شهدت العلاقات الصينية البحرينية في السنوات الماضية تنامياً واسعاً تعددت مجالاته وتنوعت، بفضل حرص واهتمام القيادتين الحكيمتين والتواصل المستمر بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي كان آخره القمة البحرينية الصينية في الرياض عام 2022 بمناسبة مشاركتهما في القمة الصينية العربية، أما زيارة جلالة الملك المعظم الجديدة، وحضوره في مراسم افتتاح الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، فالأمر يتمتع بأهمية تاريخية نظراً لكونها الزيارة الأولى لجلالته منذ أحد عشر عاماً.
للتعاون الاقتصادي بين الصين والبحرين الممتد لخمسة وثلاثين عاماً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين إنجازات كبيرة لا مثيل له، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية غير النفطية في العام الماضي 2023 نحو 2.186 مليار دولار أمريكي، فيما استوردت البحرين بمقدار 2.15 مليار دولار أمريكي من الصين، لتبقى الصين الشريك الأكبر التجاري للبحرين، أما في المجال السياسي، فهناك رؤية مشتركة من البلدين في أغلبية القضايا الإقليمية والدولية على صدارتها قضية فلسطين، كما عبرت الصين عن تقديرها ودعمها لمبادرة مملكة البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام الذي يفيد منطقة الشرق الأوسط وحتى العالم بأكمله.
يوافق هذا العام أيضاً الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، كان إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي بهدف تعزيز الحوار والتعاون من أجل تحقيق السلام والتنمية، وبدعم قوي من الصين، حققت السعودية وإيران مصالحة تاريخية في عام 2023. وفي الوقت نفسه، كانت ومازالت القضية الفلسطينية دائماً موضوعاً مهماً للمناقشة بين الصين والدول العربية. التقى وانغ يي وزير الخارجية في يناير الماضي مع أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأصدر الجانبان بياناً بشأن أزمة غزة وشدد البيان المشترك على أن الصين ستعمل مع الدول العربية لدعم الإنصاف والعدالة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مع تعزيز الجهود لإيجاد حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين».
تمثل هذه الزيارة فرصة ذهبية لكلا الجانبين للتعرف على بعضهما البعض مهما كانت من الفرص التجارية والاستثمارية الاستراتيجية المهمة أو حتى الخلفية التاريخية والسياسية والثقافية، نظراً لرغبة رجال الأعمال الصينيين الآن للالتقاء بشركائهم في مختلف المؤسسات من الدول العربية بشكل عام ومن مملكة البحرين بشكل خاص، كما تسعى الشركات البحرينية إلى إيجاد فرص جديدة في القطاعات الواعدة والتي يمكن البناء عليها واستقطابها بما يخدم النمو الاقتصادي في مملكة البحرين.
الجدير بالذكر أن مملكة البحرين تمثل اليوم سوقا واعدا للاستثمارات الصينية في مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن تمتعها بالبنية التحتية اللازمة لمشاريع التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي وغيرها، خصوصاً وأن المملكة تعد مركزاً اقتصادياً هاماً في منطقة الخليج، ما يتيح لها لعب دور أكبر في مبادرة الحزام والطريق الصينية التي ستساهم في تحقيق مواءمة أفضل مع استراتيجيات ورؤى وخطط التنمية لدول مجلس التعاون الخليجي وتفسح المجال كاملاً أمام المزايا التكاملية، وتخلق محركات نمو جديدة بشكل مشترك. من المقرر أن يوقع المسؤولون من الصين والبحرين سلسلة من اتفاقيات التعاون خلال زيارة جلالة الملك المعظم إلى الصين، فلا شك أن هذه الزيارة سترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
إلهام لي تشاو
* صحفي صيني - نائب رئيس التحرير
لمكتب مجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط
للتعاون الاقتصادي بين الصين والبحرين الممتد لخمسة وثلاثين عاماً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين إنجازات كبيرة لا مثيل له، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية غير النفطية في العام الماضي 2023 نحو 2.186 مليار دولار أمريكي، فيما استوردت البحرين بمقدار 2.15 مليار دولار أمريكي من الصين، لتبقى الصين الشريك الأكبر التجاري للبحرين، أما في المجال السياسي، فهناك رؤية مشتركة من البلدين في أغلبية القضايا الإقليمية والدولية على صدارتها قضية فلسطين، كما عبرت الصين عن تقديرها ودعمها لمبادرة مملكة البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام الذي يفيد منطقة الشرق الأوسط وحتى العالم بأكمله.
يوافق هذا العام أيضاً الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، كان إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي بهدف تعزيز الحوار والتعاون من أجل تحقيق السلام والتنمية، وبدعم قوي من الصين، حققت السعودية وإيران مصالحة تاريخية في عام 2023. وفي الوقت نفسه، كانت ومازالت القضية الفلسطينية دائماً موضوعاً مهماً للمناقشة بين الصين والدول العربية. التقى وانغ يي وزير الخارجية في يناير الماضي مع أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأصدر الجانبان بياناً بشأن أزمة غزة وشدد البيان المشترك على أن الصين ستعمل مع الدول العربية لدعم الإنصاف والعدالة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مع تعزيز الجهود لإيجاد حل مبكر وشامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس «حل الدولتين».
تمثل هذه الزيارة فرصة ذهبية لكلا الجانبين للتعرف على بعضهما البعض مهما كانت من الفرص التجارية والاستثمارية الاستراتيجية المهمة أو حتى الخلفية التاريخية والسياسية والثقافية، نظراً لرغبة رجال الأعمال الصينيين الآن للالتقاء بشركائهم في مختلف المؤسسات من الدول العربية بشكل عام ومن مملكة البحرين بشكل خاص، كما تسعى الشركات البحرينية إلى إيجاد فرص جديدة في القطاعات الواعدة والتي يمكن البناء عليها واستقطابها بما يخدم النمو الاقتصادي في مملكة البحرين.
الجدير بالذكر أن مملكة البحرين تمثل اليوم سوقا واعدا للاستثمارات الصينية في مشاريع البنية التحتية، فضلاً عن تمتعها بالبنية التحتية اللازمة لمشاريع التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي وغيرها، خصوصاً وأن المملكة تعد مركزاً اقتصادياً هاماً في منطقة الخليج، ما يتيح لها لعب دور أكبر في مبادرة الحزام والطريق الصينية التي ستساهم في تحقيق مواءمة أفضل مع استراتيجيات ورؤى وخطط التنمية لدول مجلس التعاون الخليجي وتفسح المجال كاملاً أمام المزايا التكاملية، وتخلق محركات نمو جديدة بشكل مشترك. من المقرر أن يوقع المسؤولون من الصين والبحرين سلسلة من اتفاقيات التعاون خلال زيارة جلالة الملك المعظم إلى الصين، فلا شك أن هذه الزيارة سترفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
إلهام لي تشاو
* صحفي صيني - نائب رئيس التحرير
لمكتب مجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط