أكد نوار علي المحمود رئيس وفد الشعبة البرلمانية المشارك في أعمال الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والذي يقام في العاصمة المالية باماكو، أن ما تواجهه مملكة البحرين من استهداف واضح لكيانها واستقرارها وأمنها من خلال الدعم الخارجي لإثارة الفتنة تارة أو أعمال العنف والتخريب تارة أخرى والتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة وممارسة مختلف أنواع الضغط الإعلامي والاقتصادي والسياسي لزعزعة الوضع البحريني لخدمة مشاريع توسعية من بعض الدول، أو لفرض هيمنة دول أخرى على قرار البلاد، وهو ما يقف شعب البحرين ومن أمامه قيادته الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه للتصدي له بكل حزم وعزم، وبدعم ومساندة من الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تواجه أيضاً محاولات مماثلة باءت كلها بالفشل بفضل الله ثم بفضل الوعي الحقيقي بما تخفيه بعض الدول والجهات الخارجية من نوايا للوصول لغاياتها في السيطرة على ثروات الشعوب وإشاعة الفوضى وإشعال الفتن والحروب باسم الدين، ولفرض أجنداتهم تحت ذريعة مكافحة الإرهاب تارة أو مراقبة حقوق الإنسان تارة أخرى إذا لم تنجح محاولاتهم الأولى، وهو اسلوب بات مكشوفاً للجميع.
وشدد المحمود خلال القائه لكلمة السلطة التشريعية لمملكة البحرين في المؤتمر على أن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في العالم يعد أحد المحاور المهمة التي تلتقي حولها الدول الإسلامية- إن لم يكن على رأسها- فهو مطلب ملح للجميع، ومن هذا المنطلق فإن السلطة التشريعية بمملكة البحرين تدعوا هذا المؤتمر لمطالبة الكونغرس الأمريكي والحكومة الأمريكية بإعادة النظر في التشريع المسمى " قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب " (جاستا)، مؤكدين بأنه يخالف مبادئ القانون الدولي، وخاصة مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، ومبدأ الحصانة السيادية، والذي قد يستخدم كذريعة لاستهداف الدول الإسلامية وهو ما نؤكد على رفضه جملة وتفصيلاً، ونأمل من اجتماعنا هذا أن يكون له موقف واضح حياله.
ولفت سعادته إلى أن المؤتمر الثاني عشر للاتحاد يأتي في ظل تصاعد المخاطر والتحديات التي تواجهها الدول الإسلامية نتيجة لانتشار ظاهرة الإرهاب، والتي يتم العمل بشكل واضح اليوم لربطها بالدين الإسلامي الحنيف ، وتحميل المسلمون في دول العالم كافة، ممارسات الجماعات المدسوسة و الممولة لخدمة مشاريع معينة ذات أهداف سياسية وتغطيتها بغطاء ديني ، على الرغم من الضحايا في معظم هذه الممارسات هم من المسلمون الذين أصبحوا هم القتلة وهم الضحايا في ذات الوقت.. في حين يحرص الإعلام الموجه والذي تديره رؤوس الأموال الصهيونية على ترسيخ هذه النظرية في عقول الجميع بما في ذلك المسلمون أنفسهم، وهو ما يستدعي وقفة جادة وضرورية تبادر من خلالها الدول والمنظمات والاتحادات الإسلامية لتبني هذا الموضوع ضمن مؤتمراتها واجتماعاتها لوضع رؤية واضحة للتعاون فيما بينها لمواجهة هذه الظاهرة و القضاء عليها، خدمة للدين الإسلامي وللبشرية عامة، وللوقوف صفاً واحداً في وجه الارهاب و الكراهية و التطرف ، والتأكيد على أن الإرهاب لا دين له سوى القتل والإجرام.
وأضاف سعادته " ان القضية الفلسطينية ستبقى من بين الأولويات التي تجمعنا، والتي نؤكد على أهمية التعاطي معها بشكل أكثر جدية في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التعديات المستمرة على الشعب الفلسطيني الشقيق والحصار الذي يمارس تجاهه، وعمليات الاغتيال المنظم لأبناءه، لنقف جميعاً لدعم هذا الشعب الأبي ومساندته بمختلف الوسائل والسبل".
وبين سعادته أن الاتحاد يتطلب مزيداً من العمل على دعم الفلسطينيين للوصول إلى حقهم العادل في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف وحث حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد على دعم هذا الموقف في كافة المحافل الدولية والتأكيد على حق العودة ومساندة مطالب السلطة الفلسطينية في مواقفها تجاه عملية السلام، لافتاً إلى موقف السلطة التشريعية بمملكة البحرين الذي يؤكد على احترام حق الشعبين السوري واليمني الشرعي في الحرية والكرامة والخروج من أتون الحرب التي تفرضها عليهم مشاريع الهيمنة التوسعية والتي راح ضحيتها الكثير من أبناء هذين الشعبين العزيزين على قلوبنا جميعاً، مشدداً على ضرورة مد يد العون والمساندة وتحمل المسؤولية تجاه ما يعانيه اللاجئين السوريين واللذين نزحوا من بلادهم ودعم الدول المضيفة لهم.
وفي ذات السياق أوضح سعادته بأن مشاركة الدول الإسلامية في هذا المؤتمر وغيره من التجمعات ينبغي أن يستمر وأن يتطور ليتضمن المزيد من الخطوات التي تعزز مكانة المسلمين في العالم، وبالمستوى الذي يمنع التعدي عليهم والإساءة إلى الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله الله عليه وأله وسلم ورموز الإسلام من صحابة وتابعين رضي الله عنهم جميعاً، واستهداف بيت الله الحرام و المسجد الأقصى المبارك واللذين يشهدان محاولات الاعتداء عليهما، و وصولاً إلى إهانة المسلمين وابادتهم واضطهادهم في الكثير من البلاد، وهو ما ترى السلطة التشريعية بمملكة البحرين أهمية العمل من خلال هذا المؤتمر على تبني وثيقة إسلامية لرفض هذه التعديات والتأكيد على التصدي لها بشتى الوسائل المتاحة.
وتقدم سعادة رئيس وفد الشعبة البرلمانية بسم السلطة التشريعية بمملكة البحرين أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للجمعية الوطنية في جمهورية مالي وإلى رئيسها معالي السيد إسحاق سيدي بي رئيس الدورة الثانية عشرة لمؤتمر الاتحاد، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال والرعاية التي لمسناها للمشاركة في هذا المؤتمر، ناقلاً لمعاليه ولجميع المشاركين في أعمال المؤتمر تحيات معالي السيد أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب ومعالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين وتمنياتهم بالتوفيق والنجاح لهذا المؤتمر وما يصاحبه من اجتماعات.
الجدير بالذكر أن وفد الشعبة البرلمانية المشارك في اجتماعات الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي والاجتماعات المصاحبة يضم أصحاب السعادة النائب الشيخ ماجد إبراهيم الماجد نائب رئيس الوفد والشيخ جواد عبدالله حسين عضو مجلس الشورى والنائب نبيل عبدالله البلوشي.