تحدثت أمهات بفخر عن نجاح دمج أبنائهن الثلاثة في الصفوف العادية بمدرسة أسامة بن زيد الابتدائية للبنين، بعد انتقالهم إليها من الصف الخاص بفئة التوحد، في ضوء ما أظهروه من تطور لافت في قدراتهم الأكاديمية والسلوكية والاجتماعية والنفسية.

وأعربن عن شكرهن العميق لوزارة التربية والتعليم، وللمدرسة، لما تحقق من إنجاز يثلج الصدر، ويندرج ضمن النتائج المشرفة لبرنامج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية، الذي تنفذه الوزارة.

وقالت والدة الطالب خالد عبدالله رضوان: "كنا نخشى هذه الخطوة، لكن الدعم الذي رأيناه فاق كل التوقعات، ورؤية ابني يشارك في الحصص مع زملائه، ويتفاعل معهم، جعلتنا نؤمن بأن المستقبل مشرق، وأن كل حلم يمكن أن يتحقق بالعمل الجاد والاحتواء."

أما والدة الطالب أحمد حسين محمد، فعبّرت عن مشاعرها بقولها: "ممتنة بشكل كبير لجهود المدرسة والوزارة، فقد تم توفير كل الدعم اللازم لابننا، من البرامج التربوية المتخصصة، والمعلمين المتميزين الذين آمنوا بقدرات أحمد أكثر من إيماننا نحن بها".

وأكدت والدة الطالب محمد مالك محمد أن الدمج لم يغير مسار ابنها الدراسي فحسب، بل غيّر حياته الاجتماعية أيضًا، فقد كان في الماضي أكثر انعزالًا، لكنه الآن يشارك في الأنشطة الجماعية، ويتحدث مع أصدقائه في الصف بكل سعادة، فقد تعلّم كيف يتواصل مع الآخرين، وكيف يعبّر عن نفسه، وهذا بالنسبة لنا أكبر نجاح يمكن أن نحلم به، فكل الشكر لجهود معلميه.

بدوره، قال مدير المدرسة الأستاذ خالد يوسف العامر: "بدعم وزارة التربية والتعليم، قمنا بتنفيذ خطط وبرامج تربوية مناسبة لهذه الفئة العزيزة من الطلبة، لتأهيلهم أكاديميًا واجتماعيًا وسلوكيًا ونفسيًا، ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع".

وتُعدّ هذه القصة الملهمة مثالًا حيًا على الجهود المبذولة في مملكة البحرين، لتقديم تعليم شامل يراعي مختلف الاحتياجات والفروق الفردية، ليمنح كل فرد الفرصة ليضيء شعلة أمله، ويحقق أحلامه، ويساهم كعنصر فاعل في المسيرة التنموية الوطنية.

والجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم توفر فرص الدمج في المدارس الحكومية لعدة فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة مثل: التوحد، والإعاقة الذهنية ومتلازمة داون، والإعاقات البصرية والسمعية والجسدية.