تضعف مقاومة كل فرد منا عند رؤيته لصورة كعكة فاخرة أو قطعة حلوى مبهرة الشكل شاهدها في محل الحلويات، متمنياً لو تكن في متناول يده على الفور، فماذا عن وضع محبي الأطعمة السكرية الذي يصل تناولهم المفرط إلى حد الإدمان، لتكون سوء العاقبة في إصابتهم بداء السكري، والذي قد يصل إلى مراحل خطيرة تهدد صحة المصاب.
قد يكون التكيف مع هذا المرض أمراً سهلاً لدى المصابين من الأشخاص البالغين، من حيث الوعي الكافي والانتظام بمواعيد تناول الأدوية وأخذ حقن الأنسولين وتناول الطعام الصحي وغير ذلك، إنما المعضلة الأكثر تعقيداً التي تقع عبئها الثقيل على عاتق الوالدين عندما يصاب أحد أطفالهم بالسكري، وخصوصاً أن الأطفال من أكثر الفئات العمرية يصعب عليها الاستغناء عن تناول الحلويات.
إن التعايش مع الواقع في بادئ الأمر حالاً صعباً يعيشه الوالدان بعد تلقي صدمة إصابة الابن بداء السكري، تكمن في التصورات السلبية التي يرسمها الوالدان حول الأوضاع الصحية والمصيرية لطفلهم، وهذا أمر طبيعي يخيم على الأجواء الأسرية حتى يتم تقبل الوضع والتكيف معه لتحسين نمط الحياة الصحية للطفل، وخصوصاً في وقتنا الحالي نصادف ١٤ من شهر نوفمبر الذي يوافق اليوم العالمي للسكري، حيث تبذل فيه الحملات التوعوية جهودها في صالح المصابين من خلال تنظيم الورش والفعاليات التثقيفية التي تنشر الوعي عن المرض وأعراضه وطرق الحد من مضاعفاته، وهذا ما يخدم الوالدين عبر تلقي الدعم المكثف والمعلومات حول التعايش مع السكري بشكل فعال.
واهتمام الوالدين يشكل عاملاً رئيسياً لتحقيق الهدف الصحي وهو الحد من مضاعفات المرض وتفاقمه، لذلك يتعين على الوالدين تهيئة البيئة الصحية والنفسية للطفل عبر الفحص المستمر لسكر الدم والانتظام في أخذ حقن الأنسولين، ومراقبة الطعام وكمياته الذي يتناوله الطفل، وتشجيعه على اللعب وممارسة الرياضة، مع فتح باب التواصل مع الهيئة الطبية في المدرسة لمتابعة وضع الابن الصحي أثناء دوامه، وأيضاً للعاطفة علاج فعال في تحسين الصحة النفسية، حيث إن تكثيف الدور العاطفي يسهم في غرس الإيجابية في حياة الطفل اليومية لتحفيزه على الإنجاز، واستطاعته تحقيق النجاح بتفوق في المدرسة طالما التزم بالنظام الغذائي، ومع عدم إشعاره بأنه حالة صحية خاصة تختلف عن سائر أقرانه من الأطفال.
إن حصيلة الاهتمام الأسري لصحة الأبناء المصابين ينتج عنها الوصول إلى مستويات طبيعية من سكر الدم، والنمو بشكل طبيعي، والوقاية من المشاكل الصحية، ما يؤدي إلى عيش حياة طبيعية.