاهل المتصف بها؛ لقوله تعالى في كتابه العزيز: «إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً».

وشدد الشيخ صلاح بوحسن على المسؤولية في الأمانة قائلاً: المسؤولية أمانة، فكل إنسان مسؤول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكماً أم والداً أم ابناً، وسواء أكان رجلاً أم امرأة فهو راعٍ ومسؤول عن رعيته، حيث قال -صلى الله عليه وسلم: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ, وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ, أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».