منيره عماد عبداللطيف القعود

إنه لمن بواعث فخري، ولواعج الشوق الذي اعتراني، وقتما وُجّهت إليّ دعوة كريمة لحضور ملتقى المرأة البحرينية في المجال القانوني والقضائي، وأن أكون ضمن كوكبة تتفيّأ بظلال رعاية كريمة من لدن سيدة البحرين الأولى، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، رعاها الله.

لستُ هنا لاستعراض اللغة عبر نثر عبارات رنانة وقوية يزول صداها فور سماعها، وإنما لأكون شاهدة على زمن نالت فيه المرأة ما لم تنله في سالف العصور. وإن كان من فضل هنا بعد الله سبحانه وتعالى، فالفضل كل الفضل لولاة أمرنا منذ طليعة فجر البحرين الذي تأبى شمسه الغياب علماً وتقدماً ومعرفة وتميزاً.. حاكماً بعد حاكم.

وقد شخصت صاحبة السمو الملكي قرينة ملك البلاد المعظم، عبر مبادرات كريمة ندية مسؤولة، وأوامر سامية جليلة، بتعديل التشريعات والقوانين التي تضمن وتحفظ للمرأة البحرينية حقوقها وعزّتها وكرامتها، لاسيما كونها الداعم الأول والعنوان الجلي الواضح لكل ما من شأنه إبراز دور المرأة القانوني والحقوقي. ففرشت لنا طرق النور، ومشينا بها، واستضأنا بوعيها السبّاق وبرؤيتها التي تستشرف المستقبل ببصيرة وحكمة.

وبما أننا شعب متحضر راقٍ، لم تجد المرأة صعوبة تُذكر في شق طريقها للعلياء في مضمار القانون والقضاء. وما فئتنا كنساء بحرينيات إلا من وحي رؤى قادتنا التي نستلهم منها قيمة العلم وفضله وأهمية القضاء والحقوق، فكنّا ولا زلنا سباقات في كل المجالات، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر مزاولة المهن، وريادة الأعمال، والتعليم، وتبوّؤ المناصب العليا، خصوصاً على مستوى القانون والقضاء. ويشهد التاريخ لنا أننا كنا أولى الجالسات على مقاعد الدراسة عبر مدارس نظامية حكومية.

وها أنا ذا، وبكل فخر واعتزاز، أقف أمامكم كنموذج حي، وكنتاج لتلك الرؤى المباركة، حيث وُفّقت أن أكون أول امرأة بحرينية تحصل على درجة الماجستير المعنونة بـ(فعالية العقوبات البديلة على المرأة المحكوم عليها وأثرها على الإصلاح وإعادة التأهيل – دراسة تطبيقية)، وهي أول دراسة تطبيقية قانونية على مستوى جامعة العلوم التطبيقية.

ولا أخفي اعتزازي وتشرفي بتواجدي مع قامات شامخة داعمة وملهمة، حيث استمعت لكلماتهم القيّمة وآرائهم المستقاة من بحور الخبرة الأكاديمية بشتى نواحيها، آملة أن تتكرر هذه الملتقيات المثمرة لتفتح آفاقاً جديدة، وتتسع بها دائرة العلم والمعارف.

ولا يسعني في ختام كلمتي المتواضعة إلا أن أتوجه بوافر الشكر الجزيل لصاحبة السمو الملكي قرينة ملك البلاد المعظم لتفضلها بمنحنا هذه المساحة للتعبير عن مكنونات صدورنا بما أُنجز وتحقق تحت مظلتها الكريمة.

* باحثة قانونية وحاصلة على درجة الماجستير في القانون