يواصل معرض البحرين الدولي للإنتاج الزراعي والحيواني "مراعي 2024" فعالياته وسط إقبال واسع من الزوار بمختلف فئاتهم العمرية، حيث يقدم تجربة تعليمية وتطبيقية شاملة تسلط الضوء على أحدث الابتكارات الزراعية والتقنيات الحديثة، وذلك في قرية البحرين الدولية لسباقات القدرة.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أوضح علي الخرفوش، رئيس لجنة المعارض الزراعية ورئيس قسم الترويج للثروة الزراعية بوزارة شؤون البلديات والزراعة، أن المهرجان هذا العام يشهد إضافة خيمة زراعية للمرة الأولى، تحتوي على مشاريع طلابية وأكاديمية مبتكرة، إضافة إلى قسم مخصص للتسلسل التاريخي للزراعة في المملكة منذ حضارة دلمون. وأكد أن هذه الإضافات تهدف إلى إبراز الإرث الزراعي الغني للبحرين وتعزيز الوعي الزراعي لدى الزوار والمزارعين.
ومن بين المشاريع المبتكرة التي حظيت باهتمام الزوار؛ مشروع الطالب سيد حسن علي من مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية، الذي قدم روبوتًا زراعيًا ذكيًا قادرًا على تنفيذ عمليات زراعية متكاملة، بدءًا من حرث التربة وغرس البذور وصولًا إلى الري باستخدام طاقة نظيفة تعتمد على السولار، حيث أوضح الطالب أن الروبوت مجهز بتقنيات ذكاء اصطناعي تتيح له تحديد نوع البذور وتوفير الظروف المثلى لها، مع إمكانية التحكم فيه عبر تطبيق إلكتروني ومراقبته بواسطة كاميرا مدمجة.
وفي سياق آخر؛ استعرض الدكتور زياد محمد من كلية الهندسة بجامعة البحرين للتكنولوجيا، مشروعًا مبتكرًا لمراقبة المزارع الداخلية، يعتمد على أجهزة استشعار متطورة لقياس الرطوبة، درجة الحرارة، وحموضة التربة، مع إرسال تقارير لحظية لصاحب المزرعة لتفعيل الأنظمة البيئية المناسبة تلقائيًا.
كما شارك محمد مهدي، من الجامعة الخليجية، بمشروع يهدف إلى تحسين كفاءة الري باستخدام حساسات تقيس مستوى رطوبة التربة، ما يساعد على ترشيد استهلاك المياه وتوفيرها.
وفي إطار الحلول المستدامة؛ قدمت فاطمة خليل، من قسم علوم الحياة بجامعة البحرين، مشروعًا لإنتاج الفحم الحيوي من مخلفات النخيل، الذي يُسهم في تحسين خصوبة التربة، زيادة نمو النباتات، وإزالة الملوثات الناتجة عن المركبات الهيدروكربونية.
من جهتها؛ تحدثت المهندسة إيمان الفضل، من وزارة شؤون البلديات والزراعة، عن تقنيات الزراعة المائية باستخدام الإسفنج الزراعي، الذي يقلل استهلاك المياه ويسرع عملية الإنتاج الزراعي، مؤكدة أن هذه التقنية تعد من الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات ندرة المياه.
وفيما يتعلق بتقنيات الري، أوضح المهندس الطيب عباس علي من وزارة شؤون البلديات والزراعة، أن تقنية الري تحت السطحي باستخدام الأنابيب التي تستهدف جذور النباتات مباشرة تُعد من أكثر الحلول فعالية لتقليل الهدر المائي ومنع التبخر، مشيرًا إلى أن هذه التقنية أصبحت واسعة الاستخدام في المزارع المحلية.
وتضمنت فعاليات المهرجان كذلك عروضًا عن تكاثر نباتات الأوركيدا والنخيل، قدمتها رحمة محمد موسى من هيئة شؤون الزراعة، إضافة إلى مشاركة المهندس أحمد سعيد الذي استعرض مجموعة من الآفات الزراعية المحنطة مع تقديم إرشادات حول كيفية التعامل معها، بهدف رفع الوعي الزراعي لدى الزوار.
ويشكل مهرجان "مراعي 2024" نموذجًا متميزًا يجمع بين الابتكار في مجالي الانتاج الحيواني الزراعي، مما يعزز مكانة مملكة البحرين كمركز إقليمي رائد في المجال التنمية المستدامة.