نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي ندوة ثقافية بعنوان 'العلاقة بين الناقد والمبدع'، شارك فيها نخبة من الأدباء والمثقفين، وهم: الدكتورة مي السادة، الدكتورة رفيقة رجب، الأستاذة فاطمة محسن، والأستاذ جعفر سلمان، وأدار الحوار الدكتور فهد حسين.
وقد بدأ الدكتور فهد حسين الندوة بتسليط الضوء على طبيعة العلاقة بين الناقد والمبدع، مشيراً إلى أنها تتسم أحياناً بالاختلافات والصراعات الفكرية التي قد تعيق الانسجام والتوافق بين الطرفين. كما أوضح أن هذا التباين في الآراء لا يقتصر فقط على النقاد والمبدعين، بل يمتد أحياناً إلى اختلافات بين النقاد أنفسهم وبين المبدعين أيضاً، ما يبرز أهمية إقامة مثل هذه الجلسات للنقاش حول هذه القضايا المعقدة.
وفي بداية الجلسة، تحدثت الأستاذة فاطمة محسن عن أهمية القراءة في حياة الكاتب، مشيرة إلى أنها تمثل المتعة والفائدة، فيما تعبر الكتابة عن الحرية والإبداع. وأضافت الدكتورة مي السادة أن القراءة والكتابة عمليتان متلازمتان، حيث تعكس القراءة الاطلاع وتوليد الأفكار، وتأتي الكتابة كنتيجة لهذه الأفكار والمعرفة.
وتطرقت الدكتورة رفيقة رجب إلى أهمية الجانب الجمالي في القراءة، موضحة أن ما يعلق في ذاكرة القارئ يسهم في إثراء كتاباته، مشيرة إلى ضرورة تدوين الأفكار التي تأسر القارئ وتظل عالقة في ذهنه. كما أكدت على أن القراءة يجب أن تتماشى مع التحولات المجتمعية، إذ تتغير اهتمامات القراء من جيل إلى آخر. ومن جانبه، تناول الأستاذ جعفر سلمان موضوع تطلعات الكاتب البحريني وأهدافه المتنوعة، مبرزاً أهمية القراءة المعمقة لتكوين وجهة نظر معرفية تسهم في الكتابة بوعي.
ثم ناقش الأستاذ جعفر سلمان تجربته في بداياته، حيث رأى أن العلاقة بين الناقد والمبدع كانت تتسم بنوع من التكبر والتعالي، مشيراً إلى نقص أعمال النقاد البحرينيين رغم قلة الإنتاج الأدبي المحلي. وأوضحت الدكتورة رفيقة رجب أن الناقد المنهجي يجب أن يلتزم بأسس منهجية ويبتعد عن النقد الانطباعي، مشيرة إلى أن بعض النصوص قد لا تحظى بالنقد بسبب رفض أصحابها، مما يتطلب من الناقد تحديد موقعه بوضوح في الساحة الأدبية.
واختتمت الندوة بتأكيد المتحدثين على أهمية النقد البنّاء في إثراء الإبداع الأدبي وتشجيع التفاعل بين النقاد والمبدعين، بما يسهم في تطور الساحة الثقافية البحرينية. ، تم فتح المجال لمشاركات الحضور وتكريم المشاركين من قِبل إدارة مركز عبد الرحمن كانو الثقافي.