سماهر سيف اليزلمكافحة التوتر والتواصل الاجتماعي أهم أساليب الوقايةلمياء الأشقر: يجب استشارة الطبيب فور الشعور بالأعراضشيماء عبدالمعبود: الحزن يؤدي للإصابة والوحدة تزيد خطر الوفاةلمياء الأشقر: يجب استشارة الطبيب فور الشعور بالأعراضتختلف قدرة الأشخاص على تحمل الصدمة العاطفية، أو الحزن، أو الضغوطات، كما أن هناك تفاوتاً بين قدرة القلوب على التحمل، وقد تكون تأثيرات المشاعر المختلفة والصدمات «قاتلة» بسبب الإصابة بمتلازمة «القلب المنكسر».وأوضحت اختصاصية القلب والأوعية الدموية وزميل الجمعية الأوربية والبريطانية والأمريكية في تصوير القلب غير النافذد. شيماء عبدالمعبود، خلال حديثها إلى «الوطن»، أن الحزن والصدمة يدفعان الجسم إلى إفراز المزيد من الأدرنالين وهرمونات التوتر، ما يؤدي بدوره للإصابة بمتلازمة «القلب المنكسر»، فضلاً عن أن الوحدة المفاجئة تزيد من خطر الوفاة أيضاً.وأكدت أن علاج متلازمة «القلب المنكسر» ممكن بالأدوية، لكن ذلك وحده لا يكفي، ولا بد من رعاية المصابين بهذا المرض من قبل أخصائي علم نفس؛ لتخفيف التوتر وتجنب التعرض لنوبة قلبية جديدة، وذلك بالابتعاد عن الانفعالات النفسية، مشيرة إلى أن متلازمة «القلب المنكسر» أكثر انتشاراً بين النساء، إذ تصيب 5 سيدات مقابل كل إصابة بين الرجال، وأن من أبرز أسباب الإصابة فقدان أحد عزيز، والإحساس بالقهر، أو الضغوطات المالية والاجتماعية المختلفة.وقالت، د. شيماء عبدالمعبود إن متلازمة «القلب المنكسر» حالة مَرَضية للقلب تحدث غالباً بسبب التعرض لمواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الوطأة، ويمكن أن تحدث أيضاً بسبب الإصابة بأمراض جسدية أو جراحات خطيرة، وتكون متلازمة «القلب المنكسر» مؤقتة عادةً، لكن قد يستمر الشعور بالإعياء بعد شفاء القلب لدى البعض.وأضافت أن اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد أو اعتلال عضلة القلب «تاكوتسوبو» أو متلازمة الانتفاخ القمي، تعتبر حالة قلبية مؤقتة تشبه النوبة القلبية وتتطور استجابةً للإجهاد البدني أو العاطفي الشديد، موضحة أن اعتلال تاكوتسوبو القلبي، بالإنجليزية (Takotsubo cardiomyopathy)‏، ويُسمى أيضًا متلازمة تاكوتسوبو أو اعتلال عضلة القلب الإجهادي، ويعرف أيضاً باسم متلازمة «فخ الأخطبوط»، لا تهدد الحياة حال تشخيصها، ويمكن التعافي منها خلال شهرين على الأكثر.وعن أبرز الأمثلة على المسببات الشائعة لمتلازمة القلب المنكسر بينت أنها تشمل:* الأزمات المالية الحادة أو المفاجئة.* وفاة أحد أفراد الأسرة.* الضغط العاطفي المرتبط بالمهنة.* العنف المنزلي.* التعرض لحادث.* الانخراط في جدال حاد.* حالات الطلاق.* مفاجآت غير متوقعة مثل الفوز بمبلغ ضخم من المال.* الحماسة المفرطة أثناء الخطابة.أما الضغوطات الجسدية، التي يمكن أن تسبب الحالة، ما يلي:* النوبات القلبية.* السكتة الدماغية.* الربو الحاد.* أدوية التوتر والقلق.* مزيلات احتقان الأنف.* استخدام العقاقير غير المشروعة مثل الكوكايين.وفيما يخص أعراض متلازمة القلب المنكسر، أوضحت أنها تتمثل في:* الشعور بآلام في الصدر، دون أي تاريخ من أمراض القلب.* زيادة طفيفة في إنزيم القلب.* ارتفاع في علامات إقفار عضلة القلب مثل تسارع ضربات القلب.* ضيق التنفس.* القيء والغثيان.* الإغماء.* التعرق الشديد.* دوار.وقالت إن الحالة تزداد انتشاراً بين النساء، بخاصة المسنات في سن اليأس مقارنة بالرجال، حيث تصيب الحالة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً أكثر مقارنة بالفئات العمرية الأصغر.أما عن مقياس الحالة الصحية، أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية، مثل ارتفاع ضغط الدم وعسر شحميات الدم ومرض السكري، يتعرضون بشكل أكبر للإصابة بهذه الحالة.وأضافت أنه على الرغم من أن متلازمة «القلب المنكسر» حالة قابلة للعلاج والتعافي خلال أشهر، إلا أنها ربما تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات مثل:* ضغط دم منخفض.* فشل القلب.* تراكم السوائل في الرئتين.* تكوين جلطات دموية.* انسداد في تدفق الدم من البطين الأيسر.* ⁠توقف عضلة القلب (الموت المفاجئ).وبينت أنه نظراً لأن متلازمة «القلب المنكسر» تحاكي النوبة القلبية، فقد تربك بعض الأعراض الخبير الطبي أثناء التشخيص. لذلك يجب فحص التاريخ الطبي الصحيح للمريض، إلى جانب النوبات الأخيرة من الضغوط الجسدية أو العاطفية، بشكل صحيح من قبل خبير طبي لاستبعاد أمراض القلب الأخرى.وقالت إن طرق التشخيص تشمل:* تخطيط القلب: للتحقق من نظم القلب وتسجيل نشاطه الكهربائي.* مخطط صدى القلب: يساعد في الحصول على التصوير الطبي للقلب، والبحث عن علامات الالتهاب في القلب والأوعية المجاورة.* فحص الدم: يساعد في التحقق من وجود الإنزيمات التي تشير إلى تلف عضلات القلب.* تصوير الأوعية الدموية بالقسطره: يساعد في تصوير الأوعية الدموية والأوردة وغرف القلب.أما عن طرق العلاج، فأوضحت أن علاج متلازمة «القلب المنكسر» يعتمد على شدة الحالة، وقد يختلف من مريض لآخر. وقد تشمل بعض طرق العلاج ما يلي:* الأدوية: يتم العلاج بالأسبرين وحاصرات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين ومدرات البول.* الجراحات: وتجرى في حالات نادرة لعلاج انسداد شرايين القلب.* تقليل آثار الإجهاد: تشمل أساليب تقليل وطأة الإجهاد البدني والنفسي من خلال ممارسة تمرينات اليوغا أو التأمل.وفيما يخص الوقاية، قالت: للوقاية من التعرض لنوبة أخرى من متلازمة القلب المنكسر، يوصي الكثير من اختصاصي الرعاية الصحية بالعلاج طويل الأجل بحاصرات مستقبلات بيتا أو ما يماثلها من الأدوية، حيث تمنع هذه الأدوية الآثار محتملة الخطورة لهرمونات التوتر على القلب.وأضافت: قد يزيد التوتر المزمن من مخاطر الإصابة بمتلازمة «القلب المنكسر»، ويمكن لاتخاذ خطوات السيطرة على التوتر العاطفي أن تحسن صحة القلب، ويمكن أن تساعد في الوقاية من متلازمة «القلب المنكسر»، ومن الطرق الممكن اتباعها لتخفيف التوتر والسيطرة عليه:* زيادة ممارسة الرياضة.* ممارسة التركيز الذهني.* مراجعة الطب النفسي.من جهتها، أكدت أخصائية الطب النفسي بمستشفى سلوان للطب النفسي د. لمياء الأشقر أنه من المهم جداً استشارة الطبيب فور الشعور بأعراض متلازمة «القلب المنكسر»، حتى لو كانت خفيفة، ولا يجب الاعتماد على التشخيص الذاتي، فالأعراض قد تشبه أعراض أمراض أخرى.وأضافت أن العلاج عادةً ما يكون داعماً، ويشمل الراحة والأدوية للتخفيف من الأعراض، مثل مسكنات الألم وأدوية ضغط الدم، حيث يتعافى معظم المرضى من متلازمة «القلب المنكسر» بشكل كامل خلال أسابيع قليلة.وأشارت د. لمياء الأشقر إلى أنه لا يزال سبب متلازمة «القلب المنكسر» غير مفهوم تماماً، وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهمه بشكل أفضل، مبينه انه يُعتقد أن سببها هو ارتفاع مفاجئ في هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في عضلة القلب.وعن أبرز الأمراض النفسية المؤدية للحالة، قالت:* الحزن الشديد: مثل فقدان عزيز أو نهاية علاقة عاطفية.* القلق الشديد: مثل التعرض لصدمة أو حدث مروع.* الغضب الشديد: مثل نوبة غضب شديدة.واستعرضت بعض النصائح للوقاية من متلازمة «القلب المنكسر» منها:* إدارة التوتر بشكل فعال، من خلال تقنيات مثل الاسترخاء والتنفس العميق والتأمل.* الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.* التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء.* طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية عند الحاجة.الجدير بالذكر أنه تم وصف الحالة لأول مرة من قبل طبيب قلب ياباني في عام 1990، وتعني كلمة «تاكوتسوبو» باللغة اليابانية وعاء لصيد الأخطبوط، يكون له قاع عريض وعنق ضيق، بما يحاكي ما تسببه متلازمة القلب المكسور عند المرضى من تضخم انقباضي في البطين الأيسر يشبه شكل فخ الأخطبوط.