فاطمة الصديقي

إمارة أبوظبي هي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر واحدة من أكبر المدن في الإمارات العربية المتحدة، تُعرف بجمالها المعماري الحديث وساحلها الجميل وثقافتها الغنية وبالبنية التحتية المتطورة، تحتوي على معالم سياحية والعديد من المتاحف والمعارض الفنية، يمكن للزائر الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة والمغامرات، هي عاصمة ترحب بالسياحة العائلية دائماً.

تتميز إمارة أبوظبي بتنوعها الثقافي والاقتصادي، حيث تجمع بين التراث العريق والحداثة المتطورة، تعكس المدينة روح الضيافة العربية الأصيلة، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار والمقيمين على حد سواء.

جامع الشيخ زايد الكبير

جامع الشيخ زايد الكبير صرح عظيم رمز للتسامح والوحدة في قلب أبوظبي، تلتقي الفنون المعمارية الإسلامية مع أرقى معاني الإيمان حيث يجسد الجامع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي دعا دائما إلى التعايش السلمي بين الثقافات، التفاصيل الجميلة والدقيقة تجتمع في هذا الجامع، فعندما دخلت الجامع لأول مرة شعرت وكأنني في حضن السلام، السلام الخارجي والداخلي، ففي كل ركن من أركانه صفاء للنفس يعانق الطاقة الإيجابية، إن جمال هذا الجامع يأسر الأنفاس، فقبابه البيضاء تتلألأ تحت أشعة الشمس، بينما تنعكس زخارفه الرائعة على مياه الأحواض المائية الهادئة والنوافير الجميلة، حيث الأرضيات المزينة بأجمل الأشكال والنقوش تدعونا للتأمل من الإبداع الفني، وتضفي على المكان هالة من السكينة والروعة، هذا الجامع ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو مركز ثقافي يفتح أبوابه للجميع، ليكون منارة للمعرفة والإلهام.

جامع الشيخ زايد الكبير تم افتتاحه في عام 2007، استغرق بناؤه 11 عاماً، وهو يعد أحد أكبر المساجد في العالم، حيث يتسع لأكثر من 40 ألف مصل، يتميز بتصميمه الفريد الذي يمزج بين العمارة الإسلامية التقليدية واللمسات الحديثة، مع قبابه البيضاء المهيبة 82 قبة بأحجام مختلفة منها قبة تتوسط قاعة الصلاة الرئيسية وهي واحدة من كبرى القبب في العالم، وأربع مآذن في أركان الساحة الخارجية في زوايا صحن الجامع المكسية بالرخام الأبيض، وأرضياته المزينة بأجمل الزخارف، و7 ثريات من الكريستال الضخمة المرصعة بالذهب، و1096 عموداً خارجياً سداسي الجوانب من الرخام الأبيض المطعم بالأحجار و96 عموداً رباعي داخل الجامع، ويضم الجامع أكبر سجادة يدوية في العالم تم تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2017، تضمن الجامع مواد طبيعية عالية الجودة من الرخام والذهب والحجر والكريستال والسيراميك.

يجسد الجامع رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، في تعزيز التسامح والتفاهم الثقافي، ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها، حيث يفتح أبوابه للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعقائدية، فهو يتيح للزوار فرصة التعرف على الثقافة الإسلامية، مما يجعله رمزاً للتعايش السلمي والتواصل بين الثقافات.

قصر الوطن.. جوهرة العمارة

يُعد قصر الوطن في أبوظبي تجسيداً حقيقياً للفن المعماري الإماراتي، حيث يجمع بين التراث الثقافي والتصميم الحديث في تناغم رائع، يمتاز القصر بتفاصيله المعمارية المبهرة، حيث تبرز القباب الضخمة والمزخرفة، مما يخلق إطلالة ساحرة تعكس عظمة الثقافة الإماراتية، فهذه العظمة ليست في ثقافة المكان فحسب، وإنما لثقافة المواطن الإماراتي، فتلك الفتاة الإماراتية التي التقيت بها في الاستقبال كانت متعاونة لأبعد الحدود، وترد على أسئلتي الكثيرة بدون ملل، هي مثال يحتذى به عندما يحتضن ممثل الدولة راية المواطنة الحقيقة لنقل ثقافة بلد في الترحيب والتعاون مع تعدد الثقافات.

تم افتتاح القصر في عام 2017 واستغراق حوالي سبعة أعوام لاستكماله، فتح القصر أبوابه أمام الجمهور عام 2019، مساحة القصر تعادل 53 ملعب كرة قدم الذي شيد من الجرانيت الأبيض والحجر الجيري، وتم تحديد ألوانه الثلاثة في تصميمه وهو اللون الأبيض الذي يرمز للسلام والنقاء والازدهار واللون البني الذي يرمز لرمال الصحراء واللون الأزرق الفاتح رمز للسماء والأزرق الداكن يرمز لمياه بحر الخليج العربي، ويضم قصر الوطن على المجمع الرئاسي لمكاتب رئيس الدولة ونائب الرئيس وولي عهد إمارة أبوظبي حيث تقع هذه المكاتب خلف المبنى الرئيسي.

داخل القصر، ستجد نفسك محاطاً بأجواء من الفخامة والرفاهية، الصالات الواسعة مزينة بأجمل الزخارف الإسلامية والنقوش اليدوية التي تعكس براعة الحرفيين، مما يضفي على المكان طابعاً تاريخياً متجدداً. الأرضيات الرخامية الفاخرة والمصنوعة من أجود المواد تضفي لمسة من الرقي، بينما تتناغم الألوان الدافئة مع الإضاءة الطبيعية التي تتسلل عبر النوافذ الكبيرة، مما يخلق جواً من السكون والجمال والهيبة.

كل زاوية في قصر الوطن تحكي قصة، وكل تصميم يحمل رسالة عن الهوية الإماراتية، من التماثيل الفنية إلى المعروضات الثقافية، يعكس القصر روح الابتكار والتفرد، ويعزز من تجربة الزوار، حيث يصبح كل منهم جزءاً من هذا المعلم الفريد، قصر الوطن ليس مجرد مبنى، بل هو تجربة غنية تروي حكاية وطن كامل من الجمال والفخر، يضم القصر القاعة الكبرى التي تهتم بالاحتفالات الرسمية والفعاليات المصاحبة، ويطلق عليها «قلب قصر الوطن» حيث تضم الأرضية نجمة ثمانية الأضلاع تعلوها قبة رئيسية وهي من واحدة من أضخم القباب في العالم.

قاعة روح التعاون وهي قاعة مستوحاة من فلسفة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه التي تبرز فيها أسس التعاون والوحدة والعمل الجماعي تتسع هذه القاعة إلى 800 شخص، قاعة الاجتماعات المهمة تهدف إلى استضافة الاجتماعات الهامة للهيئات الحكومية، كما يحوي القصر على قاعة المائدة الرئاسية يتم فيها استضافة الوفود الرسمية، قاعة الهدايا الرئاسية وهي قاعة مخصصة لاستعراض الهدايا الرئاسية التي قدمتها الحكومات من مختلف دول العالم أثناء زيارتهم لإمارة أبوظبي التي تعبر عن الصداقة التي تربطهم بها من أوسمة وسيوف وهدايا تذكارية، مكتبة قصر الوطن تضم نوادر الكتب والمخطوطات والمنشورات، وهذا القاعة بالفعل ألهمتني كثيرا.

متحف اللوفر جسر الحضارات

يقع متحف اللوفر أبوظبي في جزيرة السعديات، في قلب المنطقة الثقافية بالجزيرة، ويطل مباشرة على الخليج العربي، المتحف شراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، ويعد المتحف الأول من نوعه في المنطقة حيث انطلق المشروع في عام 2007.

متحف اللوفر هو تجسيد جسر للثقافات، حيث يلتقي الشرق بالغرب في تجربة ثقافية فريدة، يمتاز بقبة ضخمة تتكون من مجموعة من الأشكال الهندسية المتداخلة، مما يسمح لأشعة الشمس بالتسلل إلى الداخل بشكل ساحر، يحتوي المتحف على مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تتراوح بين الآثار القديمة والفن المعاصر، مما يعكس تاريخ البشرية وثقافاتها المختلفة، يمكن للزوار استكشاف أعمال فنية من مختلف العصور والحضارات، تتجاوز تجربة زيارة المتحف مجرد مشاهدة الأعمال الفنية، فهي دعوة للتأمل والتفكير في الروابط الإنسانية التي تجمع بين الثقافات، لذا فإن زيارة المتحف لمرة واحدة لا تكفي لما يحتوي المتحف من مقتنيات نادرة وتاريخية تأسر الزائر عند ما يقف مستسلما لقطعة أثرية أو لوحة فنية فعندها تسرد حكايات الشعوب وتاريخه الطويل واهتمامه بالفن، إن متحف اللوفر ليس مجرد صرح فني، بل هو رمز للتسامح والحوار الثقافي، حيث يساهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب، ويعكس رؤية الإمارات في أن تكون جسراً للثقافات، كما يقدم المتحف برامج تعليمية وورش عمل تفاعلية، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات والطلاب.

جزيرة بني ياس الجوهرة الخفية

جزيرة صير بني ياس هي واحدة من الوجهات السياحية المميزة في منطقة الظفرة في أبوظبي، وكانت جزيرة خاصة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأصحبت منطقة سياحية رائعة، هي محمية للحياة البرية من نباتات وأشجار وملاذ للطيور وبعض الحيوانات النادرة لتنوع بيئي فريد، هي الجوهرة الخفية التي تعد أكبر محمية طبيعية في الشرق الأوسط، حيث الهدوء والسكينة.

عند زيارتي لجزيرة صير بني ياس، غمرتني أجواء جميلة وملهمة، حيث كانت روح الجزيرة تدعو للتأمل والراحة، رغم أن زيارتي استغرقت نصف يوم فقط، إلا أنني شعرت بأنني انتقلت إلى عالم آخر من الهدوء والسكينة، كنت على متن إحدى السفن السياحية العالمية «كروز» ضمنت زيارة هذه الجزيرة الملهمة، فبعد تدشين رصيف صير بني ياس للرحلات البحرية، أصبح من السهل على الزوار الاستمتاع بجمال الجزيرة، حيث تتألق الشواطئ برمالها الذهبية، بينما تقدم الجزيرة للزوار أنشطة متنوعة منها رحلات سفاري والغوص وركوب القوارب تجارب مشوقة تعانق الإثارة والطبيعة، كما أن المواقع التراثية الإماراتية والصحراء الخلابة تضيف لمسة من الأصالة والتاريخ.

تجسد الجزيرة تنوعاً فريداً بين المنتجعات الكبرى والطبيعة البكر، مما يخلق تجربة ساحرة، فكل لحظة هنا تحمل في طياتها فرصة للاكتشاف والتواصل مع الذات، وتجعل من صير بني ياس وجهة لا تُنسى تحمل في قلبها عبق التاريخ وجمال الحاضر، إنها حقاً تجربة تدعو النفس للاسترخاء والانغماس في جمال الحياة.

حديقة أم الإمارات

حديقة أم الإمارات هي واحدة من أبرز الحدائق العامة في أبوظبي، تعرف بجمالها الطبيعي وتصميمها الفريد، حيث توفر بيئة مريحة للعائلات والزوار حيث المساحات الخضراء والأشجار؛ مما يجعل من الحديقة مكاناً مثالياً للاسترخاء بعد العمل وفي الإجازات، تحتوي حديقة أم الإمارات على ملاعب للأطفال، ومناطق مخصصة للنزهات وممارسة الرياضة، ولا تخلو الحديقة من المقاهي التي تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات.

اللغة والمطبخ الإماراتي

اللغة العربية هي اللغة الرسمية، وعملتها الدرهم الإماراتي ما يعادل 100 فلس بحريني، وتشتهر إمارة أبوظبي بتنوع الأطباق التقليدية والعالمية، والتي تعد جزءاً من الثقافة الإماراتية مثل الغوزي أو الخوزي والمجبوس والهريس والمضروبة والثريد والبلاليط واللقيمات تماماً كما الموائد البحرينية.