شاركت مديرة مركز المهارات الطبية والمحاكاة، والأستاذ المساعد في التعليم الطبي بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي، الدكتورة ريم الأنصاري، في أعمال منتدى "الذكاء الاصطناعي في التعليم والممارسة الصحية"، الذي نظمته جامعة البحرين، حديثاً تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي في التعليم والممارسة الصحية"، وشارك فيه عدد من الخبراء والمتخصصين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبحرين، لمناقشة أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم الصحي والرعاية السريرية.
وفي مشاركتها ضمن محور "الذكاء الاصطناعي والمحاكاة في تطوير القوى العاملة"، أوضحت الدكتورة الأنصاري أن "المحاكاة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي تنتقل بنا اليوم من مراقبة ما يفعله المتعلم إلى فهم كيفية تفكيره".
وقالت: "تخيلوا متعلّمًا في غرفة محاكاة أمام مريض تتدهور حالته، ولديه ثوانٍ لاتخاذ القرار؛ ففي المحاكاة التقليدية نرى سلوكه، لكن الذكاء الاصطناعي يمكّننا من رؤية مسار تفكيره: ما هي المؤشرات التي لاحظها؟ وأيها تجاهل؟ وأين بدأ التفكير بالانحراف؟ فالذكاء الاصطناعي لا يحلّ محل الحكم السريري، لكنه يكشف الفجوات في طريقة تدريسه."
وناقشت محور: "إذا كان الذكاء الاصطناعي يقرأ أشعة المريض أسرع من أي اختصاصي، ويتنبأ بتدهور المريض بدقة، فما الذي يحتاجه الطبيب المستقبلي ولا تستطيع الآلة تقديمه؟"، مشيرةً إلى أن الكفاءات المستقبلية تشمل الحكم السريري، التفكير الأخلاقي، التواصل، التعامل مع الغموض، التفكير النظامي، والقدرة على تقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي وتحديها عند الحاجة.
وفي ختام مشاركتها، أكدت د. الأنصاري أن تبنّي الذكاء الاصطناعي دون حوكمة واضحة قد يشكّل خطورة، قائلة: "ليس كافيًا أن نقول إننا نرحّب بالذكاء الاصطناعي، بل يجب أن نمتلك الشجاعة العلمية للتعامل مع تحدياته: المخاطر الأخلاقية، الانحيازات، ومسارات الخطأ الجديدة التي قد تنشأ"، مشيرةً إلى أن النجاح في استكشاف الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لا يأتي من الجهد الأكاديمي وحده، بل من القيادة الواعية، مشيدةً بالدعم الكبير الذي تحظى الباحثين والأكاديميون في جامعة الخليج العربي من قيادة الجامعة، خصوصاً ضمان جودة التعليم، وقالت: "في كل يوم يتأكد لنا أن الهدف الأسمى هو توفير تعليم رفيع المستوى لطلبتنا، وتمكينهم من مهارات المستقبل، وضمان أن تكون قراراتنا التعليمية موجّهة لخدمتهم أولًا، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والاستثمار في تطوير التعليم الطبي؛ فهذه الروح القيادية من رئيس الجامعة تمنحنا المساحة والثقة لاستكشاف التقنيات الحديثة – بما فيها الذكاء الاصطناعي – بروح من المسؤولية والبصيرة، وبما يهيّئ طلبتنا ليكونوا جاهزين لقوى العمل المستقبلية وقادرين على تقديم رعاية صحية آمنة وعالية الجودة."