سماهر سيف اليزل
المملكة تحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية
البحرين بمقدمة الدول المحافظة على الإرث الثقافي
المملكة حاضنة ثقافية بارزة على مستوى العالم
المملكة بين أبرز الدول المعززة لقيم التسامح والمواطنة والانفتاح
تعد مملكة البحرين إحدى أبرز الحاضنات الثقافية على مستوى العالم مع وجود أكثر من 160 جنسية تعيش على أرضها بتناغم وتفاعل وسلام وعيش مشترك قل نظيره، حيث قلما يعبر المرء شارعاً أو ممراً، أو يدخل مركزاً تجارياً، إلا ويجد أمام ناظريه ما يحيله إلى ثقافة، بل ثقافات متعددة تعيش بأمن وسلام، حيث تحرص الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على حفظ الإرث الثقافي والحضاري، وتهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية الداعمة للإبداع والمعززة لقيم التسامح والمواطنة والانفتاح.
وتشارك البحرين العالم احتفاله بـ«اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية»، الذي يصادف في 21 مايو من كل عام، وسط ارتقاء جهودها الرامية إلى تعزيز التسامح والتنوع الثقافي على المستوى العالمي، حيث تولي هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني اهتمامًا ملحوظًا بدعم الحراك الثقافي، وتهيئة الظروف والإمكانيات اللازمة للحفاظ على الإرث الثقافي المادي وغير المادي، وتطوير البنية التحتية الثقافيّة، ودعم الطاقات والمواهب الوطنية، بما يتوافق مع برنامج عمل الحكومة والرؤية الاقتصادية وأهداف التنمية المستدامة 2030.
وحرصت البحرين على الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات الثقافية الدولية، ومن بينها اتفاقيات منظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» بشأن حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، وحماية التراث الثقافي غير المادي، اتفاقية التراث المادي لعام 1973، وحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في عام 2014، وغيرها.
واهتمت المملكة بتعزيز دور المجتمع المدني في تعزيز الحركة الثقافية والفكرية بوجود أكثر من 640 جمعية أهلية، و26 جمعية ثقافية وفنية تمثل امتدادًا لتاريخها العريق منذ تأسيس نادي «إقبال أوال» عام 1913، و»نادي الخريجين» 1966، وأسرة الأدباء والكتاب 1969، وجمعية البحرين للفن المعاصر 1970، إلى جانب المسارح الأهلية أوال، الصواري، جلجامش، الريف، البيادر، اتحاد جمعيات المسرحيين، مركز الجزيرة الثقافي، جمعية تاريخ وآثار البحرين، جمعية البحرين للفنون التشكيلية، نادي البحرين للسينما، جمعية المكتبات والمعلومات البحرينية، جمعية الشعر الشعبي، مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وجمعية الأدب الإسلامي، وغيرها من المراكز الثقافية والفنية مثل: مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الذي يتفرّع عنه عدد من البيوت مثل بيت عبدالله الزايد للتراث الصحفي، قاعة محمد بن فارس لفن الصوت، بيت إبراهيم العريض للشعر، فضلاً عن المحافظة على الحرف التقليدية والصناعات اليدوية من خلال «مركز الجسرة للحرف» 1991 الذي ينضوي تحت مظلة هيئة الثقافة، ومصنع بني جمرة للنسيج، وغيرها من مظاهر الشراكة مع القطاع الخاص من خلال مشروع «الاستثمار في الثقافة».
وتشهد البحرين العديد من العروض والمهرجانات الفنية والموسيقية والمسرحية الدولية من خلال مسرح البحرين الوطني، ثالث أكبر مسرح ودار أوبرا في الوطن العربي يتسع 1001 مقعد وتم افتتاحه في نوفمبر 2012، والصالة الثقافية، ومركز الفنون 1992، ومعارض الفنون التشكيلية والكتاب والتراث، والفعاليات الأدبية حيث تم تنظيم قرابة 516 فعالية فنية وغنائية ومسرحية وأدبية محلية وعالمية ضمن مهرجان «ربيع الثقافة» خلال السنوات 2006-2019، و»تاء الشباب»، فضلاً عن مهرجان «صيف البحرين» وتحديث المكتبة الإلكترونية بأحدث الإصدارات الأدبية والمعرفية.
ولطالما قدمت البحرين الجوائز الوطنية الداعمة للإبداع الثقافي والأدبي والفني، والارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، من أبرزها: جائزة مملكة البحرين للكتاب، وجائزة لؤلؤة البحرين وجائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية، وإطلاقها «مشروع نقل المعارف» للمساهمة في نقل المعارف الإنسانية عن طريق الترجمة وتبادل الخبرات في مجال العلوم الاجتماعية والفنون وحوار الثقافات.
وتقيم البحرين علاقات ثقافية مع عدد كبير من دول العالم، وهي عضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» وتعتبر من أبرز الدول الداعمة لمشاريع حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.
وحرصت البحرين منذ القدم على غرس قيم المحبة في مجتمعها وتعزيز ثقافة التعايش السلمي على أرضها لتصبح مركزا عالميا لتلاقي حضارات وثقافات الشعوب، وتوفر البحرين للجاليات المقيمة على أرضها نمطاً فريداً للعيش ومستوى عالياً من الرفاهية، الأمر الذي جعل من الإقامة والعمل فيها حلماً يراود الكثيرين.