الكاتب والصحفي المخضرم أسامة مهران، يُعتبر مسؤولاً عن العلاقات العامة في مؤسسة أكاديمية، ولديه تشخيص واقعي لجدلية العلاقة بين الصحافة والعلاقات العامة، وهو رغم عمله الحالي في العلاقات العامة، إلا أنه يؤكد بأنها أضرت بالصحافة، وفسّر ذلك بأن مؤسسات التعليم العالي في البحرين ربطت بين العلاقات العامة والصحافة في منهج دراسي واحد على الرغم من عدم وجود علاقة بينهما، فكلّ دراسة منهما لها منهجيتها.

وقال مهران: «إن الجامعات قامت بإدماج الدراستين لكي توفّر من التكاليف وتستقطب أكبر عدد من الطلبة في دراسة واحدة، وأنا أرى أن الإعلام يستحق أن يكون لديه كلية مستقلة لأنه وعي قبل أن يكون دراسة وليس بيانات يتم تجميعها وعرضها على المسؤولين، فموظف العلاقات العامة لا يستطيع أن يكتب خبراً صحفياً».

ووصف مهران حلقة الوصل بين العمل الصحفي ووظيفة العلاقات العامة بأنها «منطقة الضلال»، التي تختلط فيها المفاهيم حتى وصل الأمر إلى فوضى يراها الجميع في «السوشيال ميديا»، فلا تجد جملة صحيحة أو لغة عربية محترمة كما هو الحال في العمل الصحفي الرصين.

وأوضح أن وظيفة العلاقات العامة هي توصيل للمعلومات وتمهيد لعلاقة المسؤول بالصحافة دون التداخل والوصول إلى مرحلة كتابة الخبر تحت مسمى «تصريح أو بيان»، وقال إن المسؤولين في الجهات التي تعتمد على ترويج نفسها بالعلاقات العامة، تركت المنطقة الصحيحة التي يمكن أن تروّج وتطور عملها وهي الصحافة.

وشدّد على أن للصحافة مهمة أسمى مما يعتقد البعض، وهي صناعة الصورة الذهنية للمؤسسة وأيضاً المجتمع بشكل عام، فمن يريد أن يتعرّف على ثقافة المجتمع سيجدها في الصحافة والإعلام وليس في العلاقات العامة، وخلص إلى أن العلاقات العامة هي صناعة البروتوكول والكياسة، وقال: «بعض الجهات تقوم بإنشاء مكتب للعلاقات العامة لاستكمال وجاهة المسؤول، دون أن يقوموا بخلق علاقات حقيقية مع الصحافة وينشئون بهؤلاء الموظفين الحائط الذي يمنع الصحفي من الوصول للمسؤول».