- • 995 متراً مربعاً و3000 قطعة خشب.. جناح البحرين أيقونة معمارية
- • رحلة عبر الحواس الخمس.. تجربة غامرة بانتظار زوار جناح البحرين
- • مساحة للأعمال والاستثمار.. البحرين تبرز مكانتها كمركز اقتصادي عالمي
يُعد «إكسبو» أحد أكبر المعارض الدولية التي تُنظَّم كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم، حيث تجتمع تحت مظلته مئات الدول والمؤسسات لعرض إنجازاتها في مجالات التنمية والابتكار والثقافة.
ويمثل الإكسبو أكثر من مجرد معرض، بل هو مساحة للتبادل الحضاري، وفرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإنسانية واقتراح حلول مبتكرة لها.
ويحمل «إكسبو 2025» في مدينة أوساكا اليابانية شعار «ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات»، جامعاً بين الرؤى التنموية والطموحات الإنسانية لصناعة مستقبل أفضل.
يشارك جناح مملكة البحرين في المعرض تحت شعار «تلاقي البحار»، ليعكس الدور التاريخي للبحرين كمركز تجاري وبحري ربط بين الحضارات عبر العصور.
وتجسد هوية الجناح ارتباط المملكة العميق بالبحر، باعتباره مصدر حياة وثقافة واقتصاد، ويقدّم للزوار تجربة حسية غامرة تنقلهم في رحلة عبر تاريخ البحرين البحري وحاضرها المزدهر.
جاء تصميم جناح البحرين بتوقيع المهندسة المعمارية اللبنانية لينا الغطمة ومكتبها «Lina Ghotmeh Architecture»، حيث اعتمد على فلسفة معمارية تحتفي بالتراث وتستشرف المستقبل.
الجناح، الممتد على مساحة 995 متراً مربعاً وبارتفاع 13.7 متر، شُيّد من نحو 3000 قطعة خشبية طبيعية باستخدام تقنيات النجارة اليابانية التقليدية، بما يضمن الاستدامة وإعادة الاستخدام بعد انتهاء المعرض.
كما استُوحي الشكل الخارجي من السفن البحرينية التقليدية، فيما اعتمد التصميم الداخلي على التهوية الطبيعية لتقليل استهلاك الطاقة، ليكون الجناح نموذجاً عالمياً للتصميم المستدام.
يأخذ الجناح الزوار في تجربة غامرة عبر خمس مناطق مخصصة لاستكشاف الحواس الخمس: البصر، السمع، الشم، التذوق، واللمس.
وقد جرى تنفيذ هذه التجربة بالتعاون مع مبدعين محليين ودوليين، منهم شركة التصميم البحرينية «شيبرد ستوديو»، والفنانة المتخصصة في الروائح سيسيل تولاس، التي أعدّت مكتبتين للرائحة، إلى جانب المؤلف الموسيقي البحريني حسن حجيري الذي أبدع تركيبات صوتية خاصة بالجناح.
لم يقتصر جناح البحرين على الجوانب الثقافية والتراثية، بل خُصصت فيه مساحة للأعمال تبرز مكانة المملكة كمركز اقتصادي حيوي وبيئة جاذبة للاستثمار. ويعكس هذا التوجه الاستراتيجي حرص البحرين على تعزيز حضورها العالمي كدولة رائدة في التنمية المستدامة ومركز للابتكار والتجارة.
ضمن التجربة الغامرة، يحتضن الجناح مقهى مميزاً تقدّم فيه الشيف البحرينية تاله بشمي أطباقاً مبتكرة تمزج بين النكهات البحرينية واليابانية، حيث يتيح هذا المزيج للزوار فرصة تذوق أصناف فريدة تروي قصة البحرين من خلال المطبخ، وتؤكد على التبادل الثقافي الذي يحمله جناح المملكة.
يمثل جناح البحرين في «إكسبو 2025» أوساكا – كانساي، والمستمر من 13 أبريل حتى 13 أكتوبر 2025، صورة حية لهوية المملكة البحرية العريقة ورؤيتها المستقبلية المستندة إلى الاستدامة والابتكار.
والجدير بالذكر أن التكلفة الإنشائية بلغت نحو 4 ملايين دينار بحريني، ويشكّل الجناح منصة عالمية لتعريف الزوار بإرث البحرين الثقافي ومكانتها الاقتصادية، ويعكس في الوقت نفسه التزامها بالمشاركة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل الإنساني.
لا يقتصر جناح البحرين في «إكسبو 2025» على الهندسة المعمارية أو الفعاليات الثقافية فحسب، بل يقوم أيضاً على سواعد الشباب البحريني الذين جرى إعدادهم بعناية ليكونوا الواجهة الإنسانية للجناح.
فقد أقامت هيئة البحرين للثقافة والآثار برنامجاً تدريبياً متكاملاً لفريق الجناح بالتعاون مع عدد من الجهات الوطنية، من بينها: وزارة التنمية المستدامة، مجلس التنمية الاقتصادية، هيئة البحرين للسياحة والمعارض، المجلس الأعلى للبيئة، مركز الاتصال الوطني، أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، ومعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات)، وشركة بابكو أبستريم، إضافة إلى الدعم الذي قدمته سفارة اليابان لدى مملكة البحرين.
وأكدت الهيئة أن الهدف من هذا البرنامج هو إعداد المشاركين ليكونوا سفراء للبحرين في المحفل الدولي، مزودين بمهارات مهنية ووعي ثقافي رفيع.
ومع انتهاء البرنامج التدريبي، أصبح الفريق مؤهلاً لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم والتفاعل معهم بكفاءة ومسؤولية، مجسداً صورة البحرين كدولة نابضة بالحياة، تجمع بين التراث العريق والرؤية المستقبليــة.