بمناسبة اليوم العالمي للطفولة والذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام

أكد السيد صباح عبد الرحمن الزياني، رئيس جمعية المستقبل الشبابية، عضو اللجنة الوطنية للطفولة أنّ مملكة البحرين تولي اهتماماً بالغاً بحماية ورعاية الطفل، إيماناً منها بأهمية مرحلة الطفولة في تشكيل مستقبل المملكة، مشيرا إلى أن المملكة حققت إنجازات نوعية فيما يتعلق بقضايا الطفولة وقدمت نموذجاً متقدماً في حماية الطفل من خلال مبادرات عدة، من بينها إنشاء مركز حماية الطفل وخط نجدة الطفل، وإصدار قانون الطفل لعام 2012 وقانون العدالة الإصلاحية لعام 2021، ومضيفا أنّ هذه الجهود تؤكد التزام المملكة بتطوير منظومة تشريعاتها بما يتماشى مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الطفل.

جاء ذلك في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي للطفولة الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام، والذي يأتي كذكرى لاعتماد الأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، ومن ثم اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، مشيرًا إلى أنّ هذه المناسبة تمثل فرصة لتعزيز حقوق الأطفال وتسليط الضوء على أهمية رعايتهم وتأمين المستقبل الأمثل لهم.

وفي هذا السياق؛ أشار الزياني إلى الاستراتيجية الوطنية للطفولة (2023-2027) والتي أقرّها مجلس الوزراء بمناسبة اليوم العالمي للطفل عام 2023؛ إذ تأتي ترجمة لرؤية المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتعزيز مكانة الأطفال وضمان حقوقهم.

وأضاف إلى أنّ الاستراتيجية الوطنية تقوم على أربع مرتكزات أساسية تمثل حقوق الطفل، وتُترجم عملياً عبر ثمانية محاور رئيسية وتشمل الحوكمة والصحة والتعليم والحماية والهوية والمشاركة الفعالة للأطفال.

ولفت الزياني إلى أنّ الاستراتيجية تهدف أيضاً إلى رفع وعي الأسرة والمجتمع بأهمية مرحلة الطفولة وخصائصها ومتطلباتها، وذلك من خلال تنفيذ برامج تثقيفية وتوعوية تهدف إلى تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية لضمان بيئة داعمة ومساندة للأطفال.

وأوضح أنّ البحرين تسعى من خلال الاستراتيجية الوطنية للطفولة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، مؤكداً أنّ هذه الجهود تعكس التزام المملكة بمبادئ حقوق الإنسان واحترامها لحقوق الطفل كجزء لا يتجزأ من تطلعاتها التنموية.

كما أشاد الزياني بالدور الكبير الذي تضطلع به اللجنة الوطنية للطفولة في تنسيق الجهود الوطنية وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات لتحقيق التكامل في مجال الطفولة، وأوضح أنّ اللجنة تعمل على رصد الاحتياجات الأساسية للأطفال، واقتراح الحلول المناسبة، والإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطفولة، ومتابعة التقارير الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.

وأكد الزياني على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني، ومنها جمعية المستقبل الشبابية التي حرصت على أن تكون شريك أساسي في تنفيذ الإستراتجية الوطنية للطفولة على أرض الواقع، ولفت إلى أنّ الجمعية لعبت دوراً محورياً في تكوين وتنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال برامجها ومبادراتها المتنوعة، إذ تسعى الجمعية بالتعاون مع اللجنة الوطنية للطفولة إلى تعزيز حقوق الطفل وحمايتها في جميع المجالات.

وأشار إلى مبادرة "ابتسامة" التي أطلقتها الجمعية عام 2011م لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم، تمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة المجتمعية في إطار الاستراتيجية الوطنية للطفولة، إذ تهدف المبادرة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المرضى، إضافة إلى تقديم برامج ترفيهية وتعليمية تسهم في تحسين جودة حياتهم وتمكينهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية في الحياة والتعليم والنمو في بيئة آمنة، ونوه إلى أنّ "ابتسامة" تعمل بشكل وثيق مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الجهود الوطنية في هذا المجال.

وأختتم الزياني تصريحه قائلاً "إن حقوق الأطفال هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، بدءاً من الأسرة مروراً بالمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني ووصولاً إلى الحكومات، وإنّ نجاحنا في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للطفولة سيشكل ركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، ونحن واثقون من قدرة المملكة، بمؤسساتها وأفرادها على تحقيق هذه الأهداف بكل كفاءة وإخلاص".