استذكرت هيئة البحرين للثقافة والآثار مناقب الكاتب والمفكر البحريني الراحل الدكتور محمد جابر الأنصاري، مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية وأحد أبرز روّاد الحركة الفكرية والثقافية في مملكة البحرين، والذي رحل تاركاً وراءه إرثاً من العطاء يمتد لسبعة عقود.

وصرح الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار:" تودّع الحركة الثقافية البحرينية اليوم بكل حزن وأسى الكاتب والمفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري"، مؤكداً أن الوسط الثقافي والعلمي سيفتقد قامة أدبية رفيعة ساهمت في إثراء الحراك المحلي والإقليمي بنتاجات في مجالات الاجتماع والسياسة والنقد الأدبي والتي ستبقى مرجعاً لكل الباحثين والكتاب والأدباء، موضحاً أن الدكتور الأنصاري يمثل رمزاً وطنياً وفكرياً.

يذكر أن الدكتور الأنصاري حاصل على دكتوراة في الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر من الجامعة الأمريكية في بيروت، وشهادة في اللغة والحضارة الفرنسية من السوربون في فرنسا، وشغل عدة مناصب منها رئيس الأعلام وعضو مجلس الدولة بالبحرين (1969-1971)، وهو من مؤسسي أسرة الأدباء والكتاب وأول رئيس لها، كما شارك في مجلس تأسيس معهد العالم العربي. شغل منصب عميد كلية الدراسات العليا وأستاذ الحضارة الإسلامية والفكر المعاصر بجامعة الخليج العربي، وكان عضواً المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في البحرين.

وتميزت أعماله باتساق الرؤية الفكرية في إطار مشروع نقدي للفكر العربي السائد تطلعاً إلى تجديد المشروع النهضوي، كما تميزت رؤيته الفكرية بالتشخيص العيني للواقع العربي في أبعاده السياسية والاجتماعية والحضارية في حقلي التراث العربي الإسلامي وفكر عصر النهضة، حصل على عدة جوائز من أهمها: جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن كتابه تحولات الفكر، جائزة الدولة التقديرية للإنتاج الفكري في البحرين، وسام قادة مجلس التعاون في قمة مسقط، له مؤلفات عديدة يصل عددها إلى 21 كتاباً إضافة إلى مجموعة كبيرة من المقالات الأدبية المنشورة.