بقلم: غادة حميد حبيب
عاماً بعد عام حتى بلغنا 22 عاماً من العزّة والوئام، وككل عام في الأول من ديسمبر تحتفل مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية، وهو اليوم الوطني الذي يعكس مكانة المرأة ودورها المحوري في مسيرة التنمية المستدامة، ليكون الشعار في هذا العام «المرأة شريك جدير في بناء الدولة»، وهو ما يعكس إيمان المملكة واعترافها بمشاركة المرأة في مختلف قطاعات التنمية، ودورها الفعّال في بناء مستقبل وطن قوي ومستدام منذ عصور.
لقد أثبتت المرأة البحرينية جدارتها كشريك أساسي في بناء الدولة، ليس فقط من خلال دورها التقليدي في الأسرة، بل أيضاً عبر مساهماتها المتعدّدة في جميع القطاعات.
فمنذ عقود، حقّقت المرأة البحرينية خطوات متقدّمة في مجالات التعليم والصحة والقضاء والاقتصاد، وأصبحت مثالاً يُحتذى به في المنطقة. إنَّ كلّ هذه الإنجازات والشراكة لم تكن لتتحقّق إلا من خلال الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة في المملكة متمثلةً بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، مما أسهم في تمكين المرأة وتوفير البيئة المناسبة لتحقيق نجاحاتها.
المبادرات الوطنية مثل «المجلس الأعلى للمرأة» جاءت لتُترجم هذه الرؤية إلى واقع ملموس يعزّز حقوق المرأة ويمنحها الفرصة الكاملة لتكون شريكاً فعّالاً في صنع القرار.
إنّ دور المرأة كشريك جدير لا يقتصر على مشاركتها في القطاع العام أو الخاص فحسب، بل يتجلّى أيضاً في دورها في مجالات الإبداع فأصبحت المرأة البحرينية قائدة مبدعة، وخير دليل ما نشهده اليوم من سيدات يشغلن مناصب قيادية في مختلف المجالات.
علاوة على ذلك، تُسهم المرأة البحرينية بشكل فعّال في تعزيز الاستدامة من خلال أدوارها المختلفة، ما يعكس وعيها بمسؤوليتها تجاه مستقبل المملكة. كما أثبتت قدرتها على التكيّف مع التحديات بل والتغلّب عليها.
إن الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية هذا العام يأتي ليؤكد أن المرأة ليست فقط داعمةً لمسيرة البناء، بل شريك رئيس وجدير بمواصلة الريادة. ومع استمرار دعم الحكومة والقطاعات المختلفة، تتّجه البحرين نحو مستقبل أكثر إشراقاً بقيادة كفاءات نسائية قادرة على تقديم حلول مبتكرة ومواكبة التحديات.
ختاماً، يمثّل هذا اليوم دعوةً لجميع أفراد المجتمع للاحتفاء بإنجازات المرأة البحرينية والإيمان بدورها المحوري في تحقيق التنمية الوطنية، انطلاقاً من أن بناء الوطن لا يكتمل إلا بمشاركة الجميع، نساءً ورجالاً، جنباً إلى جنب.
* الأمين العام للتظلمات ورئيس مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين