د. عامر إبراهيم الدرازي

يسرني بصفتي رئيس جمعية الأطباء البحرينية أن أتوجه بأسمى آيات التقدير والامتنان لجميع الأطباء البحرينيين في هذه المناسبة المميزة: «يوم الطبيب البحريني»، الذي يأتي تكريماً لعطاء أبطال القطاع الصحي وتضحياتهم المخلصة في سبيل سلامة مجتمعنا وصحته.

إن هذا اليوم الذي تم اعتماده بقرار من رئاسة مجلس الوزراء بناءً على مبادرة جمعية الأطباء، يعكس حرص مملكة البحرين على إبراز الدور الجليل للأطباء، وتقديرها لما يقدمونه من خدمات إنسانية تعبّر عن أسمى معاني الالتزام والتفاني. وما يبعث على الفخر هو أن الطبيب البحريني أصبح ركيزة أساسية في نهضة المملكة الصحية، وعنواناً للإبداع والتميز في المحافل الدولية، بفضل كفاءته وتفانيه والدعم المستمر من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه.

وفي ظل الأزمات الصحية العالمية، كجائحة فيروس كورونا، رأينا الأطباء البحرينيين يقفون شامخين في الصفوف الأمامية، يؤدون واجبهم الوطني بروح الفريق الواحد، مستجيبين لتوجيهات قائد فريق البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، ومجسدين أروع صور التضحية. لقد قدّموا أرواحهم وساعات عملهم الطويلة، متحملين المشاق والضغوط النفسية والجسدية، ليضمنوا سلامة الوطن والمواطنين. تلك الجهود لم تكن لتثمر لولا الإيمان العميق برسالة مهنة الطب وبدعم القيادة الرشيدة.

وإيماناً من الحكومة بأهمية دعم الكوادر الطبية البحرينية، أطلقت رئاسة مجلس الوزراء مبادرات متعددة تهدف إلى توظيف الأطباء البحرينيين وزيادة فرصهم التدريبية والتوظيفية في القطاع الصحي، إلى جانب تحسين أوضاع الأطباء العاملين في المستشفيات. كما أعلن سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، رئيس مجلس إدارة صندوق العمل «تمكين»، عن برامج تمويل ودعم متكاملة لتوفير فرص عمل للأطباء البحرينيين في المستشفيات الحكومية والخاصة، وتعزيز مهاراتهم من خلال برامج تدريبية تخصصية تهدف إلى رفع كفاءتهم وجاهزيتهم لسوق العمل.

وفي هذا السياق، تلتزم جمعية الأطباء البحرينية بالتعاون الوثيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية لترجمة التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك إلى واقع ملموس، من خلال تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية في جميع جوانب عملنا. نحرص على تعزيز التميز الطبي البحريني، مع التمسك بالقيم الثقافية والتراثية للمملكة.

واليوم، ومع تكريم الجهود الطبية، أؤكد باسم جمعية الأطباء البحرينية على ضرورة الاستمرار في تطوير الكوادر الطبية، وتوفير المزيد من الفرص التدريبية محلياً ودولياً، خاصة للأطباء حديثي التخرج. يجب أن نعمل يداً بيد مع الجهات المعنية لتوفير بيئة خصبة تدفع نحو التميز والإبداع، وتسهّل عملية بحرنة القطاع الصحي بما يتناسب مع طموحات أبنائنا في هذا المجال الحيوي. ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نشيد بالدعم الكبير من جلالة الملك وولي عهده الأمين، الذي يعزز مسيرة الأطباء، ويمنحهم الثقة لمواصلة العطاء والابتكار. كما نثمّن جهود معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، الذي يسعى دوماً لتذليل العقبات التي تواجه الأطباء البحرينيين. ونقدّر التواصل المستمر والمتابعة الحثيثة من قبل سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة، لجميع التحديات التي تواجه الأطباء، مما يعكس تقديرها العميق لجهودهم. وختاماً، نجدد في جمعية الأطباء البحرينية وعدنا بمواصلة بذل كل جهد ممكن لخدمة مملكة البحرين وشعبها الكريم، من خلال تكريس أفضل الممارسات العلمية والمهنية والأخلاقية في عملنا، وأن ننهض بدورنا في تقديم الخدمات العلاجية للمرضى على أكمل وجه، بما يمليه علينا ضميرنا وشرفنا المهني وإخلاصنا لقيادتنا ووطننا. ونتوجه بكلمة تقدير وعرفان باسم جميع أطباء البحرين إلى مقام سيدي ملك البلاد المعظم، ومقام سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مؤكدين أن أطباء البحرين سيظلون، كما عهدتهم القيادة دائماً وأبداً، أوفياء لملكهم ووطنهم والمهنة الطبية. وكل عام وأطباء البحرين، رجالاً ونساءً، بألف خير وصحة وسلامة.

رئيس جمعية الأطباء البحرينية