أشاد السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، بما تضمنته كلمة مملكة البحرين، التي ألقاها نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خلال المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين، والتي عقدت بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.
مؤكدا أن الكلمة حملت مضامين حضارية إصلاحية رفيعة، ومشاريع حيوية رائدة، ورؤية مستقبلية متميزة، لصالح العالم والبشرية والأجيال القادمة، انطلاقا من الرؤية الملكية السامية لخير الإنسانية، كما أكدت على الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار، والتعاون والانفتاح، وإعلاء نهج الحلول الدبلوماسية، والحوار والاحترام المتبادل، والأهداف المشتركة.
مشيرا إلى أهمية ما أكدت عليه الكلمة بشأن دعم الدعوات للإصلاح الشامل للأمم المتحدة، وهيئات اتخاذ القرار ومجلس الأمن، بجانب المنظمات الحيوية متعددة الأطراف مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن كلمة مملكة البحرين قدمت تشخيصا واضحا للأوضاع السياسية الدولية، كما استعرضت الحلول والمعالجات المناسبة لتجاوز التحديات والمعوقات، والوصول إلى الغايات النبيلة التي يسعى لها العالم، من خلال صياغة وتطبيق القوانين الدولية، وتعزيز العمل والتوافق الدبلوماسي على الصعيد الدولي، والاستثمار في برامج التنمية، ونشر بعثات حفظ السلام.
مشيدا بتأكيد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بموقف مملكة البحرين التاريخي الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعيش كارثةً إنسانيةً غير مسبوقة، ذهب ضحيتها أكثر من 40 ألف قتيل، والعديد منهم من النساء والأطفال، وأهمية إحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة، وتجنب انتشار صراع إقليمي واسع، ودعوة المجتمع الدولي للإنضمام إلى مبادرة مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وبجانب الإشارة إلى إطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، التي تأتي في إطار رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بأن الاحترام المتبادل لإنسانيتنا المشتركة من أسس استدامة التناغم العالمي.
معربا عن بالغ الإشادة والتقدير لما تضمنته الكلمة من إبراز لقصص النجاح البحرينية في ظل المسيرة التنموية الشاملة،بوضع المواطن محوراً أساسياً لجميع برامج التنمية الوطنية، باعتباره أولوية جامعة لعمل الفريق الواحد "فريق البحرين"، وأن السلطة التشريعية وبالتعاون مع السلطة التنفيذية لن تألوا جهدا في تحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة في هذا الشأن، وبالشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
ومؤكدا دعم السلطة التشريعية لمقترح مملكة البحرين الذي تضمنته الكلمة، بالدعوة إلى إقرار معاهدة دولية لتنظيم وحوكمة تطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحقيق السلام بدلاً من تفاقم النزاعات القائمة، وأن تصبح هذه التقنيات دافعاً للإبداع والابتكار، بدلاً من التدمير والانقسام، حيث سيكون هذا المقترح الحيوي من أولويات الدبلوماسية البرلمانية البحرينية في المشاركات الدولية والإقليمية الخارجية.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن الكلمة أبرزت حرص واهتمام مملكة البحرين في العمل مع الحلفاء ووفقًا للقانون الدولي،باعتباره السبيل الأكيد لضمان الازدهار على المدى الطويل، ومن أجل ذلك أبرمت البحرين وأمريكا في عام 2023 الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA) ليس فقط كترتيب ثنائي، بل كنقطة انطلاق لإطار متعدد الأطراف يهدف إلى جمع الدول ذات التوجهات المشتركة في تحقيق الاستقرار والازدهار. ومثالاً فعالاً لرؤية شاملة قائمة على الاحترام المتبادل والأهداف المشتركة.
وأضاف إن الكلمة أكدت التزام مملكة البحرين الدائم بمنهج التعددية، والعمل المشترك، وإيمانها الراسخ بأن العمل جنبًا إلى جنب مع الحلفاء ووفقًا للقانون الدولي هو السبيل الأكيد لضمان التقدم والتطور، والازدهار والتنمية المستدامة، وأهمية تجاوز الخلافات وإعلاء صوت الحكمة والعقلانية لصالح الإنسانية.