علامة مضيئة في العمل الوطني وساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية
بعد حياة حافلة مليئة بالعطاء والإنجازات في خدمة مملكة البحرين وأبناء شعبها، رحل عن عالمنا الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة تاركاً خلفه إرثاً من المحبة والاحترام في قلوب الجميع، فقد كان -رحمه الله- شخصية بارزة ورمزاً للتفاني والإخلاص في العمل وخدمة الوطن، إذ تقلد عدة مناصب قيادية وإدارية في المجالات الرياضية والأمنية والدبلوماسية، حيث حقق -رحمه الله- العديد من الإنجازات والنجاحات سواء على المستوى المحلي أو الدولي وهو ما يشهد له الجميع بذلك.
وقد تلقى الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة تعليمه في البحرين قبل أن يواصل دراسته العليا، ويحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية من جامعة الكويت، بالإضافة إلى حصوله على شهادة الإدارة والاقتصاد من كندا، وفي العام 2002، صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بتعيين الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة محافظا لمحافظة العاصمة، حيث قادها لغاية عام 2011 وساهم -رحمه الله- خلالها في تحقيق نهضة شاملة في البنية التحتية والخدمات العامة لمحافظة العاصمة.
وكان -رحمه الله- دائمًا يهتم بتعزيز التواصل المباشر مع المواطنين لتقديم العون والمساعدة في توفير كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن وتذليل أية عقبات تواجهه، ولم يكتف -رحمه الله- بالجلوس خلف مكتبه، بل كان يقوم بزيارات مستمرة إلى كافة فعاليات المجتمع ليدعمهم ويلبي متطلباتهم وحاجاتهم، ويعمل على تلبية تلك الحاجات بأقصى جهد، حيث عرف -رحمه الله- بدعمه للقضايا الإنسانية وللفئات المحتاجة، فرغم المناصب الرفيعة التي تقلدها ظل قريباً من الناس يتعامل معهم ببساطة وتواضع.
وساهم -رحمه الله- في إطلاق وتنفيذ العديد من المشاريع والخطط التطويرية الشاملة في محافظة العاصمة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة، حيث شهدت محافظة العاصمة خلال فترة توليه منصب محافظ العاصمة تحسينات كبيرة على مستوى الخدمات الحكومية، والأمنية والبلدية والصحية، والإسكانية والتعليمية والثقافية وكذلك الاجتماعية.
إلى جانب ذلك حرص معاليه على تعزيز الجانب الأمني لتحقيق الشراكة المجتمعية والانتماء الوطني من خلال دعم جهود الشرطة وتعزيز التعاون مع الجهات الأمنية من خلال التنسيق والمتابعة مع المسؤولين بوزارة الداخلية، بالإضافة إلى التواصل مع أصحاب المجالس والمساجد والمآتم ورجالات العاصمة وأفراد المجتمع؛ مما انعكس على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، ورحل معاليه تاركاً وراءه إرثاً ما زال ملموساً حتى الآن.
ولم يكتف الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة -رحمه الله- بالقيام بدوره الرسمي كمسؤول، بل كان يعتبر نفسه جزءا من النسيج المجتمعي يعمل من أجل النهوض به، ويشجع الجميع على المشاركة الفعالة في تطويره، من خلال دعم الفعاليات المجتمعية والمبادرات الإنسانية، كما ساهم في تعزيز الروح الجماعية والتضامن بين أفراد المجتمع، ويأتي ذلك من إيمانه بأن بناء المجتمعات القوية والمتماسكة تنطلق من التعاون والعمل الجماعي.
وواصل -رحمه الله- إنجازاته من خلال زياراته خارج المملكة إلى عدد من دول الخليج العربي حيث التقى وعقد اللقاءات والاجتماعات مع كبار المسؤولين، حيث تم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، والتي تسهم في تطوير العمل والتعاون وتبادل الخبرات بين مملكة البحرين ودول مجلس التعاون بما يصب في تقديم أفضل الخدمات والبرامج للمواطنين البحرينيين.
وقد أشار الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة رحمه الله، كان مثالًا للأخلاق الرفيعة والتفاني في العمل، وكانت علاقتي به مبنية على الاحترام والثقة المتبادلة، فعندما صدر أمر حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بتعييني كمحافظ للمحافظة الجنوبية، كنت أتشاور معه باستمرار، وأستفيد من نصائحه القيمة التي كانت نابعة من تجربة طويلة وحكمة عميقة، واستمر هذا التواصل أيضًا عندما تم تعييني سفيرًا، حيث كان -رحمه الله- سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة حينها خلال تلك الفترة، وكان دائمًا يقدم الدعم والنصائح في مختلف المواقف، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
إلى ذلك أكد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق بأن المغفور له بإذن الله تعالى معالي الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة كان يعتبر من رواد العمل الاجتماعي والرياضي والدبلوماسي، وقد كان الفقيد -رحمه الله- كان علامة بارزة ومضيئة في العمل الوطني، حيث نال الثقة الملكية السامية بتعيينه محافظا لمحافظة العاصمة عام 2002 حتى عام 2011، أسس خلالها العديد من المبادرات والمشاريع ذات الهوية الوطنية في المجال الأمني والاجتماعي والخدماتي، وساهم في الارتقاء بعمل المحافظات من خلال الخطط والمشاريع التي طرحها وقدمها رحمه الله، حيث تميزت فترة توليه منصب محافظ محافظة العاصمة بالعديد من النجاحات والإسهامات في مختلف المجالات.
وأكد سعادة المحافظ أن الفقيد -رحمه الله- قدم عملا بارزا ومضيئا في مسيرة عمل المحافظات وله بصمات عديدة، مستذكرا الجهود المخلصة للراحل ومسيرته التي كان خلالها مثالا للإخلاص والتفاني والوطنية، داعيا المولى -عز وجل- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وفيما نعى الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة، الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة محافظ محافظة العاصمة الأسبق، مستذكرا مناقبه وجهوده في خدمة أهالي المحافظة، فقد أكد المحافظ على الدور البارز للشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة في الوقوف على احتياجات المواطنين والمقيمين والعمل على تذليلها خلال فترة توليه منصب محافظ العاصمة ما بين عامي 2002 و2011، إلى جانب الجهود الكبيرة التي بذلها في عدد من المناصب الحكومية التي تقلدها، سائلين المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأشار علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور محافظ المحافظة الشمالية، أنه برحيل الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة -رحمه الله- الرياضي، فإن الكلمات والعبارات تعجز عن الوفاء في حقه، حيث عملت معه -رحمه الله- منذ بداية عملي في محافظة العاصمة كمدير للخدمات وبرامج التنمية، وبالتالي رشحني لتولي وظيفة نائب المحافظ، وقد كسبت ثقته من خلال العمل الصادق على محبة الوطن والمواطنين، حيث كان -رحمه الله- مولعاً بالعمل الوطني مخلصاً ومحباً لقيادته وشعبه بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، وقد كان المرحوم يتمتع بشخصية إعلامية بارزة حيث كان يترجل خطاباته في المناسبات الوطنية بحرفية وخبرة عالية، فكان -رحمه الله- كريما محبا وفيا لأصدقائه وهو ما يعكس خلقه وأخلاقه التي أسرت الجميع، وقد رحل عنا اليوم الشيخ المعطاء وهو في قمة عطائه وقدراته".
وقال مبارك بن أحمد الفاضل المنسق العام للمحافظات السابق: "رحم الله الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة الذي كان من أبناء البحرين الأوفياء، حيث ساهم تعيينه محافظا لمحافظة العاصمة في بناء التواصل المجتمعي وحلّ العديد من القضايا والاهتمامات المجتمعية، منوهاً بتمثيل معاليه لبلاده خير تمثيل حينما عين سفيراً لمملكة البحرين في المملكة العربية السعودية الشقيقة مضيفا" لقد ترك الشيخ حمود بصمة لا تنسى في كل المناصب التي تقلدها، جعلت منه نموذجاً يحتذى به في العطاء والتميز، وترك إرثاً يتحدث عن شخصيته الإنسانية وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه، فيما كان -رحمه الله- من الشخصيات الوطنية في مجال الرياضة منذ شبابه، فقد كان داعماً للأندية، ومن القيادات الرياضية في مؤسسة الشباب والرياضة وله بصمات واضحة في تطوير الرياضة.