تتواصل الاستعدادات لانطلاق أعمال المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" تحت عنوان "مَجْمَع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية"، والذي يُعقد يومي 22 و23 ديسمبر الجاري في فندق الشيراتون، بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبمشاركة رفيعة من ممثلي الدول العربية وبعض أبرز مراكز البحوث فيها.
ويأتي المنتدى هذا العام متزامناً مع حدث بحثي وتاريخي بارز، يتمثّل في تدشين الكتاب التوثيقي "البحرين وجامعة الدول العربية: 1971–2025م"، في احتفالية رسمية يحضرها معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية بصحبة وفد رفيع المستوى، إلى جانب حضور واسع من السفراء والمسؤولين وممثلي المؤسسات الوطنية والمراكز البحثية ووسائل الاعلام.
وأكد عبدالله محمد الأحمد الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" أن المنتدى يُجسّد الدور الريادي لمملكة البحرين في تكريس دور المعرفة والبحث العلمي لتطوير سياسات تنموية واقعية فعالة، وداعمة لأهداف التنمية المستدامة، انسجاماً مع حرص مملكة البحرين على تعزيز الحوار الفكري البنَّاء والتكامل البحثي والمعرفي العربي في دعم التنمية المستدامة، كأولوية استراتيجية في ظل النهج الحكيم لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجهات الحكومة وجهودها برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وأعرب الرئيس التنفيذي لـ "دراسات" عن اعتزازه بتدشين مركز دراسات لكتابه التوثيقي على هامش أعمال المنتدى، والذي يتضمن توثيقًا علميًا للمسيرة المشرفة لمملكة البحرين في إطار جامعة الدول العربية، وإسهاماتها على مدى أكثر من خمسة عقود في تعزيز وتطوير منظومة العمل العربي المشترك، ودعم ومساندة الدول والمؤسسات العربية، بما يدعم المصالح التنموية والاستراتيجية المشتركة للبلدان العربية وشعوبها الشقيقة.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن موضوع المنتدى يتّسق مع مخرجات القمم العربية الأخيرة، لا سيّما قمة جدة في عام 2023م وقمة البحرين في عام 2024م، في دعوتها إلى إنشاء منصة فكرية عربية تُعنى بقضايا التنمية والاستدامة، وتأكيد أهمية بناء الشراكات وتوسيع التعاون مع منظومة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإيجاد مقاربات معرفية تدعم صُنّاع القرار وتواكب التحديات العالمية والإقليمية.
وعبَّر الرئيس التنفيذي عن شكره وتقديره لمعالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على دعمه لهذا التوجّه الفكري العربي الطموح، وحرصه على تعزيز مسارات التعاون المؤسسي في مجالات التنمية والاستدامة، مؤكدًا اعتزاز المملكة وترحيبها بكافة المشاركين في المنتدى من الدول العربية الشقيقة، وممثلي مراكز الفكر والمؤسسات البحثية الإقليمية.
كما عبَّر عن شكره وتقديره الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات"، على دعمه لهذا التوجّه على المستوى الوطني، وحرصه على تعزيز مسارات التعاون في العمل البحثي والفكري على مستوى المنطقة، بما يحقق المنفعة العلمية المتبادلة بين الدول العربية الشقيقة، ويعزز تطبيق دعوة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمة الخليج الـ 46 (قمة البحرين) لتحقيق الأهداف ذاتها.
هذا ويناقش منتدى دراسات السنوي السابع – بما يتضمنه من لقاءات وجلسات حوارية رفيعة المستوى، وورش عمل مغلقة ومعرض نوعي للمنشورات البحثية والرقمية – الدور المتنامي لمراكز الفكر العربية في الانتقال من إنتاج المعرفة إلى التأثير في صياغة السياسات، عبر بناء أدوات مؤسسية متقدمة، وتطوير قدراتها على تحويل المخرجات البحثية إلى مساهمات تنفيذية في مسارات التنمية الشاملة.
ويسلّط المنتدى الضوء على أدوات تحليل السياسات المستقبلية، من خلال استعراض التطبيقات المتقدمة للبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، واستشراف السيناريوهات المرنة التي تُسهم في صياغة خطط قابلة للتكيّف، ومناقشة سُبُل بناء قدرات تحليلية جديدة ضمن مراكز الفكر العربية لتعزيز حضورها في مشهد التنمية الإقليمي، بما يعزّز من كفاءة الأداء المؤسسي ويسرّع من وتيرة الإنجاز.
وأكد الرئيس التنفيذي أن المنتدى السابع يشكّل فرصة نوعية لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق التعاون البحثي العربي، وفق منظومة فكرية فاعلة ترتقي بمستوى العمل العربي المشترك، تمهيدًا لإطلاق حاضنة عربية فكرية – تنموية، تُسهم في تعزيز الاستجابة المؤسسية للتحديات التنموية، ودعم التكامل المعرفي بين مراكز الفكر والبحوث العربية.