ألقى ممثل أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، كلمة دولة الكويت في مؤتمر مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية الثالثة والثلاثين على مستوى القمة العربية في مملكة البحرين
وفيما يلي نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، رئيس الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر القمة العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
معالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية..
أصحاب المعالي والسعادة..
السيدات والسادة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
في البداية يطيب لي ممثلا عن حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت (حفظه الله ورعاه) أن أنقل لكم جميعا تحيات سموه وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد في كل ما فيه خير أمتنا العربية وخدمة قضاياها العادلة.
وأتوجه بالتهنئة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة، على رئاسته لأعمال قمتنا هذه، موقنين بأن خبرة جلالته وحكمته ستكللان أعمالنا بالنجاح والتوفيق شاكرين مملكة البحرين الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، والإعداد المميز لهذا اللقاء الهام.
كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الشقيقة (حفظهما الله ورعاهما)، على ما بذلاه من جهود حثيثة خلال رئاسة بلدهم الشقيق لأعمال القمة العربية في دورتها الماضية.
ولا يفوتنا الإشادة بجهود معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ أحمد أبو الغيط، وجهاز الأمانة العامة، على الإعداد المميز للقائنا ومتابعته.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
يأتي اجتماعنا اليوم في ظروف مأساوية ومشاهد مروعة تدمي القلوب وتشخص لها الأبصار، نتيجة لاستمرار آلة القتل والتدمير المتعمد وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا الفلسطيني الشقيق في غزة وباقي المدن الفلسطينية، والذي يمثل تجاوزا سافرا غير مسبوق على كل المواثيق والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
ولا شك أن العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة، وما يخلفه من قتل ودمار، راح ضحيته آلاف الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء، يؤكد ما نشير إليه دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار، ولن تشعر شعوبها بالعدالة دون حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على كامل حقوقه المشروعة، وخضوع القوة القائمة بالاحتلال لإرادة المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، نشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمسؤوليته واتخاذ قرار يفرض على قوات الاحتلال الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وإدانة الهجوم الهمجي الذي شرعت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح وما سينتج عنه من تبعات على المدنيين في ظل انعدام الملاذات الآمنة، وتوفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، ومنع تداعيات اتساع رقعة الحرب في المنطقة، مؤكدين الدور الرئيسي الهام الذي تضطلع به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، معربين عن رفض دولة الكويت القاطع لدعوات التهجير القسري لأهالي قطاع غزة وتحميل دول الجوار التبعات الإنسانية، والتي تشكل انتهاكا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
كما تدعو دولة الكويت مجلس الأمن لتبني قرار بمنح دولة فلسطين الشقيقة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وترحب في هذا الصدد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 9 مايو 2024 بهذا الشأن، كما تؤكد مجددا موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتزامها بكل ما يحقق ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وعدالة قضيته، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها (القدس الشرقية)، وهو شرط أساسي لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..
تواجه منطقتنا العربية تحديات جساما ومخاطر محدقة وتطورات متسارعة وحالة من عدم الاستقرار تستوجب منا جميعا المزيد من التنسيق والتعاون لمواجهتها، وبناء تصورات واضحة تحقق الأهداف المنشودة لمنظومتنا العربية لتطويرها بالشكل الذي يلبي طموحات شعوبنا في تعزيز متطلبات الأمن والاستقرار. وفي هذا الصدد، نؤكد موقفنا الثابت في دعمنا لمبدأ حرية الملاحة في المياه الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي واتفاقية قانون البحار، وضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية، وتأمين خطوط إمدادات الطاقة..
كما نؤكد إدانتنا ورفضنا التام لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تنتهك سيادة أي من الدول العربية الشقيقة، مشددين على مبادئ الحوار والحلول السلمية واحترام سيادة الدول واحترام العهود والمواثيق.
وختاما... نجدد شكرنا لكم جميعا، راجين لأعمال هذه القمة كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،