هبة محسن
ناشد «الصناعة» و«الغرفة» توثيق الزيارات الرسمية إلى الدولة الصديقةقال رجل الأعمال يوسف صلاح الدين إن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، بناء على دعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني، وإجراء مباحثات مع الرئيس الصيني، تصب في تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.
وأضاف أن هذه الزيارة التاريخية ستشهد مناقشة التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، والتباحث في نتائج القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي استضافتها مملكة البحرين في 16 مايو الجاري، وما توصلت له من قرارات ومبادرات تستهدف تعزيز العمل العربي المشترك وتأكيد وحدة وتضامن الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية، وذلك انطلاقاً من حرص البحرين على إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط وتبني مبادرة جلالة الملك المعظم في الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية برعاية الأمم المتحدة، ودعم الجهود الهادفة إلى الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكد صلاح الدين أن هذه الزيارة تأتي في ظروف مهمة وتؤكد على ترابط وخصوصية وعمق العلاقات بين قيادتي البلدين الصديقين والتي تصادف مرور 25 عاماً على تولي جلالته مقاليد الحكم و35 عاماً على بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد كانت رؤية جلالته وجهود الحكومة الرشيدة في بناء شراكة وصداقة تاريخية وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات كفيلة بأن تجعل دولة الصين الشعبية ضمن أكبر خمس شركاء تجاريين لمملكة البحرين، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين في 2022 حوالي 2.4 مليار دولار أمريكي، وكما تستفيد العديد من الشركات التي تتخذ من الصين مقراً لها من أعمالها القائمة في البحرين وتوفر وصولاً استراتيجياً إلى أسواق المنطقة، وتساهم في إنجاز المشاريع الإنشائية والبنية التحتية، كما أنها محطة مهمة ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، ليس فقط باعتبارها نقطة انطلاق لدخول أسواق المنطقة، بل لكونها كذلك شريكاً مهماً وموثوقاً وتتمتع بالعديد من المميزات التنافسية والفرص الواعدة التي تجعل منها عنصراً مهماً لنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها في تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة وتيرة التعاون التجاري المشترك بين الصين والدول الأخرى على مستوى العالم.
وبين رجل الأعمال أن العلاقات ساهمت في تنشيط التعاون في المجالات الثقافية، حيث تعزّزت مكانة اللغة الصينية في المؤسسات التعليمية في البحرين لاسيما في جامعة البحرين، كما يقصد العديد من الطلبة البحرينيين المؤسسات التعليمية في الصين، كما شكل التعاون بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية في مواجهة جائحة كورونا نموذجاً للتعاون الدولي من أجل خدمة الإنسانية، عبر المساهمة في تسريع وتيرة الوصول إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا واعتمادها من أجل توفير الحماية والتحصين لكافة المجتمعات.
وأضاف: «وقد أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مختلف المناسبات عن تعزيز أوجه التعاون مع الصين في كافة المجالات، خاصة أن روابط البحرين والصين قديمة وكانت البحرين مركزاً مهماً في طريق الحرير».
ووجه صلاح الدين مناشدة إلى وزارة الصناعة والتجارة وغرفة تجارة وصناعة البحرين لتوثيق الزيارات الرسمية لصاحب الجلالة الملك المعظم التي تمت في عام 2013 وأعطت زخماً قوياً لعلاقات البلدين، ونقلتها إلى مراحل أوسع وأشمل بما يتناسب مع عمق روابط الصداقة التاريخية القائمة بين البلدين، وكما شهدت التوقيع على العديد من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متعددة مثل الطاقة والصحة والتعليم والقطاع المالي والمصرفي، وكذلك زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، في عام 2002 وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وزيارة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية آنذاك في عام 1988 وإقامة العلاقات الدبلوماسية في 18 أبريل 1989 وفتح السفارة في بكين في أكتوبر 1989، وزيارة وفد تجاري رفيع المستوى برئاسة رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين محمد جلال في عام 1974، وزيارة أول وفد رسمي برئاسة وزير المالية آنذاك محمود العلوي في عام 1977، وزيارات أوائل رجال الأعمال والتجار إلى الصين.
واعتبر أن هذه الزيارات لها أهمية معنوية وتاريخية للبلدين، وبتوثيقها ستكون مرجعاً للباحثين والمهتمين بتلك العلاقات الرسمية والخاصة، حيث يعتقد أن بداية وصول البضائع الصينية إلى مملكة البحرين في حوالي أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي بواسطة التجار الهنود، وبعدها توجه بعض من رجال الأعمال والتجار في منتصف الستينات من القرن الماضي إلى الصين ويعتبر من أوائل التجار على القطان بذهابه إلى هونغ كونغ والتعرّف على البضائع الصينية في عام 1957، وهو من الأوائل الذين زاروا معرض كانتون في سنة 1963 بعد أن سمحت الصين بزيارة الأجانب لكون المعرض عند افتتاحه في عام 1957 مخصصاً للمؤسسات الصينية فقط، فقد كانت الصين في تلك الفترة منغلقة على نفسها وكان الوصول إليها صعباً.
وقال: «أنتهز هذه المناسبة بالتعبير عن خالص الاعتزاز والتقدير والشكر للقيادة الحكيمة، والناقلة الوطنية «طيران الخليج» على إعادة تشغيل الخط الجوي المباشر إلى مدينة شنغهاي، كونها المدينة الثانية، ومدينة كوانزو، كونها المدينة الثالثة، وتقام بها معارض عديدة وتستقطب كثيراً من الزوار ورجال الأعمال والسياح وطلبة الجامعات والمرضى من مختلف دول العالم ودول مجلس التعاون، وسوف يساهم الخطان في تعزيز الروابط التجارية والسياحية بين البلدين».